المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العواطف التافهة
11-9-2016
دور القلقلة في التلاوة
23-04-2015
الحسين بن شدّاد
5-9-2016
تصنيف البلورات السائلة
2024-03-16
Wilson Prime
31-8-2020
الأنهار والجداول
2024-08-08


المقنّع الكنديّ  
  
5582   11:24 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص421-424
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2297
التاريخ: 19-06-2015 2244
التاريخ: 11-3-2016 3190
التاريخ: 2024-11-14 172

هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر من بني كندة من عرب الجنوب. و لقّب «المقنّع» ، لأنه كان طول الدهر مقنّعا (البيان و التبيين 3:102) ، إذ كان «أحسن الناس وجها و أمدّهم قامة (1) و أكملهم خلقا، فكان إذا سفر (كشف عن وجهه) لقع-أي أصابته أعين الناس-فيمرض و يلحقه عنت (أذى و ضرر) ، فكان لا يمشي إلاّ مقنّعا (2).

نشأ المقنّع الكنديّ في بيت وجاهة و سيادة، و لكنه كان متخرّقا في عطاياه (كثير السخاء) سمح اليد بماله لا يردّ سائلا عن شيء حتّى أتلف كلّ ما خلّفه أبوه من مال، فاستعلاه بنو عمّه (أصبحوا أعلى منه و فوقه) بأموالهم و جاههم. ثم ان المقنّع أحبّ ابنة عمّه (بنت عمرو بن أبي شمر) فخطبها من إخوتها فرفضوا أن يزوّجوه إياها و عيّروه بفقره و إسرافه و بالدّيون التي كانت عليه.

و لا نعلم من زمن المقنّع الكندي إلا أنه كان من شعراء الدولة الأموية (3) و أنه كان ينظم الشعر قبل أيام عبد الملك بن مروان. و لعلّه أدرك عبد الملك.

المقنّع الكنديّ شاعر مقلّ محسن مجيد فصيح اللفظ متين السبك، فنونه الحماسة و الفخر و الغزل و الحكمة.

المختار من شعره:

اختار أبو تمّام في باب الأدب من ديوان الحماسة أبياتا للمقنّع الكندي:

يعاتبني في الدّين قومي، و إنما... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا

أسدّ به ما قد أخلّوا و ضيّعوا... ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدّا (4)

و في جفنة ما يغلق الباب دونها... مكلّلة لحما مدفقة ثردا (5)

و في فرس نهد عتيق جعلته... حجابا لبيتي ثمّ أخدمته عبدا (6)

و إنّ الذي بيني و بين بني أبي... و بين بني عمّي لمختلف جدا (7)

فان أكلوا لحمي و فرت لحومهم... و ان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

و ان ضيّعوا غيبي حفظت غيوبهم... و ان هم هووا غيّي هويت لهم رشدا (8)

و ان زجروا طيرا بنحس تمرّ بي... زجرت لهم طيرا تمرّ بهم سعدا (9)

و لا أحمل الحقد القديم عليهم... و ليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

لهم جلّ مالي إن تتابع لي غنى...و ان قلّ مالي لم أكلّفهم رفدا (10)

و إنّي لعبد الضيف ما دام نازلا... و ما شيمة لي غيرها تشبه العبدا (11)

و في ديوان الحماسة أيضا (12) أبيات للمقنّع الكندي في المشيب:

نزل المشيب-فأين تذهب بعده... و قد ارعويت و حان منك رحيل (13)

كان الشباب خفيفة أيّامه... و الشيب محمله عليّ ثقيل

ليس العطاء من الفضول سماحة... حتّى تجود و ما لديك قليل (14)

-و له في معنى الكرم أبيات في الاغاني (15:151) :

إنّي أحرّض أهل البخل كلّهم... لو كان ينفع أهل البخل تحريضي (15)

ما قلّ مالي إلاّ زادني كرما... حتّى يكون برزق اللّه تعويضي (16)

والمال ينفع من لو لا دراهمه... أمسى يقلّب فينا طرف مخفوض (17)

لن تخرج البيض عفوا من أكفّهم... إلاّ على وجع منهم وتمريض (18)

كأنها من جلود الباخلين بها... عند النوائب تحذى بالمقاريض (19)

و للمقنّع الكندي في الغزل (الشعر و الشعراء 463) :

و في الظعائن و الأحداج أحسن من... حلّ العراق و حلّ الشام و اليمنا (20)

جنّيّة من نساء الإنس أحسن من... شمس النهار وبدر الليل لو قرنا (21)

و له في الأدب أو الحكمة (الشعر و الشعراء 463) :

و صاحب السوء كالداء العياء إذا... ما ارفضّ في الجلد يجري هاهنا و هنا (22)

يبدي و يخبر عن عورات صاحبه... و ما يرى عنده من صالح دفنا

إن يحي ذاك فكن عنه بمعزلة... أو مات ذاك فلا تشهد له جننا (23)

___________________________

1) مديد القامة: طويل.

