أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2020
2793
التاريخ: 6-8-2019
2878
التاريخ: 20-1-2020
1630
التاريخ: 27-6-2021
1719
|
الرياح العليا:
وتكون السائدة في المناطق المعتدلة والباردة هي الرياح الجيوستروفكية والتي هي رياح غربية تتفق في اتجاهها مع حركة الأرض الدورانية، والسبب الرئيس في نشأتها هو التوازن القائم بين قوة انحدار الضغط الجوي وقوة كوريوليس (الناتجة عن دوران الارض) التي تجذب الرياح نحو الشرق، ان هذا الكلام ينطبق على النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتنعكس الصورة في النصف الجنوبي، لهذا فإن التوازن الجيوستروفيكي هو القاعدة العامة في طبقات الجو العليا، نتيجة لقوة دوران الارض وقوة انحدار الضغط الجوي سوف تتخذ الرياح في طبقات الجو العليا حركة موجية والسبب الرئيس في نشأة الحركة الموجية هو محاولة الرياح العليا المحافظة على قوة دورانها المطلقة (Absolute Vorticity)، وعلى هذا الاساس سوف تتخذ الرياح العليا حركة محورية خاصة بها ومتعامدة على محور حركة الأرض(1).
وعلى هذا فإن الجريان في المقياس الكبير (Large Scale) في الغلاف الجوي فوق المداري يكون على شكل أمواج وليس مفاجئاً. ومن خلال تحليل المستوى الضغطي 500 مليبار، تم تشخيص ثلاثة أنماط للأمواج العليا والتي هي، الأمواج الطويلة، الأمواج القصيرة، الأمواج المتطورة وفي أماكن أخرى تدعى (منخفضات ومرتفعات القطع العليا).
الأمواج الطويلة:
ويطلق عليها في بعض الأحيان مصطلح التدفق النطاقي Zonal Flow، إذ تدل على التدفق أو الحركة الشرقية-الغربية، أو بالعكس أي من الشرق إلى الغرب، تكون هذه الأمواج بشكل موازي لدوائر العرض، إذ يطلق عليها في أحيان أخرى التدفق العرضاني للهواء(2).أهم ما تمتاز به هذه الأمواج هو قلة التوائها مابين القطب والاستواء، الأمر الذي يجعل الطقس المرافق لهذه الأمواج يتصف بالاستمرار وقلة الاضطراب والسبب هو قلة التباين الحراري بين العروض المدارية والعروض العليا، مما يجعل هذه الأمواج تتخذ شكل الاستقامة، ويطلق أيضاً اصطلاح الأمواج المستقيمة، بالمقارنة مع الأمواج القصيرة، وعلى ضوء استقامة هذه الأمواج سوف يكتسب جو المنطقة التي يسيطر عليها مثل هذا النوع من الأمواج حالة الاستقرار النسبي، بسبب عدم وجود نشاط لتبادل الطاقة بين العروض الوسطى والعليا، والسبب في ذلك هو انعدام تقدم الكتل الهوائية المختلفة في خصائصها، إذ تشكل هذه الأمواج حاجز أمام توغل الكتل القطبية باتجاه المناطق المدارية، وبالعكس فهي تحجز امتداد المداريات نحو العروض العليا، إذ أن الكتل الهوائية المصاحبة لهذه الأمواج سوف تكون مستقرة نسبياً، كما إن وضوح هذه الأمواج يقل في الأنطقة الانتقالية وتزداد وضوحاً في الأنطقة التي تتعرض لسيادة نوع واحد من الكتل الهوائية، ولايشترط في هذه الحالة وجود مثل هذه الأمواج مع وجود كتلة واحدة في المنطقة فقد تتحرك كتلة باردة نحو مناطق أدفئ أي ذات درجات حرارة مرتفعة، مما يتولد نتيجة ذلك اضطراب وعدم استقرارية فلا تظهر هذه الأمواج، كما إنه لايعني أن هذا النمط من الأمواج قليل الوضوح في أنطقة اللقاء بل على العكس، إذ توجد مناطق انتقالية تتضح فيها هذه الأمواج وتمتاز مثل هذه المناطق بقلة نشاط تبادل الطاقة في حالة وجود هذا النمط من الأمواج في حالة المقارنة مع الأمواج القصيرة، تظهر هذه الأمواج فوق القطر خلال فصل الصيف والشتاء ولكنها تكون خلال فصل الصيف أوضح من فصل الشتاء، والسبب لأن نهاية فصل الشتاء يتضمن حركات موجية انتقالية والتي يصاحبها تراجع في الأمواج القطبية وقلة انحسار دور الأمواج القصيرة، يبلغ طول الموجة 115 خط طول، وهنالك (3-3.5) موجة حول الكرة الأرضية(3).
