المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

بطارية مشحونة مجففة dry-charged battery
23-9-2018
Synchrotron Radiation
25-2-2016
وجوه الهُدى
2023-07-05
كتابة جدول البرنامج
11/9/2022
التحليل الكيفي: Qualitative Analysis
2023-10-08
تلعب الفسفات عالية الطاقة دورا مركزيا في التقاط الطاقة ونقلها
5-7-2021


دور الاب في توفير الحاجات  
  
2900   06:42 مساءً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص53-55
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 1883
التاريخ: 9-1-2016 2482
التاريخ: 13/10/2022 2701
التاريخ: 13-6-2020 2206

تقع على عاتق الاب مسؤولية توفير معاش الاسرة وهو المتكفل برزقها. وفي مجال توفير الحاجات الاخرى فإما ان يكون الاب هو السبب المباشر في توفيرها او ان يوفر الاجواء الملائمة حتى يقوم الاطفال وبقية افراد الاسرة بتوفير حاجاتهم.

وتقع المسؤولية في جميع هذه الاحوال على الاب. ويحتاج افراد الاسرة إلى مساعدته ودعمه، ويجب ان يكون ملاذهم ومرشدهم نحو حياة امنة وسعيدة.

فالأب سيد الاسرة ومديرها والمدبّر في نفس الوقت، ويمكنه ان يوفر سعادة الجميع وراحتهم من خلال استخدام عقله وثقافته وتسخير كافة الامكانات المطلوبة لتحقيق هذا الغرض. وسوف يشعر الطفل باليأس فيما لو تقرر مقارنة والده مع بقية الاباء فوجده متقاعساً ولا مبالياً. اذ سيسيطر عليه الغم والحزن.

ولا يفوتنا ان نشير إلى الام ايضا ودورهما في توفير حاجات الطفل خاصة في المجال العاطفي لاعتماده الكبير عليها، ولكن الدور الكبير والنهائي هو للاب، وان الاطفال ينظرون اليه نظرات يعتبرونه فيها السبب دائما في حدوث اية مشكلة او ظهور أي نقص.

ـ جهود الاب في توفير الحاجات  :

وهكذا نرى ان الاطفال ينتظرون من الاب توفير حاجاتهم وتأمينها على احسن وجه. ويعتمد تقييم الطفل لأبيه على قدرته في توفير تلك الحاجات. وغالبا ما يلجأ إلى المقارنة بينه وبين الاخرين طبقا للجهود التي يبذلها ويحاول الاستفسار من هذا وذاك كي تكتمل عملية المقارنة.

يجب على الاب ان يوفر الحياة المعاشية لأسرته وان لا يتوانى في هذا الطريق (لا تكسلوا في طلب معايشكم فان اباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها). انه مسؤول عن شراء الفاكهة لعائلته (ولا تكون فاكهة الا اطعم عياله منها). ولا بد ان يوسع على عياله حتى ينال رضا الله (ارضاكم عند الله أوسعكم على عياله). ولهذه التوسعة فائدة نفسية وهي ان يدعى له بطول العمر ولا يتمنون موته ( ينبغي للرجل ان يوسع على عياله حتى لا يتمنوا موته).

وبشكل عام ، يجب على الاب ان يوفر حاجات ولده خطوة فخطوة، يرافقه ويعينه حتى يتمكن من الوقوف على قدميه وتوفير حاجاته بنفسه، وسوف يشعر الطفل باليأس الذي سيدفعه إلى ملاذ اخر بمجرد ان يشاهد تكاسل الاب وعدم اهتمامه بتوفير حاجاته. وفي هذه الحالة سيكون الاب هو المسؤول عن العواقب الخطيرة لهذا التصرف.

ـ قيمة سعي الاب وجهاده :

تمثل جهود الاب التي يبذلها من اجل توفير حاجات عياله واجباً دينياً واخلاقياً ايضاً. فالأب           - اسلامياً -  مدين لأطفاله واهل  بيته ولهم حقوق عليه من خلال موافقته واذعانه لعملية الزواج وفق العقد الاسلامي والرضا بالإنجاب وما سيترتب عليه من ضوابط.

اما من الناحية الاخلاقية، فالأطفال كالضيوف الذين دعوا إلى مأدبتكم في البيت. وكان يمكنكم عدم انجابهم او بالأحرى عدم دعوتهم لهذه المائدة. والان يجب عليكم ان تهتموا وتؤدوا وظيفتكم على احسن ما يرام.

ولم يترك الاسلام هذه الجهود دون اجر وثواب رغم انها واجبة دينيا واخلاقياً. فقد جاء عن

رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله : (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)، وهذه سعادة ما فوقها سعادة، ان يقوم ذلك الانسان والاب الذي يقف إلى جوار ولده بتوفير حاجاته حتى يتمكن هذا الولد من رفع راسه والعيش بعزة وكرامة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.