أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-3-2022
1009
التاريخ: 2024-08-05
384
التاريخ: 2024-09-18
204
التاريخ: 30/11/2022
1227
|
ان السيناريو مجموعة من الشروط التي تمثل ظروفاً مستقبلية مختلفة. وتستخدم السيناريوهات في أحيان كثيرة لتقدير النتائج المحتملة في المستقبل، واستعداد الأفراد والمؤسسات لها، أو استجابتهم إليها. على سبيل المثال، يستخدم رجال الأعمال السيناريوهات لتقرير ما إذا كانت بعض الاستراتيجيات مناسبة أم لا.(1)
وفي مجال المناخ تستخدم السيناريوهات بسبب حالة عدم التأكد الكبيرة في تغير المناخ على المستوى الإقليمي. ويعنى بالمناخ الإقليمي، المناخ على مستوى شبه قارة، أو على مستوى منطقة أو بلد. وعلى الرغم من أن درجة الحرارة سترتفع في مناطق عديدة من العالم، إلا أن تغيرات هامة في المناخ كالهطول، غير مؤكدة في كثير من المناطق. وحتى في حالة معرفة اتجاه التغير المناخي تظل هناك درجة من عدم التأكد في شدته ومداه وتوقيته والاتجاه الذي سيسلكه. ولذا تساعدنا السيناريوهات في فهم تغير المناخ الإقليمي واستجابة الأنظمة البيئية له. يجب أن تلتزم السيناريوهات بالمعايير التالية:
أن تتسق مع ما نعرفه عن التأثير البشري على المناخ.
أن تتسق داخلياً، أي أن تكون التغيرات مفهومة فيزيائياً.
إن أفضل طريقة للتأكد من صحة السيناريوهات هي تأكيدها من قبل خبراء المناخ الإقليميين بحسب التغيرات الملحوظة والمقاسة فعلاً. ومن أجل استخدام السيناريوهات لتقدير درجة التأثر، والتأقلم مع المتغيرات المناخية، يجب الأخذ بعين الاعتبار تلك المتغيرات التي تؤثر فيها زمانياً ومكانياً. وقد يتطلب ذلك بيانات يومية، أو خلال اليوم الواحد ضمن حيز مكاني كمزرعة مثلاً. ومن المهم أن نعرف أن السيناريوهات الإقليمية، ليست للتنبؤ بالمناخ في المستقبل، وإنما لتقدير تأثير الإنسان على المناخ، وكيفية تأثر النظم البيئية الأخرى بذلك. ويمثل الشكل (1) كيفية استخدام النماذج المناخية للحصول على سيناريو تغير مناخي، واستخدامه لمعرفة التأثر به، والتأقلم معه.
تبدأ العملية بتحديد المتطلبات. ويتعلق هذا بطبيعة الأسئلة التي تحدد من قبل الجهات المعنية. ثم تحدد المتغيرات المناخية الضرورية واللازمة. ويجب هنا اعتبار المتغيرات المناخية التي يؤدي تغيرها إلى التأثير على النظام المدروس. لقد قيمت المنظمة الحكومية لتغير المناخ IPCC المعرفة الحالية عن التغير المناخي وتأثيراته، وكيفية تخفيفه أو تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة.
ويلخص الجدول (1) المعلومات المتوفرة حالياً عن التغيرات المناخية الناجمة عن زيادة تركيز غازات الدفيئة.
البيانات الملاحظة للمناخ:
من أولى خطوات إنشاء السيناريو، تمييز المتغيرات المناخية ذات العلاقة بالنسبة للزمان والمكان أو القطاع المعتبر. ولإنشاء سيناريو لهذه المتغيرات، لا بد من توفر بيانات عن هذه المتغيرات، إما برصدها وتسجيلها، أو باستنتاجها من نموذج مناخي. و تتوفر هذه البيانات من المؤسسة المسؤولة عن رصد المناخ في البلد المعتبر. وتتوفر بيانات مناخية عن المناخ العالمي من مركز توزيع البيانات التابع لل IPCC، الذي يحتوي على بيانات مرصودة بما في ذلك:
* سيتأثر مستوى البحر في بعض المناطق بهبوط محلي لقاع البحر أو بارتفاعه
1- متوسط التغيرات المناخية للفترة 1961-1990 على شبكة بيانات عالمية 0.5° H 0.5
2- المتوسط على مدى 10 سنوات على شبكة 0.5° H 0.5 من عام 1901 وحتى عام 1990
3- المتوسط لفترة 30 سنة على شبكة 0.5° H 0.5 للفترات 1901-1930 والفترة 1931-1960 و 1961-1990.
