المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى كلمة زهر
12-5-2022
PRACTICAL  AND  COMMERCIAL  UNITS
24-3-2016
الشك بين الأثنين والثلاث في صلاة المغرب عند الشيخ الصدوق عَلِيُّ بْنُ بَابَوَيْهِ
19-8-2017
الاستلام والعمل في الجهاز العصبي
9-8-2021
Saturated and Unsaturated Molecules
11-7-2019
نسبة المواصلة conductance ratio
19-6-2018


شروط الابوة  
  
2246   06:48 مساءً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص27-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2023 1270
التاريخ: 8-1-2016 2585
التاريخ: 14-3-2021 2314
التاريخ: 21-4-2016 2048

يؤدي الزواج إلى تسكين الغرائز وتنظيم الحياة وتحقيق المودة والرحمة والمحافظة على النسل. وقلنا انه وردت تأكيدات عديدة على التكاثر وامتلاك الاولاد. لكن الموضوع ليس بهذه السهولة والبساطة، اذ لا بد من الحذر والالتفات إلى ثقل المسؤولية في المرحلة القادمة.

ان ممارسة الابوة والقيام بالوظائف الاسلامية في هذا المجال تعتبر عملية معقدة جدا. ومن دواعي الفخر ان يكون الانسان واعيا لمسؤوليته بهذا الخصوص. فالأبوة تعني ان يكون الانسان امينا لخالقه، وعليه ان يكتشف عن مهارته وكفاءته في اداء هذه الوظيفة طبقاً لأوامره وتعاليمه جل وعلا.

إن امتلاك الولد وتربيته لهي مسؤولية ووظيفة مقدسة، ولها التزامات شرعية وثواب وعقاب وتحتاج إلى الجرأة والاستعداد ايضاً فما فائدة ان يكون احدنا ابا لأولاد ينشأون بعيدا عن المبادئ التربوية والاصول الاخلاقية ولا يلتزمون بشيء منها.

لابد من الاهتمام بالظروف التي توفر سلامة النشء وتؤثر في بنائه ايضاً، فقد سأل بعض الاصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) عن (الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء أيصلح له ان يتزوجها وهي مجنونة؟... قال : لا، ولكن اذا كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بان يطأها ولا يطلب ولدها)

ـ مكانة الاب   :

للاب مكانة مهمة في الاسلام، وله مقام شامخ ومنزلة كبيرة. والاب كلمة عامة ويمكن ان نفهم منها انها تعني الاشراف والاحترام والهيبة والوقار والمرتبة الرفيعة، وتعني ان له كلمة الفصل وبيده فقط القرار النهائي، وتنطبق هذه المفاهيم والصفات على قائد الامة والشعب ايضاً ويمكن تسميته بالأب.

انها لمنزلة عظيمة ان يكون الانسان امينا لخالقه، وينبغي عليه ان يربي ولده ويوجهه لانه هبة الخالق ووديعته، ويا له من مقام عظيم ان يكون الاب، رب اسرته فيخضع له افراد الاسرة في الرأي ويهيئ لهم رزقهم.

كما وله دور مهم ايضا في تحديد مصير المجتمع من خلال تربيته لولده الذي سيكون اما قائداً او مقوداً صالحاً.

فالخير والصلاح الذي يصيب المجتمع انما يكشف عن الجهود الخيرة التي يبذلها الاباء لتربية اولادهم فتنشأ الاجيال الصالحة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.