أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2022
2299
التاريخ: 23-6-2022
1982
التاريخ: 4-06-2015
6198
التاريخ: 9-12-2015
5494
|
مصبا- عصى العبد مولاه عصيا من باب رمى ومعصيّة ، فهو عاص ، وجمعه عصاة ، وهو عصيّ أيضا مبالغة وعاصاه لغة في عصاه ، والاسم العصيان.
مقا- عصى : يدلّ على الفرقة. يقال عصى ، وهو عاص ، والجمع عصاة وعاصون. والعاصي : الفصيل إذا عصى امّه في اتّباعها.
لسا- والعصيان : خلاف الطاعة ، عصى العبد ربّه إذا خالف أمره ، وعصى فلان أميره يعصيه عصيا وعصيانا ومعصية : إذا لم يطعه. قال سيبويه : لا يجيء هذا الضرب على مفعل إلّا وفيه الهاء ، لأنّه إن جاء على مفعل بغير هاء اعتلّ فعدلوا إلى الأخفّ. ويقال للجماعة إذا خرجت عن طاعة السلطان فقد استعصت عليه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الاتّباع. أي عدم التبعيّة من حيث هو ، من دون نظر الى ما يلحقه.
ويدلّ على الأصل قوله تعالى : { فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم : 36].
{قَالَ يَا هَارُونُ .. أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} [طه : 92، 93] يراد مجرّد ما يقابل الاتّباع ، وهو ترك التبعيّة ، وهذا أو ل مرحلة من الاختلاف ، ثمّ يلحقه تبعة اخرى ، كما أنّه يسبقه امور.
فالأول- وهو العصيان من حيث هو ثمّ لحوق التبعة اليه ، كما في :
{ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه : 121].
{فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ} [المزمل : 16].
{فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء : 216].
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ} [الأحزاب : 36].
فانّ انتفاء التبعيّة يوجب الغيّ والضلال والأخذ والبراءة ، لأنّ الانصراف عن الاتّباع علامة سلب التوفيق عملا ، وهذا هو الباعث على حصول الغيّ والضلال والانحراف والتعدّي والخلاف والأخذ والعذاب.
والثاني- كما في :
{ فَكَذَّبَ وَعَصَى } [النازعات : 21] . { وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ} [هود : 59] .
{وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات : 7].
{وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} [المجادلة : 8].
فانّ التكذيب بالقلب وجحود الحقّ والآيات الإلهيّة والإقبال الى الكفران والفسق والإثم والعدوان : هي الّتي توهن أساس الاتّباع وتوجب سلب التوفيق وتزلزل أركان الوفاق.
فظهر أنّ العصيان : معناه ترك الاتّباع ، وأثره الغيّ ، وهو الهداية الى الشرّ والفساد ، في قبال الرشد ، فلم يتحقّق في مرتبة الغيّ فساد فعليّ وضلال وخلاف وشرّ عمليّ ، حتّى يوجب العذاب من اللّه ، بل العذاب والشرّ والأخذ والنار انّما تحصل في مراحل متأخّرة ، وبهذا ينكشف معنى الآية الكريمة- وعصى آدم ربّه فغوى.
فتوبة آدم (عليه السلام) انّما كانت من هذا العصيان والهداية الى الشرّ ، لا من شرّ واقع متحقّق في الخارج ، فتاب اللّه عليه وعصمه عن الشرّ والعذاب المستقبل.
وظهر أيضا أنّ المادّة ليست بمعنى الخلاف أو الفرقة أو الفصل ، فانّ هذه المعاني انّما تتحصّل في مراتب متأخّرة عن العصيان ، والعصيان مجرّد ترك الاتّباع ، كالتسامح في مورد.
ولا يخفى ما بين المادّة وبين كلمة العصا من التناسب : فإنّ العصا مظهر العصيان وفيه دلالة الى ترك الاتّباع إمّا في بدنه وأعضاء بدنه بوجود مرض أو ضعف أو عوارض اخر ، وإمّا في الخارج بوجود مخالف أو عدو أو شرّ آخر.
فأخذ العصا لجبران هذا العصيان الموجود ودفعه.
مضافا الى كونها مأخوذة من اللغة العبريّة ، كما سبق.
____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
-لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|