أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2016
3414
التاريخ: 9-12-2015
8217
التاريخ: 2024-09-08
376
التاريخ: 14-12-2015
10390
|
مصبا- ندم على ما فعل ندما وندامة ، فهو نادم ، والمرأة نادمة : إذا حزن أو فعل شيئا ثمّ كرهه ، ورجل ندمان أيضا ، وامرأة ندمانة ، والجمع ندامى مثل سكارى بالفتح ، ويتعدّى بالهمزة فيقال أندمته. والنديم : المنادم على الشرب ، وجمعه ندام وندماء مثل كرام وكرماء. ويقال فيه أيضا ندمان والمرأة ندمانة ، والجمع ندامى.
مقا- ندم : كلمة تدلّ على تفكّن لشيء قد كان ، يقال : ندم عليه ندما وندامة. وشريب الرجل : منادمه ونديمه. وقال ناس : المنادمة مقلوب المدامنة ، وذلك إدمان الشراب ، وفيه نظر. وناس يقولون : كأنّ الشريبان يكون من أحدهما بعض ما يندم عليه ، فلذلك سميّا نديمين.
لسا- ندم على الشيء وندم على ما فعل ندما وندامة وتندّم : أسف.
ورجل نادم سادم وندمان سدمان. وفي الحديث : الندامة توبة. وقوم ندّام سدّام وندام سدام وندامى سدامي. والنديم : الشريب الّذي ينادمه ، وهو ندمانة أيضا ، ونادمني فلان على الشراب ، فهو نديمى وندماني.
مفر- الندم : التحسّر من تغيّر رأي في أمر فائت. وقال بعضهم الشريبان سمّيا نديمين لما يتعقّب أحوالهما من الندامة على فعلهما.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الانصراف والانزجار المطلق عمّا وقع من نفسه نيّة أو عملا وحسنا أو قبيحا.
وبهذه القيود تمتاز المادّة عن الحزن والأسف والتوب وغيرها.
فالتوبة : رجوع عن ذنب مع الندم ، والاعتراف بعدم العذر له.
والانابة : رجوع عن كلّ شيء اليه عزّ وجلّ.
والاعتذار : إظهار ندم على ذنب يقرّ بالعذر له في إتيانه.
والحزن : انقباض مخصوص في القلب ، ويقابله السرور.
والأسف : تلهّف يستتبع حزنا على ما فات من فعلك أو من غيرك.
حسر : تنحية وردّ الشيء الى العقب ، ومن لوازمه التلهّف.
وأمّا النديم بمعنى المجالس للشريب : فهو التابع الصاحب الظريف الذي يجالس الشريب عونا له في عمله وشربه ، فهذا الرجل لا يبقى له من جلوسه وصحبته إلّا التحزّن والتلوّم والتندّم ، وهو دائما نادم على فعله ، والندامة قد ثبت في باطنه ، فهو متصّف بالندامة ونديم ، وعلى هذا يعبرّ عنه بصيغة الصفة المشبهة الدالّة على الثبوت أو بصيغة المفاعلة الدالّة على الاستمرار.
{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [يونس : 54]. {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سبأ : 33] فلا يوجب الندم وحصول حالة الضعف والمقهوريّة أن يحكم فيهم بالجور والتعدّي ، بل يقضى بينهم بالعدل ، ويجزون بمقتضى ما سبق منهم من النيّات والأعمال السيّئة.
وقلنا في غلّ : إنّ الأغلال هي التقيّدات والحدود والتعلّقات المادّيّة.
والعنق مظهر الشخصيّة وفيه يظهر الخضوع والاستكبار. والغلّ إدخال شيء في شيء يوجب تحوّلا ، وهذا الغل يتجلّى في الآخرة بصورة الغلّ في الرقبة.
أمّا إسرارهم الندامة : فإنّ الإظهار فيه دلالة على شدّة الابتلاء ، وهو ابتلاء ثانوىّ حيث يوجب الطعن والتوبيخ والتحقير وتثبيت أمره في يوم الجزاء وحين إعمال المجازات.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة : 52] ففي الآية تعلّق الندم على ما أسرّوا في قلوبهم ، من النيّة السيّئة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات : 6] أي على ما وقع منكم قولا أو عملا ثمّ يلحقه الندم والانزجار الشديد.
فللعاقل أن يجتهد كلّ الاجتهاد في تشخيص الحقّ في اعتقاداته الجنانيّة وأعماله الأركانيّة ومنطقه اللسانيّة ، الى أن يتيقّن بما وقع منه وما ظهر من أعماله الانفراديّة والاجتماعيّة ، حتّى يحصل له الأمن والاطمينان عن حدوث الانزجار والندامة والخسران المبين.
________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|