أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
19201
التاريخ: 10-1-2016
10770
التاريخ: 4-06-2015
11540
التاريخ: 2024-07-22
452
|
مقا- عرض : بناء تكثر فروعه ، وهي مع كثرتها ترجع الى أصل واحد ، وهو العرض الذي يخالف الطول ، ومن حقّق النظر ودقّقه علم صحّة ما قلناه. فالعرض خلاف الطول ، تقول عرض الشيء يعرض عرضا. وقوس عراضة : عريضة. ومن الباب : عرض المتاع يعرضه عرضا ، وهو كأنه في ذلك قد أراه عرضة. وعرّض الشيء تعريضا : جعله عريضا. وعرضوهم على السيف عرضا : كأنّهم قد أخذوا بعرض السيف فلم يفته منهم أحد. وعرض الفرس في عدوه كأنّه يرى الناظر عرضه.
وأعرضت عن فلان ، وأعرضت عن هذا الأمر وأعرض بوجهه : لأنّه ولّاه عرضه.
والعارض : انّما هو مشتقّ من العرض ، ويقال أعرض لك الشيء من بعيد ، وذلك إذا ظهر لك وبدا ، والمعنى انّك رأيت عرضه. وعارضته مثل ما صنع : إذا أتيت اليه مثل ما أتى اليك ، ومنه اشتقّت المعارضة ، كأنّ عرض الشيء الذي يفعله مثل عرض الشيء الذي أتاه ، ويقال اعترض في الأمر فلان ، إذا أدخل نفسه فيه. ومن الباب العرض : عرض الإنسان. فأمّا عروض الشعر : فقال قوم مشتقّ من العروض وهي الناحية ، كأنّه ناحية من العلم. وقال آخرون : العريض : الطريق الصعب. ومن الباب عرض الحائط وعرض المال وعرض النهر : يراد به وسطه. والعرض من أحداث الدهر كالمرض ونحوه ، لأنّه يعترض. والعرض : طمع الدنيا قليلا أو كثيرا ، لأنّه يعرض أي يريك عرضه. وقوله ص- ليس الغنى عن كثرة العرض ، وهو كلّ ما كان من المال غير نقد ، وجمعه عروض. فأمّا العرض : فما يصيبه الإنسان من حظّه من الدنيا. ورجل خفيف العارضين ، يعنى عارضي اللحية. والعوارض : الضواحك لمكانها في عرض الوجه. والعارض من كلّ شيء ما يستقبلك ، كالعارض من السحاب ونحوه.
مصبا- عرض الشيء عرضا وعراضة : اتّسع عرضه ، وهو تباعد حاشيتيه ، فهو عريض ، والجمع عراض. وأعرضت في الشيء : ذهبت فيه عرضا. وأعرضت عن الشيء : أضربت وولّيت عنه ، أي أخذت جانبا غير الجانب الذي هو فيه. وعرضت الشيء عرضا من باب ضرب ، فأعرض هو : أي أظهرته وأبرزته فظهر هو وبرز ، والمط أو ع من النوادر الّتي تعدّى ثلاثيّها وقصر رباعيّها. وعرضت الكتاب عرضا : قرأته عن ظهر القلب ، وعرضت المتاع للبيع : أظهرته لذوي الرغبة ليشتروه.
وعرضت الجندة : أمررتهم ونظرت اليهم. وعرضتهم على السيف : قتلتهم به.
والمعراض التورية وأصله الستر ، يقال عرفته في معراض كلامه وفي لحن كلامه وفحويه : بمعنى. فالتعريض خلاف التصريح من القول.
التهذيب 1/ 454- قوله عرضة لأيمانكم : فعلة من عرض يعرض ، وكلّ مانع منعك من شغل وغيره من الأعراض فهو عارض ، وقد عرض عارض أي حال حائل ومنع مانع ، ومنه قيل لا تعرض لفلان ، لا تعترض له فتمنعه باعتراضك أن يقصد مراده. وعن الأصمعيّ : فلان عرضة للشرّ أي قويّ عليه. وللعرضة معنى آخر : وهو الذي يعرض له الناس بالمكروه ويقعون فيه. وقال الليث : فلان عرضة للناس لا يزالون يقعون فيه. وقوله- يأخذون عرض هذا الأدنى : قال أبو عبيد : جميع متاع الدنيا عرض. وأمّا العرض بسكون الراء : فما خالف الثمنين الدنانير والدراهم من متاع الدنيا وأثاثها ، فكلّ عرض داخل في العرض. الأصمعيّ : عرضت لفلان من حقّه ثوبا : إذا أعطيته ثوبا أو متاعا مكان حقّه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو جعل شيء في مرأي ومنظر ، لأي منظور كان ، من معاملة ، أو جلب توجّه ورغبة ، أو تعظيم ، أو ترهيب ، أو إيجاد مانع وحائل ، أو غير ذلك من الأغراض.
