المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



البر بالأم  
  
2399   09:32 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الإسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص141-142
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

أكد النبي (صلى الله عليه واله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) على البر بالأم والإحسان اليها وتقديمها على الأب في لزوم المراعاة، وتقديم الخدمات لها، وهذه كوكبة من الأخبار :

1ـ روى الإمام الصادق (عليه السلام) ان رجلا جاء الى النبي (صلى الله عليه واله) فقال له :

(من أبر يا رسول الله؟).

(امك).

(من أبر؟).

(امك).

(من أبر؟).

(امك).

(من أبر؟).

(أباك)(1).

2- قال الإمام زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام) في حق الأم :(فحق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا، واطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم احدا، وانها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك، فرحة، موابلة، محتملة لما فيه مكروهها والمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة، واخرجتك الى الارض فرضيت ان تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وحجرها لك حواء، وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه)(2).

ما أكثر عائدة الأم والطافها على ولدها، وما أعجزنا عن أداء شكرها، ومقابلة معروفها، فلولا عطفها ورعايتها لما كان للانسان ظل في الحياة.

3- روى إبراهيم بن مهزم، قال : جرت بيني وبين والدتي مشادة كلامية فأغلظت لها في القول، فأتيت الإمام أبا عبدالله (عليه السلام) فقال لي مبتدئا:(ما لك اغلظت في كلامك مع امك البارحة؟ اما علمت ان بطنها منزل قد سكنته، وان حجرها مهد قد غمرته، وثديها قد شربته فلا تغلظ لها)(3).

إن الإنسان مدين لامه فعليه أن يرعى عواطفها ويطلب رضاها بكل ما يتمكن عليه، حتى يظفر بدعائها له، فان دعاءها حرز ومأمن له.

هذه بعض الأخبار التي أثرت عن أهل البيت (عليهم السلام) في حق الأم، ويتأكد حقها اذا تقدم سنها، فأنها في حاجة الى المزيد من الرعاية والإحسان.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أصول الكافي : 2/159، الحديث 9. الوافي : 3/93.

2ـ رسالة الحقوق : 1/474.

3ـ بحار الأنوار : 16/23.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.