المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ابناء يعالجون ثم ينتكسون.. ما السر وراء ذلك؟!!  
  
2040   01:23 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

... أننا نجد أثناء العلاج النفسي ان هناك بعض المشكلات النفسية تستعصي على العلاج أو بمعنى آخر هناك بعض الأبناء المشكلين يُعالجون ثم ينتكسون مرة أخرى. وهذا وارد في العلاج النفسي، لكن الغريب ان البعض يعالج ثم ينتكس مرات عديدة ونبحث عن السر وراء ذلك... فنكتشف ان اصل المشكلة يكمن في الأب والأم أو طبيعة التفاعلات الأسرية ، فتصحح مسار العلاج لنبدأ بعلاج الأسرة أولا ثم علاج الابن.

و الأغرب من ذلك اننا نجد ان هناك بعض الأبناء المشكلين يعالجون وينتكسون برغم استخدام كل أساليب واستراتيجيات العلاج النفسي لدرجة تشعرك اننا في علاج هذا الابن وكأننا نعاند القدر ـ والعياذ بالله ـ ونرجح أن يكون هناك سر اعمق يقف وراء استمرار ذلك الاضطراب وهو ان هذا الابن هو قدر والديه... أحيانا يكون اختبارا لهم من الله.. واحيانا يكون ابتلاء لهم.. واحيانا يكون تكفيرا لذنوبهم.. واحيانا يكون انتقاما ... وعقابا لهم لإهمالهم في تربيته التربية السليمة وتشعر ان هذا الولد ــ عمل ــ غير صالح. وانه ابن مال حرام يسري في جوفه وينعكس على سلوكه وأخلاقياته، ويصبح الولد ضحية أبيه وكبش فداء ، وهنا يظلم الاباء ابناءهم، او يعق الأبناء آباءهم، أو يعق الآباء أبناءهم... وكثيرا ما يتحمل الابناء خطايا الاباء.... ولذا يجب ان تبدأ تربية الاباء قبل تربية الابناء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.