أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-7-2022
1819
التاريخ: 2024-05-12
839
التاريخ: 28-1-2016
2478
التاريخ: 28-12-2015
3344
|
مقا- نشأ : أصل صحيح يدلّ على ارتفاع في شيء وسموّ. ونشأ السحاب : ارتفع. وأنشأه اللّه : رفعه. ومنه- إنّ ناشئة الليل- يراد القيام والانتصاب للصلاة. ومن الباب : النشء والنشأ : أحداث الناس. ونشأ فلان في بنى فلان.
والناشئ : الشابّ الّذي نشأ وارتفع وعلا. وأنشأ فلان حديثا ، وأنشأ ينشد ويقول ، كلّ هذا قياسه واحد.
مصبا- نشو : ونشأ الشيء نشأ من باب نفع : حدث وتجدّد ، وأنشأته : أحدثته. والاسم النشأة والنشاءة. ونشأت في بنى فلان نشأ : ربّيت فيهم. والاسم النشؤ وزان قفل والنشأ : الريح الطيّبة. والنشا : ما يعمل من الحنطة ، فارسيّ معرّب.
أسا- نشأ : أنشأ اللّه تعالى الخلق فنشئوا. وأنشأ حديثا وشعرا وعمارة ، واستنشأته قصيدة في الزهد فأنشأها لي. ومن أين نشأت وأنشأت ، أي نهضت.
ورأيت نشأ من السحاب ، وهو أوّل ما يبدو وأنشأ العلم في المفازة والشراع واستنشأ : رفعه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إحداث أمر مستمرّ ، أو حدوثه في استمراره ومع البقاء. ومن مصاديقه : حدوث في بقاء واستمرار وتجدّد ، وتربية شيء إحداثا وإبقاءا ، وخلق في تربية وتقدير ، وإحداث سحاب وسوقه الى نقطة للأمطار ، وإحداث برنامج علميّ وإجراؤه ، وحدوث حالة شباب واستمراره.
وأمّا مفاهيم مطلق الإيجاد والرفعة والعلوّ والنهضة والبدوّ : فمن باب التجوّز. فيلاحظ في الأصل وجود القيدين.
وأمّا الريح الطيّبة والنشا والشمّ والارتفاع الفوري : فمن مادّة النشو الواوىّ ، وهو بمعنى السكر. وقد اختلطت المعاني.
والإنشاء والتنشئة : يستعملان متعدّيين ، ويلاحظ في الإنشاء جهة الصدور من الفاعل ، وفي التنشئة يكون النظر الى جهة الوقوع والتعلّق بالمفعول ، كما قلنا في موارد اخر.
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ} [الأنعام : 141]...
{أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } [يس: 79]...
{يُنْشِئُ النَّشْأَةَ } [العنكبوت : 20] ...
{أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ } [الواقعة : 72] ...
{وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [الأنعام : 6] ... ،
{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [هود : 61]...
{ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ } [المؤمنون : 14].
فالمادّة في هذه الأفعال تدلّ على إحداث في استمرار. والهيئة تدلّ على جهة صدور الفعل من الفاعل ، ويلاحظ فيها هذه الجهة.
{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف : 18] أي أ تكون ولدا وبنتا له وهي على اعتقادهم من الإناث ، والإناث تحدث وتديم حياتها في دائرة الحلية والتزيّن ، وبرنامجها الأصيل في امتداد عيشها هو طلب التظاهر والتزين والتحلّي ، وإذا خاصمت لا تقدر على اثبات حقّها وإبانة دعويها وإبطال دعاوى خصمها.
مع أنّ دعوى إناثيّة الملائكة : دعوى باطل بلا دليل ولا مستند.
وهذا لا يدلّ على نقص وعيب ذاتي في المرأة ، فانّ مراتب الخلق مختلفة وخصوصيّاتها متنوّعة ، وكلّ نوع منها على صفة ممتازة وفي موقعيّة معيّنة وعلى برنامج مقدّرة كاملة.
والنظم التامّ حاكم في العالم ، فانّ كلّ صنف بل كلّ فرد بحسب نفسه ومن حيث هو كامل في موقعيّته ، ولم يفت في وجوده شيء ، وإنّما التفاوت في نسبة كلّ منها الى الآخر.
فالرجل فات منه بعض صفات توجد في المرأة ، وبالعكس ، كما أنّ الإنسان بالنسبة الى سائر أنواع الخلق كذلك.
{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3]. { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } [المزمل : 6].
الناشئة : ما يحدث من شيء في استمرار وامتداد. والمراد حدوث خصوصيّة روحانيّة صافية وامتداد زمان خال عن الكدورات والموانع والهيجانات.
{فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ } [العنكبوت : 20]. { عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} [الواقعة : 61، 62] النَشأة فَعلة بمعنى الوحدة والمرّة ، أي حدوث أوّلىّ من العالم وامتداده ، وحدوث ثانوي في امتداده واستمراره ، وهو عالم الآخرة ، ويحدث بعد النشأة الاولى.
والتعبير بالنشإ دون التكوين والخلق والإيجاد : فانّ عالم الآخرة فيه حدوث جريان وظهور عالم وامتداده ، وليس فيه تكوين وإيجاد. وامّا الآية الثانية : فالنظر فيها الى جهة نفس العالم وظهوره وامتداده وجريانه ، لا إلى جهة التكوين ، كما فيما قبلها وما بعدها.
وبهذا اللحاظ يعبّر بالمادّة في موارد :
{أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} [الواقعة : 72]...
{وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12] ...
{وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الواقعة : 61] ...
{أَنْشَأْنَا قُرُونًا} [القصص : 45].
فكلّ مورد يعبّر فيه بهذه المادّة : يكون النظر الى جهة حدوث وامتداد ، لا الى جهة التكوين وبدء الخلق والإيجاد.
وسبق في الحدث : إنّه تكوّن شيء في زمان متأخّر ، سواء كان في الجوهر أو في الأعراض أو في الأعمال ، وليس في مفهومها نظر الى كونه في مقابل القديم أو التكوّن من العدم.
______________________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|