تعتبر الأنهار مصدرا رئيسيا من مصادر المياه العذبة على سطح الأرض، لذلك فان دراسة الأنهار تحتل مكانة خاصة في علم الهيدرولوجي وذلك لما للأنهار من أهمية في حياة الانسان والنبات والحيوان.

ويقصد بالحوض النهري هو تلك المساحة من الأرض التي تفصلها عن الاحواض المجاورة الأخرى خطوط تقسيم للمياه. او هو مساحة الأرض التي تتجمع منها مياه الامطار لتجري في مجرى واحد. وقد تتطابق الاحواض النهرية السطحية مع الاحواض المائية الجوفية وقد لا تتطابق، ويعود ذلك الى طبيعة الوضع الجيولوجي والتكتوني في أعماق الحوض النهري.

وعادة ما تشتمل الاحواض النهرية الكبيرة على احواض مائية ثانوية وهي عبارة عن احواض رافدة للنهر الرئيسي. فمثلا حوض نهر الأردن يشمل عدة احواض نهرية فرعية مثل حوض نهر اليرموك وحوض نهر الزرقاء وحوض نهر بانياس وحوض نهر الدان وحو ض نهر الحاصباني وحوض نهر الفارعة، بالإضافة للأحواض الفرعية الأخرى للأودية الموسمية الجريان.

وتقسم الاحواض النهرية الى ما يلي:

1- الاحواض النهرية الكبيرة: وهي تلك الاحواض التي تزيد مساحتها على 50 الف كم2.

2- الاحواض النهرية المتوسطة: وهي تلك الاحواض التي تزيد مساحتها على 30 الف كم2

3- الاحواض النهرية الصغيرة: وهي تلك الاحواض التي تتراوح مساحتها بين 5-30 الف كم2.

ويتم تحديد الحوض النهري عن طريق تحديد خطط تقسيم المياه مع الاحواض النهرية المجاورة (شكل3). وتحدد مساحتها الحوض النهري بالكم2، ويجب ان تكون له نقاط محددة بالأسماء او بأرقام الكيلومترات من بداية منبع النهر، ويعطي حرف f تعبيرا عن المساحة ويجب ان نحسب مساحة الحوض النهري عند أي مقطع كان. وتقاس مساحة الاحواض النهرية عادة بجهاز البلانيميتر planimetre.

ويقسم الحوض النهري عادة الى ثلاثة اجزاء هي:

1. الحوض الأعلى. 2. الحوض الأوسط. 3. الحوض الأدنى.

وعادة ما يشتمل الحوض العلى على منابع النهر ويشتمل الحوض الأدنى على مصب النهر. الا اننا سنتبع هنا تقسيم الحوض الى الأجزاء التالية:

1_منطقة المنابع:

وهي نقطة البداية للجريان النهري الحقيقي وقد يكون للنهر اكثر من منبع حيث يتشكل النهر هنا من التقاء رافدين او اكثر. وقد تكون منطقة منبع النهر بحيرة، هنا يمكن رؤية المنبع بوضوح كنهر انغارا angara الذي ينبع من بحيرة بايكال baykal. وقد تكون منطقة المنبع عبارة عن منطقة مستنقعات مثل منابع نهر الفولغا والذي يجمع ينابيعه من مستنقعات فالديسكين valdaysky. وهناك بعض الأنهار تبدا منابعه من الجبال مثل جبال الالب والهيمالايا والقفقاس ، كما يكن ان تكون الجليديات في العروض العليا منابع للأنهار.

2_الحوض الأعلى للنهر:

ويتكون الحوض الأعلى عادة في المنطقة الجبلية للنهر، وتتميز تضاريسه بشدة الانحدار، ويكون التيار المائي سريعا جدا، وتسود عمليات النحت الراسي ويتعمق مجرى النهر ليصبح على شكل حرف v ، وتكثر أيضا المسيلات المائية والجداول والشلالات.

3_الحوض الأوسط:

يصبح مجرى النهر في الحوض الا وسط اكثر اتزانا وهدوءا، حيث تتناقص شدة النحت الراسي وتصب متوازنة مع عملية الترسيب، ويبدا النحت الجانبي عند الضفاف، كما تتناقص سرعة التيار المائي وتصبح حمولته متوسطة الحجم.

الحوض الأدنى:

يزداد تناقص الانحدار في الحوض الأدنى حتى يبدو النهر وكانه بدون انحدار، ونتيجة لذلك يبدا النهر بالتعرج راسما اكواعا مختلفة الاحجام، والتي كثيرا ما تؤدي الى وجود اكواع مهجورة او بحيرات هلالية، ويصل النهر هنا الى حالة الاتزان او مستوى الأساس فلا يعود النحت الراسي موجودا، وغالبا ما يعرف الحوض الأدنى للنهر بمنطقة السهل القليل الانحدار.

المصب:

بعد ان يصبح مجرى النهر في نهاية الحوض الأدنى فانه قد ينتهي الى البحر او الى البحيرة او الى مستنقع، او قاع. وعادة ما يكون المصب اكثر وضوحا من المنبع الا ان الأنهار الكبيرة يصعب فيها تحديد مكان المصب وذلك بسبب دلتاواتها الكبيرة المساحة وتفرعات النهر داخل تلك الدلتاوات مثل دلتا نهر النيل والفولغا والمسيسيبي والدانوب وذلك بسبب كثافة تفرعها، لكن في الغالب تعتبر الفروع الكبيرة هي مصبات الأنهار.