أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-11
![]()
التاريخ: 16-10-2014
![]()
التاريخ: 16-10-2014
![]()
التاريخ: 16-10-2014
![]() |
يمتاز التفسير في هذا العصر ، بتلونه باللون الأدبي الاجتماعي ، ونعني بذلك أن التفسير لم يُعد يظهر عليه في هذا العصر ذلك الطابع التقليدي الجاف ، من معالجة مسائل شكلية ، كادت تصرف الناس عن هداية القرآن الكريم ، وانشغالهم بمباحث فارغة لا تمس روح القرآن وحقيقته . وإنما ظهر عليه طابع آخر وتلون بلون يكاد يكون جديداً وطارئاً على التفسير ، ذلك هو معالجة النصوص القرآنية معالجة تقوم أولاً وقبل كل شيء على إظهار مواضع الدقة في التعبير القرآني ، ثم بعد ذلك تصاغ تلك المعاني التي يهدف القرآن إليها في أسلوب شيق أخاذ ، ثم يطبق النص القرآني على ما في الكون والحياة من سنن الاجتماع ونظم العمران .
هذه النهضة الأدبية الاجتماعية قامت بمجهود كبير في تفسير كتاب الله تعالى ، قربت القرآن الى أفهام الناس ، في مستوى عام كان أقرب الى الواقعية من الأمس الدابر .
وإليك من امتيازات هذه المدرسة التفسيرية الحديثة : إنها نظرت الى القرآن نظرة بعيدة عن التأثر بمذهب من المذاهب ، فلم يكن منها ما كان من كثير من المفسرين القدامى من التأثر بالمذهب ، الى درجة كانت تجعل القرآن تابعاً لمذهبه ، فيؤول القرآن بما يتفق معه ، وإن كان تأويلاً متكلفاً وبعيداً .
كما أنها وقفت من الروايات الإسرائيلية موقف الناقد البصير ، فلم تشوه التفسير بما شوه به في كثير من كتب المتقدمين ، من الروايات الخرافية المكذوبة ن التي أحاطت بجمال القرآن وجلاله ، فأساءت إليه وجرأت الطاعنين عليه .
كذلك لم تغتر هذه المدرسة بما اغتر به كثير من المفسرين من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة ، التي كان لها أثر سيئ في التفسير .
ولقد كان من أثر عدم اغترار هذه المدرسة بالروايات الإسرائيلية والأحاديث الموضوعة أنها لم تخض في تعيين ما أبهمه القرآن ، من مثل الحروف المقطعة ، وبعض الألفاظ المبهمة الواردة في القرآن ، مما أبهمه القرآن إبهاماً ، ولم تكن غاية في إظهاره حينذاك ، كما لم تجرأ على الخوض في الكلام عن الأمور الغيبية ، التي لا تعرف إلا من جهة النصوص الصحيحة الصريحة ، بل قررت مبدأ الإيمان بما جاء من ذلك مجملاً ، ومنعت من الخوض في التفصيلات والجزئيات ، في مثل الحياة البرزخية والجنة والنار والحور والقصور والغلمان وما شابه ذلك ، وهذا مبدأ سليم ، يقف حاجزاً منيعاً دون تسرب شيء من خرافات الغيب المظنون ، الى المقطوع والمعقول من العقائد .
كذلك نجد هذه المدرسة أبعدت التفسير عن التأثر باصطلاحات العلوم والفنون والفلسفة والكلام ، التي زج بها في التفسير ، بدون أن يكون في حاجة إليها ، ولم تتناول من ذلك إلا بمقدار الحاجة ، وعلى حسب الضرورة فقط . هذه كلها من الناحية السلبية التي سلكتها هذه المدرسة .
وأما الناحية الإيجابية فإن هذه المدرسة نهجت بالتفسير منهجاً أدبياً اجتماعياً ، فكشفت عن بلاغة القرآن وإعجازه في البيان ، وأوضحت معانيه ومراميه ، وأظهرت ما فيه من سنن الكون الأعظم ونظم الإجتماع ، وعالجت مشاكل الأمة الإسلامية خاصة ، ومشاكل الأمم عامة ، بما أرشد إليه القرآن ، من هداية وتعاليم ، والتي جمعت بين خيري الدنيا والآخرة .
كما وفقت بين القرآن وما أثبته العلم من نظريات صحيحة وثابتة ، وجلت للناس أن القرآن كتاب الله الخالد ، الذي يستطيع أن يساير التطور الزمني والبشري . الى ان يرث الله الأرض ومن عليها .
كما دفعت ما ورد م شبه على القرآن ن وفندت ما أثير حوله من شكوك وأوهام ، بحجج قوية ، قذفت بها على الباطل فدمغته فإذا هو زاهق .
كل ذلك بأسلوب شيق جذاب يستهوي القارئ ن ويستولي على قلبه ، ويحبب إليه النظر في كتاب الله ، ويرغبه في الوقوف على معانيه وأسراره .
وأيضاً فإن هذه المدرسة فتحت في وجه التفسير باباً كان مغلقاً عليه ، منذ زمن سحيق ، إنها أعطت لعقلها حرية واسعة النطاق ، وأتاحت للعقل والفكر البشري مجاله والواسع الذي منحه الله له ، ورغبه في ذلك . {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44] .
ومن ثم حكمت العقل الرشيد على كل مظاهر الدين ، فتأولت ما ظاهره المنافاة مع الحقائق الشرعية الثابتة ، والتي دعمها العقل ، وعدلت بها عن إرادة الحقيقة الى المجاز والتمثيل ، وبذلك وبهذه الحرية العقلية والواسعة ، جارت أهل العدل في تعاليمها وعقائدها ، والتي كان عليها السلف النابهون ، وقذفت بتعاليم الأشاعرة المتجمدة وراء الظهور ، وبذلك لم تترك مجالاً لأحاديث أهل الحشو أن تتدخل في التفسير ، ولا في عقائد المسلمين في شيء من الأصول والفروع . فقد طعنت في بعض الأحاديث بالضعف تارة وبالوضع أخرى ، رغم ورودها في المجاميع الحديثية الكبرى ، أمثال البخاري ومسلم وغيرهما ؛ إذ أن خبر الواحد لا تثبت به عقيدة إجماعاً ، ولا هو حجة في هذا الباب عند أرباب الأصول .
|
|
دراسة تكشف "مفاجأة" غير سارة تتعلق ببدائل السكر
|
|
|
|
|
أدوات لا تتركها أبدًا في سيارتك خلال الصيف!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تؤكد الحاجة لفنّ الخطابة في مواجهة تأثيرات الخطابات الإعلامية المعاصرة
|
|
|