الأمواج القصيرة:
تبدأ الأمواج القصيرة بالوضوح عن المستوى الضغطي 500 مليبار، يصاحب هذه الأمواج عدم الاستقرارية الجوية، إذ تعتري الأمواج القصيرة تشوهات في حركتها نتيجة لزيادة نشاط الأمواج القطبية، إذ تكون سريعة الحركة فمعدل سرعتها يتراوح مابين 10-18 خط طول في اليوم(4).نتيجة زيادة السرعة سوف يزداد نشاط تبادل الطاقة وبالتالي سوف تزداد الحركة الموجية مابين القطب والاستواء، وتبدأ الالتواءات بالظهور متخذة اتجاهاً نحو دائرة خط الاستواء تارة ونحو القطب تارة أخرى، وتكون هذه الأمواج عبارة عن نظام حركة طولانية كما يصطلح عليها بعض الباحثين، لما تمتاز به من اتجاهاً يتوافق مع خطوط الطول ويتعارض مع دوائر العرض أي حركة شمالية جنوبية أو بالعكس، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الانبعاجات والأخاديد والتي تأخذ بالاتساع وبالتعمق تبعاً لموقعها من دوائر العرض وارتفاعها في التربوسفير، يقدر طول هذه الأمواج (6400)كم وتقدر سعتها بنحو (880)كم(5).
تعد هذه الأمواج من الأنظمة الكبير في الغلاف الجوي، تتضح هذه الأمواج في الانطقة الانتقالية وعند أنطقة اللقاء بين الكتل الهوائية ذات الخصائص المختلفة. أهم ماتمتاز به هذه الأمواج هو قدرتها على تبادل الطاقة بين العروض الدنيا والعروض الوسطى ونتيجة هذا سوف تكون الحالة الجوية المصاحبة لهذه الأمواج تتصف بعدم الاستقرارية على العكس من الأمواج الطويلة، فالأمواج القصيرة لاتشكل حاجزاً أمام توغل الكتل المدارية باتجاه العروض العليا القطبية، إذ تساعد الأمواج القصيرة بشكل كبير على حدوث نشاط تبادل الطاقة من خلال الأخاديد والانبعاجات، إذ يصاحب الأخدود توغل الهواء البارد نحو العروض المدارية ويصاحب الانبعاج توغل هواء دافئ نحو العروض العليا القطبية. إذ ينتج عن قابلية هذه الأمواج على تبادل الطاقة تقوية التضاد الحراري في أقاليم لقاء الكتل الهوائية ذات الخصائص المتباينة، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور ملامح نشوء الحاجز الضغطي والذي يكون النمط الأخير للأمواج العليا المتطورة.
الأمواج المتطِورة (مرتفعات ومنخفضات القطع العليا): تمثل هذه الأمواج المرحلة الأخيرة من تطور الغربيات العليا على المستوى الضغطي 500 مليبار، إذ تمر الغربيات العليا بعدة مراحل تتطور فيها من أمواج طويلة إلى أمواج قصيرة، ثم إلى مرتفعات ومنخفضات قطع عليا (Cut off Low, Cut off High)، والتي تمثل مناطق ذات ضغط جوي منخفض متقطع أو مناطق ضغط جوي مرتفع متقطع من الامواج القصيرة والشديدة الالتواءات، هذا النمط من الأمواج يبدو اكثر وضوحاً عند منتصف التربوسفير واهم ما تمتاز به هذه الامواج هو اثرها البارز في نقل الطاقة بين العروض العليا والعروض الدنيا بشكل أكبر من الأمواج الطويلة والامواج القصيرة(6).
____________________________
(1) حنين حاكم عبد الرضا، مصدر سابق، ص1.
(2) علي موسى، المعجم الجغرافي المناخي، ط1، دار الفكر للطباعة، 1986، ص335.
(3) حنين حاكم عبد الرضا، مصدر سابق، ص1.
(4)Sverre Petterssen, Ph.D. Introduction to Meteorology, Second Edition, McGraw-Hill, Book Company USA, 1956, P.227.
(5) ليث محمود محمد الزنكنة، مصدر سابق، ص37.
(6) سالار علي الدزه يي، مصدر سابق، ص14.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|