4- بيانات مرئية على شبكة 0.5° H 0.5 لمدة 10 سنوات و 30 سنة.
وبالإضافة إلى ذلك تتوفر بيانات في المعهد الدولي للتنبؤ والمناخ IRT، وفي مركز المعلومات المناخية الأمريكي.
أنواع سيناريوهات التغير المناخي(3)هناك عدة أنواع من سيناريوهات تغير المناخ :
1- سيناريوهات التغير الاعتباطي للمناخ :
هي تغيرات في المتحولات الرئيسة المختارة، لاختبار حساسية نظام ما، لتغيرات محتملة في المناخ. وغالباً ما تكون على شكل تغيرات سنوية منتظمة في المتحولات، مثل درجة الحرارة، وكميات الهطول. ومثال على ذلك تغير 1 أو 2 أو 3 م° في درجة الحرارة مع عدم تغير الهطول أو مع تغير بنسبة 10% و 20% فيه. ويمكن أيضاً افتراض تغيرات مختلفة لفصول مختلفة. وتفيد هذه السيناريوهات في اختبار حساسية النظم للتغير في متحولات منفردة. ويجب اختيار تغيرات مطابقة للتغيرات المناخية. ويتم ذلك بالتشاور مع خبراء المناخ المحليين و فحص تقديرات التغيرات المحلية من النماذج المناخية.
2- سيناريوهات التغير المناخي المماثلة :
يمكن استنتاج المناخ المماثل، أو المناخ القديم، من بيانات سابقة مسجلة لهذا المناخ، أو من إعادة بناء هذا المناخ. و يتألف السجل الآلي غالباً من سجل من البيانات اليومية، أو خلال اليوم الواحد، لحالة الطقس على مدى عدة عقود. وتتميز هذه السجلات بأنها مأخوذة من كل محطة رصد مناخي، وبالتالي فهي تعطي صورة أكثر مصداقية من النماذج المناخية. كما أن المعلومات تسجل يومياً أو خلال اليوم. وتعكس هذه البيانات أيضاً حالات الطقس العنيفة وتغيراتها. ومن المحتمل أنها تحتوي على درجات حرارة أبرد من المتوسط، للظروف المناخية في المستقبل. ولكن عدد المحطات قليل في مناطق عدة وخاصة في أفريقيا، كما أن البيانات ناقصة. ويمكن لبناء نماذج مناخية قديمة، العودة مئات بل آلاف السنين إلى الوراء. وتدعى العملية إعادة بناء، لأنها تعتمد على بيانات غير مباشرة، مثل حلقات الأشجار، ولب طبقات الجليد. وتتميز هذه عن السجلات، بأنها تعطي فترات زمنية أطول، تتضمن فترات قد يكون فيها اختلاف الدفء أو البرودة أو الجفاف أكبر. ومن مساوئها أنها تحتوي على أخطاء في تقدير المناخ القديم، وتفتقر على الدقة الزمنية، حيث تكون البيانات على مدى فصل، أو سنة، وعدم شمول تغطيتها.
3- سيناريوهات مبنية على نماذج مناخية :
تعرف النماذج المناخية بأنها (تمثيل رياضي للمناخ). وبالرغم من حالة عدم التأكد، إلا أنها تمكننا من معرفة التغير المناخي الناجم عن الإنسان. وهناك نماذج للمناخ الإقليمي، وأخرى للمناخ العالمي. وتتراوح نماذج المناخ العالمية بين البسيطة ذات البعد الواحد، إلى الأكثر تعقيداً مثل نماذج الدوران العامة. ويمثل هذا النموذج الجو والمحيطات، وتفاعلهما مع بعضهما بعضاً، ومع سطح الأرض. وتمثل التغيرات على النطاق الإقليمي بشبكة على عدة مئات الكيلومترات. ويقدم النموذج متوسط التغير فقط لكل صندوق في الشبكة، علماً أن المناخ الحقيقي يختلف بشكل كبير، ضمن الصندوق الواحد.