ومن مصاديقه : اظهار الوجود والشخصيّة ، واراءة الفضل ، وعرض متاع للبيع ، وإيجاد مانع في الطريق ، وجعل شخص في قبال سيف أو شرّ أو مكروه أو أمر آخر.
وأمّا العرض في مقابل الطول : فهو باعتبار كونه في معرض الناظر ، فانّ ما يرى من الأجناس والأمتعة جهة عرضها في الأغلب ، فيقال عرض على وزان كرم ، أي صار ذا عرض ، فهو عريض.
وأمّا عرض الإنسان : فهو ما يكون منه في معرض طبيعيّ ، من صفات باطنيّة وعناوين شخصيّة ، كعفّة ، وعزّة ، ومقام باطنيّ ، ولعلّه في الأصل صفة كالملح ، أي ما يتّصف بكونه ذا عرض طبيعيّ.
والعرضة على وزان فعلة : بمعنى ما يعرض به كاللقمة.
والعارض من الوجه أو من السحاب : ما يرى نفسه للناظر ويقع في منظر.
وعلم العروض : باعتبار عرض المحسّنات والبدائع في الشعر.
والعرض : ما يكون فيه عرض من الأمتعة والأموال الدنيّويّة الّتي يجلب الناظر بصورة وزينة ، وهذا المعنى غير موجود في النقدين ، فانّهما لا يحتاجان الى العرض ، بل لهما قيمة ذاتيّة معيّنة أو اعتباريّة.
وأمّا الإعراض : فهو جعل نفسه عارضا ، فيكون النفس يعرض نفسه ، ويجعله في مرأي ويظهر شخصيّته ومقامه ، وهذا المعنى انّما يتحقّق إذا انصرف وتمايل عن جريان يواجهه ، وعلى هذا يستعمل في الأغلب بحرف- عن ، الدالّ على الانصراف والاعراض.
وأمّا الاعتراض والتعرّض : ففيهما معنى المطاوعة والاختيار ، أي اختيار عرض في رأي أو كلام ومقال.
فظهر أنّ الأصل في المادّة واحد ، واليه يرجع الفروع كلّها.
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة : 31] .
{ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ } [ص : 31].
{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا } [الكهف : 48] .
و. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} [الحاقة : 18].
يراد صيرورتهم في معرض ومرأي ومنظر.
{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [الكهف : 100] .
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } [غافر : 46].
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف : 20].
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} [الأحقاف : 34].
الآيتان الأخيرتان فيهما دلالة على عرض الكافرين على النار ، وهذا أشدّ تأثيرا من عرض النار عليهم ، كما في الآيتين قبلهما ، فانّ النار لا احساس لها ولا بدّ في صدق العرض عليها من تحقّق قرب منها حتّى يصدق العرض عرفا وفي الخارج. وهذا بخلاف عرض النار عليهم ، فانّهم يحسّونها من بعيد ، ويصدق حينئذ العرض عليهم.
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا .. قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا .. قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البقرة : 31 - 33].
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} [الأحزاب : 72] .
الاسم ما يدلّ على المسمّى تكوينا أو اعتبارا ، والاسم الحقيقيّ هو التكويني ، والاعتباريّ إمّا بتناسب المعنى وبلحاظ دلالة مفهو م اللفظ على صفة وخصوصية في المسمّى ، أو باعتبار صرف ، ولا نبحث عن القسم الثالث المتداول ، لفقدان التناسب والمظهريّة فيه.
فالأسماء الحقيقيّة : هي الموجودات العينيّة التكوينيّة الّتي هي مظاهر الصفات ، فانّ كلّ موجود يتكون ويخلق : فهو ظهور وتجلّى عن صفة خاصّة ، والمعرفة بهذه التجلّيات والمظاهر والخصوصيّات : من أعلى المعارف الحقّة الالهية الّتي لا يطّلع عليها الّا من شاهد صفات الجلال والجمال بحقائقها.
ونتيجة هذا الإطّلاع : هو تحقيق التوحيد والارتباط الكامل ورفع الخلاف والاثنينيّة في العوالم والتوجّه الخالص الى اللّه الواحد ونفى كلّ حول وقوة وقدرة وأنانيّة عن ما سوى اللّه العزيز المتعال.
