أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
14956
التاريخ: 25-09-2014
2699
التاريخ: 25-09-2014
2379
التاريخ: 24-09-2014
2186
|
عاد تعالى إلى ذكر النصارى فقال {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 72] و هذا مذهب اليعقوبية منهم لأنهم قالوا إن الله اتحد بالمسيح اتحاد الذات فصارا شيئا واحدا و صار الناسوت لا هوتا و ذلك قولهم إنه الإله « و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم » أي خالقي و خالقكم و مالكي و مالككم و إني و إياكم عبيده « إنه من يشرك بالله » أي بأن يزعم أن غيره يستحق العبادة مع ما ثبت أنه لا يقدر أحد على فعل ما يستحق به العبادة سوى الله تعالى « فقد حرم الله عليه الجنة » و التحريم هاهنا تحريم منع لا تحريم عبادة و معناه فإن الله يمنعه الجنة « و مأواه » أي مصيره « النار » و هذا كله إخبار من المسيح لقومه « و ما للظالمين من أنصار » معناه لا ناصر لهم يخلصهم مما هم فيه من أنواع العذاب ثم أقسم تعالى قسما آخر فقال « لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة » و القائلون بهذه المقالة جمهور النصارى من الملكانية و اليعقوبية و النسطورية لأنهم يقولون ثلاثة أقاليم جوهر واحد أب و ابن و روح القدس إله واحد و لا يقولون ثلاثة آلهة و يمنعون من هذه العبارة و إن كان يلزمهم أن يقولوا ثلاثة آلهة فصح أن يحكى عنهم بالعبارة اللازمة و إنما قلنا أنه يلزمهم ذلك لأنهم يقولون الابن إله و الأب إله و روح القدس إله و الابن ليس هو الأب « و ما من إله إلا إله واحد » أي ليس إله إلا إلها واحدا و إنما دخلت من للتوكيد « و إن لم ينتهوا عما يقولون » أي و إن لم يرجعوا و يتوبوا عما يقولون من القول بالتثليث أقسم {لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة: 73] و إنما خص سبحانه الذين يستمرون على كفرهم لأنه علم أن بعضهم يؤمن عن أبي علي الجبائي و الزجاج و قيل أنه عم بقوله « الذين كفروا » الفريقين الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و الذين قالوا إن الله هو ثالث ثلاثة و الضمير عائد إلى أهل الكتاب و ليس في هذا دلالة على أن في أفعال الجوارح ما هو كفر لأنه إنما يتضمن أن من قال أنه ثالث ثلاثة فهو كافر و لا خلاف في ذلك فإن من قال إن الكفر هو الجحود بالقلب قال إن في أفعال الجوارح ما يدل على الكفر الذي هو الجحود مثل هذه المقالة و مثل السجود للصنم و غير ذلك فلا دلالة في الآية على ما قالوه « أ فلا يتوبون إلى الله » قال الفراء هذا أمر في لفظ الاستفهام و قد يرد الأمر بلفظ الاستفهام كقوله « فهل أنتم منتهون » و إنما دخلت إلى لأن معنى التوبة الرجوع إلى طاعة الله لأن التائب بمنزلة من ذهب عنها ثم عاد إليها « و يستغفرونه » الفرق بين التوبة و الاستغفار إن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء و التوبة أو غيرهما من الطاعة ، و التوبة الندم على المعصية مع العزم على أن لا يعود إلى مثلها في القبح و الاستغفار مع الإصرار على القبيح لا يصح « و الله غفور رحيم » يغفر الذنوب و يسترها رحمة منه لعباده و في هذه الآية تحريض على التوبة و حث على الاستغفار .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|