مثلت نماذج الدوران العام في التسعينات ظروفاً حالية، وثابتة في المستقبل، في حالة تضاعف تركيز ثنائي أكسيد الكربون. ومنذ ذلك الوقت طورت نماذج دوران عام (انتقالية) تسمح بتمثيل تغير المناخ بدلالة الزمن. هذه النماذج مزدوجة بمعنى أنها تمثل الجو والمحيطات وتفاعلاتهما أيضاً، وتدعى بـ (نماذج التدوير العام للجو والمحيطات). ويمكن الحصول على بعض هذه النماذج من مركز توزيع البيانات التابع للمنظمة الحكومية لتغير المناخ IPCC.
سيناريوهات الإصدار للمنظمة الحكومية لتغير المناخ IPCC (SRES):
تصف سيناريوهاتA1 مستقبلاً من النمو الاقتصادي السريع جداً، وزيادة في النمو السكاني في العالم، يصل إلى ذروته مع منتصف القرن الحادي والعشرين، ثم ينحدر بعد ذلك، وإدخال تقنيات جديدة أكثر كفاءة. ويعتمد السيناريو على فرضية التقارب بين المناطق المختلفة من العالم، من حيث بناء القدرات، وزيادة التفاعل الثقافي والاجتماعي، وانخفاض كبير في التفاوت في الدخل. وتنقسم سيناريوهات A1 إلى 3 مجموعات، تصف اتجاهات لبدائل استخدام الطاقة في المستقبل. سيناريوA1FI لاستخدام كثيف للوقود الأحفوري، و A1T لمصادر طاقة غير أحفوريه، و A1B لتوازن بين مصادر الطاقة، وعدم اعتماد كبير على أي منها. أما سيناريوهات A2 فتصف عالماً شديد التباين، يفترض الاعتماد الذاتي، والحفاظ على الهوية المحلية. وتقترب معدلات التكاثر السكاني من بعضها في كل المناطق ببطء شديد، مما يؤدي إلى تزايد سكاني مستمر. أما التنمية الاقتصادية فهي مختلفة بحسب المناطق، و يكون نمو دخل الفرد والتقدم التقني أبطأ من السيناريوهات الأخرى. أما سيناريوهات B1 فتصف عالماً يقترب من بعضه بعضاً بعدد السكان ذاته، الذي يصل إلى ذروته في منتصف القرن الحادي والعشرين، ثم يتناقص كما في A1 مع تغير سريع في البنى الاقتصادية، نحو مجتمع الخدمات والمعلوماتية، وانخفاض في استهلاك المواد، وإدخال تقنيات نظيفة، ذات كفاءة عالية. وهناك تأكيد على حلول عالمية للتنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما في ذلك تحسين العدالة الاجتماعية، ولكن بدون مبادرات بيئية إضافية. وتفترض سيناريوهات B2 عالماً يؤكد على الحلول المحلية للاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وهو عالم يزداد فيه السكان باستمرار، بمعدل أقل من A2 وبمعدل متوسط من التنمية الاقتصادية وبتغير تقني أقل سرعة، ولكنه أكثر تنوعاً من B1 و A1. وبينما يتوجه السيناريو إلى حماية البيئة والعدالة الاجتماعية، فإنه يركز أيضاً على الحلول المحلية والإقليمية. ولا يتضمن أي من هذه السيناريوهات تنفيذ الالتزامات المحددة في بروتوكول كيوتو، للحد من غازات الدفيئة. ويمثل الجدول (2) نموذجاً عن هذه السيناريوهات.
_______________________
(1) Houghton,J.T., et al " Climate change 2001: The Scientific Basis " ,Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
(2) Carter ,T.R et al " Guidelines for the Use of Scenario Data for Climate Imoact and Adaptation Assessment " , IPCC-TGCIA (1999).
(3) Smith , J.B., et al Handbook on Methods for Climate Change Impact Assessment and Adaptation Strategies". Institute for Environmental Studies , Free Univsersity , Amestrdam. (1998).
(4) Houghton,J.T., et al " Climate change 2001: The Scientific Basis " ,Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|