أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
![]()
التاريخ: 2024-12-11
![]()
التاريخ: 2024-05-15
![]()
التاريخ: 21/11/2022
![]() |
مقا- مثل : أصل صحيح يدلّ على مناظرة الشيء للشيء , وهذا مثل هذا , أي نظيره. والمثل والمثال : في معنى واحد. وربّما قالوا مثيل كشبيه.
تقول العرب : أمثل السلطان فلانا : قتله قودا , والمعنى أنّه فعل به مثل ما كان فعله. والمثل : المثل أيضا , كشبه وشبه. والمثل المضروب مأخوذ من هذا , لأنّه يذكر مورّى به عن مثله في المعنى. وقولهم مثّل به إذا نكّل , هو من هذا أيضا. والمثلات من هذا أيضا أي العقوبات الّتى تزجر عن مثل ما وقعت لأجله , وواحدها مثله. ومثل الرجل قائما : انتصب. وجمع المثال أمثلة. والمثال :
الفراش , والجمع مثل وهو شيء يماثل ما تحته أو فوقه , وفلان أمثل بنى فلان : أدناهم للخير , أي إنّه مماثل لأهل الصلاح والخير , وهؤلاء أماثل القوم , أي خيارهم.
مصبا- المثل : يستعمل على ثلاثة أوجه : بمعنى الشبيه , وبمعنى نفس الشيء وذاته , وزائدة , ويوصف به المذكّر والمؤنّث والجمع فيقال هو وهي وهما وهم وهنّ مثله. وفي التنزيل - {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون : 47]. وخرّج بعضهم على هذا قوله تعالى- ليس كمثله شيء , أي ليس كوصفه شيء , وقال هذا أولى من القول بالزيادة , لأنّها على خلاف الأصل. وقيل المعنى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11], كما يقال مثلك من يعرف الجميل , أي أنت تكون كذا , وعليه قوله - {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام : 122]. ومثال الزيادة- {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة : 137], أي بما.
قال ابن جنّى : مثلك لا يفعل كذا , قالوا مثل زائدة , أي أنت لا تفعل , إلّا أنّ تأويله - أنت من جماعة شأنهم كذا , ليكون أثبت للأمر. والمثل والمثيل كذلك. وقيل المكسور بمعنى شبه , والمفتوح بمعنى الوصف , وضرب اللّٰه مثلا أي وصفا , والمثال : اسم من ماثله مماثلة إذا شابهه. والتمثال : الصورة المصوّرة.
مفر- مثل : أصل المثول الانتصاب , والممثّل : المصوّر على مثال غيره , يقال مثل الشيء : انتصب وتصوّر , ومنه قوله صلى الله عليه واله : من أحبّ أن يمثّل له الرجال فليتبوّء مقعده من النار. والتمثال : الشيء المصوَّر , وتمثّل كذا : تصوّر. والمثل : عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره.
الفروق 126- الفرق بين المثل والمثل : أنّ المثلين ما تكافئا في الذات. والمثل بالتحريك : الصفة - {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الرعد : 35] , أي صفة الجنّة.
الفرق بين المثل والشكل : أنّ الشكل هو الّذى يشبه الشيء في أكثر صفاته حتّى يشكل الفرق بينهما , ولا يستعمل الّا في الصور.
الفرق بين الشبه والمثل : أنّ الشبه يستعمل فيما يشاهد , فيقال السواد شبه السواد ولا يقال القدرة , كما يقال مثلها.
الفرق بين كاف التشبيه والمثل : أنّ الشيء يشبه بالشيء من وجه واحد لا يكون مثله في الحقيقة إلّا إذا أشبهه من جميع الوجوه لذاته. والتشبيه بالكاف يفيد تشبيه الصفات بعضها ببعض , وبالمثل يفيد تشبيه الذوات بعضها ببعض.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو مساواة شيء بشيء في الصفات الممتازة المنظورة , وهذا مشابهة تامّة.
والشكل متشابهة في الصفات الظاهريّة الصوريّة.
والشبه : مطلق مشابهة كلّا أو جزءا في الصفات الظاهريّة أو من جهات معنويّة - {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران : 7].
والمثل : شباهة في صفات أصيلة ممتازة.
والمثل : صفة مشبهة كحسن بمعنى ما يتّصف بالمثليّة ويثبت فيه هذا العنوان , كالمثيل على وزان شريف.
والأمثل : للتفضيل كالأعلم , وهو من له فضيلة وامتياز في المثليّة والمشابهة بشيء وفي التمثّل.
والمماثلة والتماثل : يلاحظ فيهما جهة التداوم والاستمرار.
{قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [البقرة : 118]. {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا } [البقرة : 137]. {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة : 194]. {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } [البقرة : 228]. {عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ } [الإسراء : 88]. {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف : 110] يراد مشابه قولهم في الخصوصيّات الممتازة , وهكذا في الايمان و الاعتداء وغيرها.
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11] الكاف حرف تشبيه ويدلّ على معنى في غيره ولا ينبئ عن معنى مستقلّ بل يوجد معنى في غيره , والنفي يتعلّق بالمثل الّذى وجد فيه شباهة ما , والمعنى أنّه ليس شيء وهو كالمثل له , فيكون انتفاء المثل على طريق أولى , فانّ شيئا شبيها وقريبا من المثليّة إذا كان منفيّا , فانتفاء نفس المثل يكون بطريق أولى.
