أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/11/2022
1706
التاريخ: 13-11-2014
2420
التاريخ: 21-10-2014
2536
التاريخ: 8-4-2016
5412
|
مصبا- هديته الطريق أهديه هداية , هذه لغة الحجاز. ولغة غيرهم يتعدّى بالحرف فيقال هديته الى الطريق وللطريق , وهداه اللّٰه الى الايمان هدى , والهدى البيان. وهديت العروس الى بعلها هداء فهي هدىّ وهديّة , ويبنى للمفعول فيقال هديت فهي مهديّة , وأهديتها لغة قيس عيلان , فهي مهداة. والهدى : ما يهدى الى الحرم من النعم يثقّل ويخفّف , الواحدة هدية بالتثقيل والتخفيف. وأهديت للرجل كذا : بعثت به اليه إكراما فهو هديّة بالتثقيل لا غير. وتهادى القوم أهدى بعضهم الى بعض. والهدى : السيرة , يقال ما أحسن هديه وعرف هدى أمره , أي جهته.
مقا - هدى : أصلان : أحدهما التقدّم للإرشاد. والآخر بعثة لطف.
فالأوّل - قولهم هديته الطريق , أي تقدّمته لا رشده. وكلّ متقدّم لذلك هاد. و ينشعب هذا , فيقال الهدى خلاف الضلالة. تقول : هديته هدى. والهادية :
العصا , لأنّها تتقدّم ممسكها كأنّها ترشده. ومن الباب : نظر فلان هدى أمره , أي جهته , وما أحسن هديته , أي هديه. والأصل الآخر- الهديّة : ما أهديت من لطف الى ذى مودّة , يقال أهديت اهدى إهداء. والمهدى : الطبق تهدى عليه. ومن الباب : الهدىّ : العروس. والهدى والهدىّ : ما اهدى من النعم.
الاشتقاق 172- هدى يهدى فهو هاد , وقد سمّيت العنق الهادي لتقدّمها الجسد.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو بيان طريق الرشد والتمكّن من الوصول الى الشيء , أي دلالة اليه.
فالهداية يقابله الضلالة. والرشاد يقابله الغىّ وهو الدلالة الى الشرّ والفساد , كما أنّ الرشاد هو الاهتداء الى الخير والصلاح.
والهداية يكون في مادّىّ , أو معنوي , وفي خير , أو شرّ.
فالهداية المادّيّة : كما في- {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [النحل : 15] أي في معايشهم الدنيويّة وأسفارهم , ثمّ يقول- {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل : 16].
ويمكن أن يراد مطلق الاهتداء , فانّ الاهتداء في السبل بتلك الآيات والعلامات الظاهريّة يرشد الى توجّه واهتداء معنويّ.
والاهتداء المعنويّ : كما في-. {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء : 73]. {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة : 120]
والهداية الى الشرّ : كما في- {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج : 4] ولا يخفى أنَّ اللّٰه تعالى وأنبياءه وأولياءه لا يمكن في حقّهم الإضلال والدلالة الى الشرّ والفساد :
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة : 185]. {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر : 31]. {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ } [البقرة : 221]. {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } [آل عمران : 104] وأمّا نسبة الإضلال والشرّ الى اللّٰه عزّ وجلّ : فانّما هي كنسبة العذاب والنار اليه في القيامة , وكنسبة القصاص والمجازات اليه في الدنيا , فانّ مجازات أهل الشرّ والخلاف , وأخذ أهل العدوان والطغيان : إنّما هو عين العدالة والحقّ , والتساهل فيه عون على الظلم والفساد , وتضييع لحقوق المظلومين.
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : 258]. {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 264]. {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28] فانّ الظالم والكافر والفاسق والمسرف الكذّاب , ما داموا مباشرين بأعمالهم ولم يتوبوا عنها : فلا اقتضاء فيهم بقبول الهداية , ولا ينتج هدايتهم في هذه الحالة إلّا عونا لهم على الحقّ.
{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف : 30]. {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [النحل : 36] فإذا ثبت الانحراف عن الحقّ والصراط المستقيم وحقّ الضلال في فرد : فلا يوجد فيه اقتضاء الهداية , ولو كان في قبال هداية اللّٰه أو هداية رسوله المبعوث الداعي الى الحقّ.
ثمّ انّ الهداية إمّا من اللّٰه عزّ وجلّ , أو من رسوله ومن كتابه :
فالهداية من اللّٰه : هو الإيصال الى المطلوب وتحقّق الواقعيّة , فانّ إرادته لا تنفكّ عن المراد , ولا يمنعه مانع ولا يردّه رادّ - فيقول تعالى :
{ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [البقرة : 213]. {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } [النور: 35]. {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} [الإسراء : 97]. {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى : 52] وأمّا الهداية من رسوله ومن أوليائه ومن كتابه : فهو بمعنى الدلالة الى المراد وبيان الطريق الى المطلوب , سواء حصل المطلوب ام لا , فانّ إرادتهم في نفسها غير نافذة ولا تؤثّر إلّا إذا أراد اللّٰه عزّ وجلّ.
يقول اللّٰه تعالى - {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [القصص : 56]. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة : 33]. {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة : 272]. {وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف : 57]. {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ } [لقمان : 2، 3] فظهر أنّ الهداية بمعنى الدلالة وبيان طريق الرشد في جميع الموارد , إلّا أنّ ضميمة ارادة اللّٰه عزّ وجلّ في أي مورد يوجب قاطعيّة وإيصالا إلى المطلوب وتحقيقه ثمّ إنّ الهداية من اللّٰه تعالى إمّا تشريعي أو تكويني :
فالتشريعي كما في - {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا} [الأنعام : 161] والتكويني كما في - {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه : 50] وعلى أي حال : فالهداية من اللّٰه تعالى فيه قاطعيّة بالنسبة الى ما يراد ويطلب , فالهداية في-. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان : 3]. {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت : 17] يتعلّق بالسبيل وهو المراد , وبالمرتبة الأوّليّة من هداية ثمود.
ومن هذه المطالب المذكورة يعلم معنى الآيات الكريمة-. ولٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشٰاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ- 16/ 93. {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: 8] { أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [النساء : 88]. {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ } [الأعراف : 155] فانّ الهداية أصل أوّلىّ باقتضاء الرحمة الحقّة والرحمانيّة الذاتيّة , وأمّا الإضلال فهو أمر عرضي يتصوّر في صورة ثبوت الضلال في الطرف , وفي مورد التعدي والكفر والظلم والفسق.
وأمّا الهدى والهديّة : فباعتبار الدلالة فيها والسوق الى مطلوب , فكأنّها تهتدى الى محلّ مقصود.
{وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ } [البقرة : 196].
________________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|