يتعين وضع الجبهة مع القدرة فلا يجزئ الانف عنها عند علمائنا أجمع، وبه قال الشافعي، وأحمد(1) لقول النبي صلى الله عليه وآله: (إذا سجدت فمكن جبهتك من الارض)(2) والامر للوجوب، ولقول الصادق عليه السلام: " سبعة منها فرض "(3) وعد الجبهة.

وقال أبو حنيفة: إذا سجد على أنفه أجزأه عن جبهته، لان الانف والجبهة عضو واحد، فإذا سجد على الانف أجزأه كما لو سجد على بعض الجبهة(4).ويبطل بعظم الرأس فإنه متصل بعظم الجبهة.

فروع:

أ - لو سجد على خده أو رأسه لم يجزئه، وبه قال الشافعي(5).

ب - لا يجب السجود على الانف بل يستحب استحبابا مؤكدا، فلو اقتصر على الجبهة أجزأه عند علمائنا، وبه قال عطاء، وطاوس، وعكرمة، والحسن، وابن سيرين، والشافعي، وأبو ثور، وأبو يوسف، ومحمد، وأحمد في رواية، و أبو حنيفة، والثوري، ومالك(6)، لان النبي صلى الله عليه وآله قال: (امرت أن أسجد على سبعة أعظم)(7) ولم يذكر الانف.

ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام: " ووضع الانف على الارض سنة "(8).

وقال الاوزاعي، وأحمد في الرواية الاخرى، وإسحاق: يجب السجود على الانف أيضا(9)، لقوله عليه السلام: (لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الارض ما يصيب الجبين)(10) وهو محمول على نفي الفضيلة.

ج - يستحب الارغام بطرف الانف الاعلى، قاله المرتضى(11).

_____________

(1) المجموع 3: 423 و 424، فتح العزيز 3: 451، المغني 1: 592، عمدة القارئ 6: 90، بداية المجتهد 1: 138.

(2) مسند أحمد 1: 287، الفردوس 1: 281 / 1103 وانظر عوالي اللآلي 1: 331 / 84.

(3) الكافي 3: 312 / 8، التهذيب 2: 82 / 301.

(4) المبسوط للسرخسي 1: 34، عمدة القارئ 6: 90، المجموع 3: 424، فتح العزيز 3: 451، فتح الباري 2: 236، ارشاد الساري 2: 120، المغني 1: 592، بداية المجتهد 1: 138، سبل السلام 1: 305، نيل الاوطار 2: 288.

(5) الام 1: 114، المجموع 3: 423.

(6) المجموع 3: 425، فتح العزيز 3: 455، فتح الباري 2: 236، المغني 1: 592، الشرح الكبير 1: 592، المحرر في الفقه 1: 63، عمدة القارئ 6: 90، بداية المجتهد 1: 138.

(7) صحيح البخاري 1: 206، صحيح مسلم 1: 354 / 490، سنن ابن ماجة 1: 286 / 883، سنن الدارمي 1: 302، سنن البيهقي 2: 103.

(8) الكافي 3: 312 / 8، التهذيب 2: 82 / 301.

(9) المغني 1: 592، الشرح الكبير 1: 592، المجموع 3: 425، فتح العزيز 3: 455، فتح الباري 2: 236، عمدة القارئ 6: 90.

(10) سنن البيهقي 2: 104، سنن الدارقطني 1: 348 / 3.

(11) جمل العلم والعمل (ضمن رسائل الشريف المرتضى) 3: 32.