المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الأداء الإداري وأداء المنظمة
24-4-2016
Inelastic Scattering
29-3-2017
كم هي فترة حياة الحشرات؟
27-1-2021
علة الطواف بالبيت
4-8-2016
علامات نضج المشمش وجمع المحصول
2023-05-25
استحباب وقوف الإمام عند وسط الرجل وصدر المرأة.
21-1-2016


صُرَّدُر  
  
3601   11:23 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص166-168
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو منصور عليّ بن الحسن بن عليّ صرّدرّ، ولد قبل 400 ه‍ (1009 م) ، و عاش حينا في العراق.

لمّا تولّى فخر الدولة أبو نصر محمّد بن جهير الوزارة للخليفة القائم، سنة 454 ه‍ (1062 م) ، كان صرّدرّ في مدينة واسط فأرسل إلى فخر الدولة قصيدة يهنّئه بها. ثم هنّأه بالوزارة لمّا عاد إليها في سنة 461 ه‍.

كان صرّدرّ في طريقه من العراق إلى خراسان فسقط في حفرة حفرت لاصطياد الأسد فقتل (465 ه‍-1073 م) .

صرّدرّ أحد نجباء الشعراء في عصره و من الفحول يجمع جودة السبك إلى حسن المعنى، و على شعره طلاوة رائقة. و هو شاعر غير مكثر و لكنّه مطيل، و هو جيّد القول في القصائد الطوال و في المقطّعات القصار. و أكثر شعره المديح و فيه معظم أغراضه، و له أيضا إخوانيّات و عتاب و شكوى من الدهر و من الناس، كما أن له رثاء و هجاء و غزلا و خمرا و وصفا.

مختارات من شعره:

- قال صرّدرّ يعزّي ابن فضلان بأخيه:

عزاء فما يصنع الجازع... و دمع الأسى أبدا ضائع (1)

بكى الناس، من قبل، أحبابهم... فهل أحد منهم راجع

عرفنا المصائب قبل الوقوع... فما زادنا الحادث الواقع

و لكنّ ما ينظر الناظرون...  ليس كما يسمع السامع

يدلّى ابن عشرين في لحده... و تسعون صاحبها راتع

ليعلم من شكّ أنّ المنون... هوجاء ما عندها شافع (2)

و لو أنّ من حدث سالما... لما خسف القمر الطالع

و من حتفه بين أضلاعه... أ يمنعه أنه دارع (3)

و كلّ أبيّ لداعي الحمام... متى يدعه، سامع طائع  

يسلّم مهجته سامحا... كما مدّ راحته البائع

- و قال يهجو أهل زمانه:

إذا كان هذا الجهل قد شاع في الورى... فذو العلم فيما بينهم هو جاهل

فان قال ما لم يعرفوا قدر لفظه... و لا قيمة المعنى، فما هو قائل

و إن هو بالصمت استجار لسانه... ففي الصمت ذو نقص سواء و فاضل

فليس له غير التجاهل ملجأ... و أصعب شيء عالم متجاهل

و كنّا سمعنا في الزمان بباقل... و هذا زمان كلّ أهليه باقل (4)

- و قال في الغزل و النسيب:

و من شرف الحبّ أنّ الرجال...  تشري أذاه بألبابها (5)

و ما أنصفت مهجة تشتكي... هواها إلى غير أحبابها

و في السرب مثرية بالجمال...  تقسّمه بين أترابها (6)

فللبدر ما فوق أزرارها... و للغصن ما تحت جلبابها (7)

_____________________

1) الجزع: الخوف مع الحزن (حتى لا يعرف الحزين ما يفعل) . الأسى: الحزن.

2) المنون: الموت.

3) حتفه بين أضلاعه: (انتهاء أجله) . دارع: لابس درعا.

4) باقل: رجل كان عيي اللسان (لا يحسن النطق و كان أيضا يكسل عن الكلام) .

5) اللب: العقل. الرجال يشترون أذى الحب بألبابهم (تدلهم عقولهم على ضرر الحب، و مع ذلك فهم يحبون) .

6) السرب: جماعة الحيوانات السارحة (و جماعة النساء الجميلات) . مثرية بالجمال: غنية بالجمال (جميلة جدا) . الاتراب هنا: اللدات (بكسر اللام: النساء اذا كن ذوات عمر واحد) . الاتراب تستعمل للذكور.

7) الأزرار: طرف الثوب عند العنق. ما فوق أزرارها: وجهها. الجلباب: الثوب. ما تحت جلبابها قامتها، جسمها (تشبه البدر بوجهها، و تشبه الغصن بقامتها) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.