المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

أنواع المعقمات Types of Disinfectants
2024-08-06
ازدراء النيازك
2023-06-07
مرجعية التهذيب
21-12-2021
أعذار المنكرين المختلفة
11-10-2014
نظرية التنفيس عن النفس
6-12-2018
Molarity and Formality
21-5-2019


عمرو بن مَسعَدة  
  
7360   08:31 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص215-217
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1833
التاريخ: 28-12-2015 21064
التاريخ: 9-04-2015 1910
التاريخ: 28-06-2015 2473

هو أبو الفضل عمرو بن مسعدة بن سعيد (سعد) بن صول، أصله تركيّ قيل من بيت الملك في جرجان.

لمّا فتح يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة جرجان، في خلافة سليمان ابن عبد الملك (96-99 ه‍) أسلم صول. ثم إنّ مسعدة بن صول أصبح مولى لخالد بن عبد اللّه القسريّ حينما كان خالد واليا على العراق كلّه و على خراسان و الهند (105-120 ه‍) فكان يكتب له (كاتبا عنده) . ثم أصبح مسعدة كاتبا لخالد بن برمك، ربّما في أيام وزارته للسّفّاح و المنصور، ثم لأبي أيوب المورياني وزير أبي جعفر المنصور.

لعلّ عمرو بن مسعدة نشأ في بغداد و أخذ عن علمائها. و قد برع في الترسّل فأصبح يوقّع (1) بين يدي جعفر بن يحيى البرمكي في أيام الرشيد. و لم يدخل عمرو بن مسعدة إلى ديوان الرسائل حتّى توفّي الفضل بن سهل (202 ه‍-817 م) فكتب للمأمون (في مرو) ثم جاء مع المأمون إلى بغداد (204 ه‍) فأصبح رئيس ديوان الرسائل و ديوان الخاتم و تكسّب من عمله مالا جزيلا قيل ثمانون مليون درهم.

و كان عمرو بن مسعدة مقصودا ممدّحا، مرض يوما فعاده مروان بن أبي حفصة و هنّأه (غ 9:47) . و تعرّض مجاشع أخو عمرو بن مسعدة لحماد عجرد بالهجاء، و كان مجاشع صغيرا، فشبّب حماد بأم مجاشع فبعث عمرو بهدية إلى حماد و اعتذر اليه و استكفّه ثم لام أخاه مجاشعا (غ 13:86) .

و لما غزا المأمون بلاد الروم كان عمرو بن مسعدة معه فأدركته الوفاة في أذنة، قرب طرسوس، في ربيع الآخر من سنة 217 ه‍ في الأغلب (832 م) .

كان عمرو بن مسعدة صاحب توقيع و رسائل و فصول موجزة (2)، و لكن ليس له كتاب مؤلّف في موضوع معين. و هو فصيح الألفاظ سهل التراكيب حسن السّبك كثير الايجاز مع شيء من الغموض المقصود تقتضيه عادة اللباقة السياسية. و كذلك كان ينظم الشعر. و وصف الفضل بن سهل بلاغة عمرو بن مسعدة فقال (معجم الأدباء 16:129) : «هو أبلغ الناس، و من بلاغته أن كلّ أحد إذا سمع كلامه ظنّ أنّه يكتب مثله، فإذا رامه بعد عنه» .

المختار من كلامه:

-كتب عمرو بن مسعدة إلى الحسن بن سهل:

أما بعد، فانك ممن إذا غرس سقا و إذا أسّس بنى، ليستتمّ تشييد أسسه و يجتني ثمار غرسه. و ثناؤك عندي قد شارف الدروس و غرسك مشف على اليبوس (3). فتدارك بناء ما أسّست و سقي ما غرست، إن شاء اللّه (4).

- لعمرو بن مسعدة كلمات جوامع للحكم، منها:

العبوديّة عبودية الاخاء لا عبودية الرقّ-الودّ أعطف من الرّحم (5) -عليكم بالإخوان فانّهم زينة في الرّخاء و عدّة للبلاء (6) ما تواصل اثنان فدام تواصلهما إلاّ لفضلهما أو فضل أحدهما-علامة الصديق إذا أراد القطيعة أن يؤخّر الجواب و لا يبتدئ بالكتاب (7) ظاهر العتاب خير من باطن الحقد-لا تتعرّض لعدوّك في دولته، فإنها إذا زالت كفتك مؤونته- نصح الصديق تأديب، و نصح العدوّ تأنيب.

-كتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون رسالة في شأن رجل كان المأمون قد وعده عدة:

إن رأى أمير المؤمنين أن يفكّ أسر عبده من ربقة المطل بقضاء حاجته أو يأذن له بالانصراف إلى بلده فعل، إن شاء اللّه.

___________________

1) راجع فوق، ص 45.

2) فصول موجزة: أقوال مختصرة.

3) قد شارف: أشرف على، أوشك، اقترب من الدروس (الامحاء و الزوال) . و غرس (يدك) مشف: قريب، مقبل.

4) تدارك الرجل الشيء: أدركه (وصل اليه) و أنقذه (من البوار و الهلاك و التلف) قبل أن يحل به التلف فلا يبقى للإنسان حيلة في انقاذه.

5) العبودية (الحقيقية) ليست عبودية الرق (الاسترقاق و الظلم) لأن الإنسان يحاول التخلص منها، بل عبودية الاخاء (الصداقة) لأن الانسان لا يريد أن يتحرر منها. الود: المحبة و الصداقة. اعطف: أشد و أحسن عطفا (ميلا، عناية صلة-كعطف الأم على ولدها) من الرحم (القرابة من النسب و الولادة) .

6) الرخاء: أيام السعة و القوة. عدة للبلاء: ذخيرة يعتمد الإنسان عليها إذا نزلت به مصيبة.

7) ان يؤخر الجواب على رسالة صديقه (إذا كان فيها ما يسوء) و لا يبدأ هو بإرسال مثل تلك الرسالة. الكتاب (مصدر) : الكتابة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.