أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-06-2015
6340
التاريخ: 25-11-2014
2475
التاريخ: 9-12-2015
8217
التاريخ: 10-6-2016
7989
|
مقا- هيم : كلمة تدلّ على عطش شديد , فالهيمان : العطش. والهيم : الإبل العطاش. والهيم : الرمال الّتي تبتلع الماء. والهيام : داء يأخذ الإبل عند عطشها فتهيم في الأرض ولا ترعوى , وبه سمّى العاشق الهيمان , كأنّه جنّ من العشق فذهب على وجهه على غير قصد. والهيماء : المفازة لا ماء بها.
مصبا- هام يهيم : خرج على وجهه لا يدرى أين يتوجّه , فهو هائم , ورجل هيمان : عطشان. والهيام جمع هيمان , وناقة هيمى. والهامة : من الشخص رأسه , والجمع هام. والهامة : رئيس القوم.
التهذيب 6/ 467- ابن عبّاس في- شاربون شرب الهيم- قال : هيام الأرض. وقيل هيام الرمل. ابن السكّيت : الهيم مصدر هام يهيم هيما وهيمانا : إذا أحبّ. والهيّام : العشّاق. والهيّام : الموسوسون. قال أبو عبيد : رجل هائم وهيوم. والهيوم : أن يذهب على وجهه. ومن العرب من يقول : هائم والأنثى هائمة ثمّ يجمعونه على هيم , كما قالوا عائط وعيط وحائل وحول.
وفي ص 477- ويقال : استهيم فؤاده , فهو مستهام الفؤاد. وقال ابن الأعرابيّ : الهيم : هيمان العاشق , والشاعر إذا خلا في الصحراء هام-. {أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [الشعراء : 225].
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الذهاب متحيّرا في مادّىّ أو في معنويّ , وسواء كان الذهاب والحركة في خارج أو في الباطن.
ومن مصاديقه : الهائم في مورد العطش إنسانا كان أو حيوانا , والرجل الموسوس الّذي يتحيّر في أداء وظيفته , ومن ابتلى بعارضة هوى أو حبّ أو تمايل شديد في مادّىّ أو معنويّ روحانيّ فتحيّر في عمله , والشاعر المتحيّر في قوله ليس له برنامج قاطع.
فلا بدّ في تحقّق الأصل من وجود القيدين , وإلّا فيكون تجوّزا.
وامّا الهامة بمعنى الرأس : فمن الهوم واويّا.
{ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ... فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } [الواقعة : 51 - 56] الهيم جمع الأهيم والهيماء , كالأبيض والبيضاء والبيض من الصفة المشبهة. والأهيم كلّ ما يذهب ويجيء متحيّرا من عطش أو عارضة أخرى , فهو عطشان شديدا يطلب مايعا في دفع حرارة مزاجه وقلبه , ولا يتوجّه الى صفاء او كدورة في الماء.
والهيم يناسب ضلالهم عن صراط الحقّ وتحيّرهم في افكارهم وفي تمييز صلاحهم وتشخيص طريقهم الى الاهتداء. ويكون هذا منزلتهم يوم الدين , يوم تبلى السرائر.
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء : 224 - 226] الشاعر هو ذو الاحساس اللطيف والإدراك الدقيق والذوقيّات الرقيقة , وليس فيها قيد اليقين والشهود والحقّ. والغىّ هداية الى الشرّ والفساد , ويقابله الرشد. والوادي : مجرى السيل بين جبلين وفيه خطر ليس فيه استواء.
يراد انّ الشعراء باقتضاء ذوقيّاتهم اللطيفة وإحساساتهم الظريفة وكلماتهم الجالبة الدقيقة يتّبعهم الّذين يريدون فسادا وهوى وشرّا باقتضاء أهوائهم الفاسدة النفسانيّة. فانّ الشعراء يذهبون ويسيرون في كلّ مجرى وطريق ليس لهم اطمينان ويقين فيه , بل بالتحيّر وباقتضاء الذوق اللطيف , ولا يتقيّدون في إجراء الكلام بالحقّ والتحقيق.
وهذا العمل بالتحيّر ومن دون إصابة حقّ وبصيرة : هو اهتداء الى ضلال وفساد وشرّ , وهذا عين الهوى والغواية.
ولا يخفى أنّ الذوق اللطيف إذا قورن باليقين والايمان وصلاح العمل وصدق القول : يكون ممدوحا مستحسنا عند العقل والشرع , وقد ورد إنّ من الشعر لحكمة.
والنظر الى الشاعر من حيث هو , والى الشعر بلحاظ شعريّته فقط , لا الى الشاعر في محيط الايمان والعلم والمعرفة ونور البصيرة.
_____________________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|