2) غ (الساسي)15:151؛ راجع الشعر والشعراء 462-463.

3) غ 15:151، السطر 11.

4) أخل بمكانه من الثغر: ترك أو أهمل الدفاع عن الموقع الحربي الذي عهد (بضم العين و كسر الهاء) به اليه. ضيع الثغر: انهزم منه فاستولى عليه العدو. -ضيع بعض قومي ببخلهم أو بفقرهم عددا من حقوق القبيلة أو أوشكوا أن يضيعوها فاضطررت أنا إلى أن أستدين (راجع البيت السابق) حتى أحافظ عليها. ما أطاقوا لها سدا: ما استطاعوا هم أن يحافظوا عليها.

5) (و استدنت المال أيضا) حتى أطبخ في جفنة ( وعاء واسع) تملأ البيت حتى لا نستطيع اغلاق بابه، و حتى أملأ هذه الجفنة باللحم و الثرد (الخبز) .

6) نهد: عال. عتيق: أصيل، كريم، جيد. جعلته حجابا لبيتي: اتخذته في سبيل الدفاع عن بيتي (بيت قومي، قبيلتي) .

7) و لكن معاملتي لبني أبي (إخوتي) و بني عمي مختلفة جدا من معاملتهم لي.

8) أكلوا لحمي: اغتابوني، قالوا علي سوءا و قولا قبيحا.

9) ضيعوا غيبي: ذموني و أنا غير حاضر؛ أو سمعوا أحدا يذكرني بسوء فلم يدافعوا عني. هوى (بفتح الهاء و كسر الواو) يهوى (يفتح الياء و الواو) : أحب. الغي: الضلال و الخسران، الضرر. الرشد: الهداية و النجاح و النفع.

10) زجروا طيرا بنحس تمر بي: تمنوا (بفتح النون المشددة) لي الشر.

11) ما دمت غنيا فأنا أعطيهم من مالي، و ان افتقرت يوما لم أطلب منهم رفدا (عطاء، مالا) .

12) الطبعة الثانية (مكتبة علي صبيح) مصر 1335 ه‍. ص 2:320-321.

13) أين تذهب بعدها؟ : كيف تستطيع أن تعمل في أيام المشيب (بعد الشباب) ما كنت تفعله في أيام الشباب. ارعوى: رجع، انصرف (تراجعت قواك و ضعفت و تأخرت) . رحيل: ذهاب (من الدنيا، موت) .

14) الفضول جمع فضل: ما يفضل (يبقى) عند الانسان بعد أن يستوفي حاجته. السماحة: الكرم و البذل و العطاء. و ما لديك: الذي عندك.

15) أنا أريد أن أحث البخلاء (على أن يكونوا كرماء) ، مع علمي بأن حثي لهم لن يؤثر فيهم (لن يصبحوا كرماء) .

16) (أريد أن أقنعهم بقولي:) كلما قل مالي ازددت كرما و زاد اعطائي، و كان اللّه دائما يعوضني بمال أكثر من الذي كنت أنفقته.

17) إن المال المجموع و المدخر ينفع الذين لا يحترمهم الناس إلا لمالهم المجموع. أمسى يقلب فينا طرف مخفوض: يتطلع الينا بطرف (نظر) مخفوض: ذليل. طرف مخفوض: طرف (رجل) مخفوض.

18) البيض: الدراهم (لأنها تكون من فضة) -كناية عن قلة المال الذي ينفقونه. لا تخرج هذه الدراهم عفوا من أكفهم: لا ينفقونها (حتى على حاجاتهم) بإرادتهم. إلا على وجع: ألم، و لذلك يحتاجون إلى التمريض (العناية و المؤاساة) و إلى الاقناع الجميل للتخفيف من آلامهم.

19) انهم يتألمون و هم ينفقون كأنما الدراهم قطع من جلودهم تحذى (تقص، تقطع) بالمقاريض (جمع مقراض: مقص) .

20) الظعائن: النساء المسافرات (المتنقلات على ظهور الإبل) . الاحداج جمع حدج (بكثر الحاء المهملة و سكون الدال المهملة) : الهودج أو مركب النساء على الابل. حل: سكن.

21) أحسن من الشمس و القمر معا.

22) الداء العياء: المرض الذي يعيي الاطباء (مفعول به منصوب) شفاؤه. ارفض: تفرق (أعدى سائر الجلد) .

23) إذا كان صاحب السوء (الرجل الشرير) حيا فكن عنه بمعزل (اعتزله، لا تصاحبه) ، و ان مات فلا تشهد له جننا (قبرا) لا تحضر جنازته.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.