المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

البايولوجيا السكرية Glycobiology
28-6-2018
الله تعالى حيُّ سميعٌ بصيرٌ
25-10-2014
من آداب البيع
22-6-2017
Ferromagnetism
18-10-2016
الحروف الجوفية الهوائية
26-3-2022
علامات الامام وحديثه
19-05-2015


أبو الأسود الدؤلي  
  
3772   10:41 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص348-350
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018 3508
التاريخ: 14-08-2015 2459
التاريخ: 28-12-2015 2714
التاريخ: 22-06-2015 2620

هو أبو الاسود ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان من بني الدؤيل بن بكر من كنانة؛ وأمه من بني عبد الدار بن قصيّ من قريش.

ولد أبو الاسود قبيل الهجرة، ولكن لم تصبح له شهرة إلا في أيام الإمام عليّ[عليه السلام]. ويبدو أنه سكن البصرة في أيام عمر بن الخطاب. وكان أبو الاسود من أشياع عليّ [عليه السلام] شهد معه صفّين ثم تولّى له حرب الخوارج. وأدرك أبو الاسود معاوية بن أبي سفيان ولكن لم يكن مطمئنا إلى الحكم الأموي فعاش على تقيّة: لم يمدح الامويين ولم يعرّض بهم.

وتوفي أبو الاسود في البصرة، في طاعونها الجارف، سنة 69 ه‍ (688 م)، في نحو الخامسة والسبعين من العمر.

قال الجاحظ (1): «كان أبو الاسود خطيبا عالما، ومن المقدّمين في العلم، وكان قد جمع شدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول الشعر والظّرف». وكان ناثرا شاعرا. ويقال إنه أول من وضع قواعد النحو وأول من ألّف في النحو. أما شعره خاصة فضعيف في الاكثر قليل القيمة الفنية، فان أكثره في مناسبات تتعلق بحاجاته اليومية. ويبدو أنه كان كثير الهجاء، وكذلك رثى الحسن ابن علي[عليهما السلام]. ولأبي الاسود شيء من الغزل ومن الحكمة: في الشيب خاصة (2).

-المختار من شعره وكلامه:

اختار أبو تمّام لأبي الاسود بيتين في باب الغزل من ديوان الحماسة:

أبي القلب إلا أمّ عمرو وحبّها... عجوزا، ومن يحبب عجوزا يفنّد (3)

كثوب اليماني قد تقادم عهده... ورقعته ما شئت في العين واليد

وقال (4) يهجو الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، وكان لقبه القباع:

قيل أتى الحارث مرة بمكتل (زنبيل كبير يسع خمسة عشر صاعا أو ثلاثة أرطال رومية) فقال: ان هذا لقباع (والقباع القصير الواسع الرأس):

أمير المؤمنين، جزيت خيرا... أرحنا من قباع بني المغيره (5)

بلوناه ولمناه فأعيا ...علينا ما يمرّ لنا مريره (6)

على أن الفتى نكح أكول... ومسهاب مذاهبه كثيره (7)

-كان لأبي الاسود ابن عم سيّء الخلق، وكانا متجاورين وبينهما باب يسهّل عليهما الوصول إلى الطريق. فسدّ ابن عم أبي الاسود هذا الباب، فكان على أبي الاسود أن يسلك طريقا أطول إلى وجهته. وقد كان ذلك سببا لبضع مقطّعات قالها أبو الاسود في هجاء ابن عمه (8):

لنا جيرة سدّوا المجازة بيننا... فإن ذكّروك السدّ فالسدّ أكيس (9)

ومن خير ما ألصقت بالدار حائط... تزلّ به صقع الخطاطيف أملس (10)

وقال في هجاء ابن عمه أيضا:

بليت بصاحب إن أدن شبرا... يزدني في مباعدة ذراعا

وان امدد له في الوصل ذرعي... يزدني فوق قيس الذرع باعا (11)

كلانا جاهد: أدنو وينأى... فذلك ما استطعت وما استطاعا

ولأبي الاسود في الحكمة:

وأحبب، إذا أحببت، حبّا مقاربا... فانّك لا تدري متى أنت نازع

وأبغض، إذا أبغضت، بغضا مقاربا... فانّك لا تدري متى أنت راجع

وكن معدنا للحلم واصفح عن الخنا... فانّك راء ما عملت وسامع

وذكروا العمامة عند أبي الاسود الدؤليّ فقال (البيان والتبيين 3:100): جنّة في الحرب ومكنّة من الحرّ ومدفأة من القرّ ووقار في النديّ (12)، وواقية من الاحداث وزيادة في القامة؛ وهي بعد عادة من عادات العرب.

__________________________

1) البيان والتبيين 1:324، راجع 110.

2) الكامل 329-330.

 3) يفند: ينسب إلى الفند (الجنون).

4) مثله 1:196.

5) بنو المغيرة: آل بني أبي ربيعة.

6) أمر المرير: قتل الحبل (خدم الناس وبلغهم بعض مرادهم).

7) المسهاب: الكثير الاطالة في الكلام وفي معالجة الأمور. مذاهبه كثيرة: كثير الغايات، كثير المداخل والمخارج.

8) البيان والتبيين 2:355-3:229؛ غ 11:112.

9) السد: سد الصين (؟). السد أكيس: ان سد الصين أدل على حسن الكياسة لأنه بني علنا ليكون حاجزا دون هجوم الاعداء، بينما هذا الباب سد خفية وليحول دون استفادة رجل من الاقارب.

10) -حائط أملس تزلق عليه (لا تثبت عليه) طير الخطاف الصقع (التي في رأسها بياض) .

11) الذرع: مقدار الذراع. الباع: مقدار ما بين طرفي اليدين إذا مدتا.

12) الجنة (بضم الجيم: الوقاية في الحرب فلا يتعرض الرأس معها إلى ضغط الخوذة...) . مكنة: ستر. القر: البرد. الندي: مجتمع القول ومجلسهم. واقية من الاحداث: الاحداث (صغار السن) يوقرون صاحبها فلا يتجر أون عليه بالمزح أو الأذى (؟).

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.