البكتريا الممرضة للنبات

اكتشفت البكتيريا كمسببات لأمراض النبات سنة ١٨٧٨ علي يد العالم توماس بوريل أستاذ النبات في جامعة الينوي بالولايات المتحدة الأمريكية ، وفي تلك الفترة انتشر مرض اللفحة علي أشجار الكمثري وتسبب في هلاك ألاف الأشجار المنزرعة فدفعه ذلك لمعرفة المسبب. فقام بتطبيق فروض كوخ لعزل المسبب المرضي حيث عزل البكتيريا من الأشجار المصابة ونماها في مزرعة نقية مستخدما نفس الأسلوب المتبع في دراسة البكتيريا الممرضة للإنسان والحيوان والتي تعلمها علي يد أُستاذه لويس باستير ، وتمكن من إثبات أن المسبب المرضي هو نفس البكتيريا المعزولة ، وأسماها في ذلك الوقت باسم ميكروكوكس أميلوفورس Micrococcus amylovorus وقد ظهر بعد ذلك أن هذه البكتيريا منتشرة في بقاع كثيرة من العالم وتسمي حاليا إيرونيا أميلوفورا Erwinia amylovora وبذلك كان العالم بوريل أول من أكد أن هناك بكتيريا تسبب أمراضًا للنبات.

والبكتيريا كائنات صغيرة جدا ميكروسكوبية والمعروف منها حوالي ١٦٠٠ نوع بكتيري وتتكون من خلية مفردة غير محدودة النواة، ومنها حوالي ٨٠ نوع من البكتريا تسبب أمراضًا للنبات. وهذه الأنواع مختلفة في قدرتها المرضية ويحتوي كل نوع علي العديد من السلالات التي تختلف في قدرتها المرضية أيضا وفي نوع النبات الذي تصيبه. ومعظم البكتريا الممرضة للنبات رميات اختيارية ويمكن أن تنمو صناعيًا علي بيئات غذائية. وقد تكون البكتريا ذات شكل عصوي أو كروي أو إهليجي أو لولبي أو واوية أو ضميه الشكل .

الاشكال المختلفة للبكتيريا

وبعض البكتريا تستطيع أن تتحرك وتنتقل خلال البيئات السائلة بواسطة الأسواط، بينما البعض الأخر لا يمتلك أسواطًا ولا تستطيع أن تتحرك. وبعض البكتريا تستطيع أن تحول نفسها إلي جراثيم. وبعض الأشكال تكون جراثيم (تسمي كونيديات) علي نهاية الخيط وهناك بكتيريا أخري لا تستطيع أن تكون أي نوع من الجراثيم. وتحدث الأمراض البكتيرية في النباتات مع توفر الرطوبة أو الحرارة المعتدلة. وتهاجم البكتريا معظم أنواع النباتات تقريبا وعند توفر الظروف البيئية الملائمة قد تكون مهلكة إلي حد بعيد.

جميع البكتريا الممرضة للنبات عصوية الشكل والاستثناء الوحيد يكون في نوعين من الجنس إستربتوميسس Streptomyces الخيطية الشكل. وتوجد البكتيريا أحيانا في أزواج أو في سلاسل قصيرة. وجدر الخلايا في معظم أنواع البكتيريا تكون مغلفة بمادة صمغية لزجة والتي تكون رقيقة وعندها تسمي طبقة لزجة، أو قد تكون طبقة سميكة حول الخلية وعندها تسمي كبسولة وهي عبارة عن مواد عديدة التسكر من البولي فراكتوز أو البولي جلوكوز. ووجود الغلاف يكون في معظم الحالات مرتبط بالقدرة المرضية للبكتيريا حيث يعتبر الغلاف وسيلة الحماية للخلية من النظم الدفاعية الموجودة في الإنسان والحيوان والنبات. وتتكاثر البكتيريا بسرعة هائلة تحت الظروف البيئية الملائمة بالانقسام الثنائي البسيط كل ٢٠ دقيقة حيث يمكن لخلية بكتيرية واحدة أن تنتج مليون خلية بكتيرية في عشرة ساعات بشرط توفر الغذاء والظروف البيئية المناسبة. ونظرا لوجود العدد الهائل من الخلايا البكتيرية في وقت قصير تحدث تغيرات كيميائية كبيرة في البيئة مما يكون سببًا مباشرًا في عملية توقف التكاثر وحتي النمو.

ويمكن تلخيص أهم الأمراض التي تسببها البكتيريا الممرضة للنبات في الآتي:

١- أمراض العفن الطري المتسبب عن أنواع من جنس ايرونيا ، بسيدوموناس.

٢- أمراض الذبول الوعائي البكتيري المتسبب عن أنواع من جنس كورينيباكتريم، بسيدوموناس.

٣- أمراض اللفحات البكتيرية المتسبب عن أنواع من جنس زانثوموناس, ايرونيا.

٤- أمراض الأورام أو التدرنات المتسبب عن أنواع لبكتريا اجروباكتريم، بسيدوموناس.

٥- أمراض التبقعات أو الموت الموضعي للأنسجة المتسبب عن أنواع لبكتريا زانثوموناس، بسيدوموناس.

٦- مرض الجرب المتسبب عن أنواع من جنس ستربتوميسس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

امراض النبات (2010-2011), تأليف أ.د جهاد محمد الهباء و م. محمود شاكر مصطفى.