فكلمة المثل مستعملة بمعناها الحقيقىّ , وليست بمعنى الذات ولا بزائدة , بل لطف التعبير في نفى المثل الّذى وجد فيه شباهة بالمثليّة , وهذا التعبير أبلغ من التعبير بنفي المثل نفسه.
ولا يصحّ أيضا القول بأنّ الكاف زائدة , أو أنّ المثل بمعنى الصفة : فانّ زيادة كلمة في كلام اللّه تعالى غير معقولة , وقلنا إنّ المثل معناه المشابه في الصفات الممتازة , ولعلّ مفهوم الصفة قد جاء من صيغة المثل بفتحتين صفة , وأوجب اشتباها في تعيين حقيقة معنى المادّة.
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا} [النحل : 75]. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً} [البقرة : 26]. {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ} [الحشر : 16]. {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة : 5] المثل : ما يتّصف بكونه مثلا وهو المتمثّل في مقام إراءة امر , فالعبد المملوك والبعوضة والحمار والشيطان أمثال يتجسّم فيها امور منظورة يراد إراءتها. وفي المَثل يتراءى أهمّ الصفات الممتازة والخصوصيّات المقصودة.
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [البقرة : 17]. {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران : 59]. {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} [الأعراف : 176] شبّه المثل بالمثل دون الموضوعين من حيث هما : فانّ تشبيه نفس الشيء بشيء آخر يفيد توافقهما في الذات , كما في إنّ عيسى كآدم , وهو كالكلب , ولا يفيد الاشتراك في أهمّ الصفات وفي خصوصيّة مقصودة , وهذا بخلاف تشبيه عنوان المثل له , فان مثل كلّ شيء هو المتمثّل من صفاته الممتازة المقصودة.
ثمّ إنّ في التعبير بالمثل والمثل إمّا أن يذكر وجه الشبه ويصرّح به : فهو المنظور المخصوص المعيّن , كما في قوله تعالى- {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران : 59]... , . {إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ} [الأعراف : 176].
وإمّا أن لا يذكر وجه شبه مخصوص : فيعمّ جميع صفات ممتازة في المشبّه به , حتّى ينطبق على المشبّه , كما في-. {أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } [الكهف : 110] * ... , . {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } [فصلت : 13]... , . {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} [القصص : 79]... , . {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } [البقرة : 106].
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم : 27] قلنا إنّ الإعادة هو عمل ثانويّ بالرجوع الى الأوّل , وفي السماوات والأرض مثل أعلى من صفات اللّٰه تعالى وعظمته ومقاماته وتجليّات ظاهرة من أسمائه العظمى , من حياته وقدرته وعلمه وحكمته ونوره المحيط وإرادته القاطع النافذ.
فلا ينكر الإعادة إلّا من غفل عن هذه الأمثال العليا وتجلّيات صفاته الباهرة , ولم يتوجّه الى آثار قدرته وحكمته وعلمه وعجائب صنعه في السماوات والأرض.
{يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} [طه : 103، 104] الأمثل هنا هو المتمثّل من المجرمين ومن بينهم في جهة تثبّتهم في طريق الوجدان والشرف والانسانيّة , أي الأمثل في جهة الطريقة.
وقلنا في طرق : إنّ الطريقة المثلى والأمثل طريقة : ما تكون أقرب الى الاعتدال وأعدل بالنسبة الى طرق اخرى , وكذا صاحبها.
والمراد من الطريقة : ما يكون متّخذاً من برنامج معتدل صحيح منظّم في الحياة الجسمانيّة والروحانيّة.
وأمّا قولهم- إن لبثتم إلّا عشرا : فلعلّ المراد من العشر هو المراحل العشر في السير التكوينيّ للإنسان , من حالة تكوّن النطفة , ثمّ زمان نفخ الروح والجنين , ثمّ الطفولة ثمّ التمييز , ثمّ الشباب , ثمّ الكهولة , ثمّ زمان القبر , ثمّ البرزخ الروحيّ الجسمانيّ , ثم نفخ في الصور , ثمّ البعث والحشر. فهذه عشر تحوّلات وأزمنة طوليّة.
وأمّا قول الأمثل طريقة- إن لبثتم إلّا يوما : فلعلّه اشارة الى المرحلتين- البدء والعود , كما في الآية السابقة.
وأمّا التمثال بالفتح كالتّرداد : مصدر للتكثير , وهو كالتفعيل إلّا أنّ في التفعيل بوجود الياء , زيادة دلالة على جهة وقوع الفعل , وفي التفعال على التمديد والاستمرار , بوجود الألف.
والتمثال بالكسر اسم من التمثال بالفتح , ويدلّ على مماثل فيه امتداد وظهور , والجمع التماثيل.
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } [الأنبياء : 52]. {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} [سبأ : 13] فالتعبير بهذه الصيغة إشارة الى أهميّة وعظمة وكبر في هذه التماثيل.
والمثلة كالعضلة والعضدة : اسم يستعمل في مفهوم فيه ربط واستحكام وتثبّت. وهذا بسبب نقل من الفتحة الى الضمّة الثقيلة , فهو بمعنى المتمثّل فيه شدّة وحدّة. كما في العقوبة المتعقبّة سيّئا.
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} [الرعد : 6] أي عقوبات في أثر سيّئات الأعمال.
والتعبير بالمثلة إشارة الى أنّ العقوبة هي المتمثّلة من العمل السىّء والمساوية المشابهة المنعكسة عنه.
__________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|