وبهذا اللحاظ عبّر عن الأسماء بضمير العاقل في- ثمّ عرضهم ، أنبئهم بأسمائهم ، فلمّا أنبأهم بأسمائهم ، فيراد الأسماء من حيث هي ذوات.
فظهر أنّ تعليم الأسماء كلّها : إنّما هو هذا المعنى ، والمعرفة به ضروريّ لمن يبعث من جانب اللّه لدعوة الخلق الى التوحيد- وعلّم آدم الأسماء.
وتوضيح المقام : أنّ الأسماء التكوينيّة إمّا ملحوظة من جهة ذواتها من دون نظر الى جهة مظهريّتها وارتباطها الخاصّ ، أو تلاحظ مع النظر الى كونها مظاهر وبهذا القيد ، وإمّا ملحوظة من حيث مظهريّتها فقط ولا يرى فيها الّا هذه الجهة ، من دون توجّه الى ذواتها.
فالمراد في- علّم الأسماء : هو الذات من جهة مظهريّتها ، وفي قوله- عرضهم : هو الذات من حيث هي ، وفي قوله- بأسماء هؤلاء : أي بجهات كون هذه الذوات العينيّة أسماء ومظاهر للصفات الحقّة.
وأمّا قولهم- لا علم لنا الّا ما علّمتنا : فانّ كلّ صنف من الملائكة انّما هو مظهر لصفة واحدة ، وليس فيه جهة استعداد تامّة جامعة ، كما في الإنسان ، فانّه مستعدّ للمظهريّة الكاملة التامّة الإلهيّة.
وأمّا عرض الأمانة : قلنا إنّ المراد هو السكينة والطمأنينة.
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال : 67].
{تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [النساء : 94].
{ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف : 169].
قلنا إنّ العرض ما يكون فيه عرض أي صيرورته في مرأي ومنظر وفيه جهة إراءة.
وقد ذكر في هذه الآيات الكريمة منتسبا الى الدنيا والى الأدنى والى الحياة الدنيا ، وفي كلّ من هذه التعبيرات الثلث خصوصيّة.
فانّ النظر إمّا الى الدنيا من حيث هي من دون توجّه الى تحقّق حياة فيها أم لا ، وهذا نهاية مرتبة المحجوبيّة والجهل حيث يراد ما هو أدنى أي قريب متسفّل ونظيره النظر الى ما هو أدنى واختياره من دون توجّه الى عيش أو أمر آخر ، بل النظر الى جهة كونه قريبا حاضرا ومتسفّلا فقط وإمّا الى حياة أو عيش دنيويّ ، والذّم واللوم في هذا الأخير أخفّ.
فالعرض مطلق ما فيه جهة اراءة للدنيا أو للأدنى أو حياتها وعيشه. ولا اختصاص له بالأمتعة المتداولة.
{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } [البقرة : 224].
أي معروضا يعرض به.
{ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف : 24].
اشارة الى السحاب يرى نفسه.
{فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [فصلت : 51].
أي له جانب جالب ومنظر منبسط.
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [طه : 124].
{وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام : 106].
{إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [الأنعام : 4].
ففي الإعراض مضافا الى مفهو م الانصراف الذي يدلّ عليه حرف عن :
معنى العرض وإراءة الوجود.
{فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ } [البقرة : 235].
قلنا مرارا إنّ التفعيل يدلّ على جهة الوقوع والتعلّق بالمفعول ، كما أنّ الإفعال يدلّ أو لا على جهة صدور الفعل من الفاعل. فالنظر في الإعراض الى صدور العرض من فاعله ، وفي التعريض الى وقوع العرض وجهة تعلّقه ، فالتعريض عرض يتوجّه فيه الى جهة وقوعه الى المعروض اليه ، وأمّا معنى الاشارة وعدم التصريح بالمراد فهو عرض وجود في قبال الطرف وإظهار شخصيّة وتعريف لنفسه.
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران : 133].
فانّ عالم الآخرة ليس فيه حدّ مادّيّ ، فلا تضيّق فيها من جهات الحدود المادّيّة ، فهي في سعة منها ، تَسع السم أو ات والأرض ، وتحيط عالم السماء الروحانيّة وأرض طبقات سفليّة مادّيّة.
فمن كان منعزلا عن الدنيا وعن علائقها ، متوجّها الى اللّه المتعال ، سائرا في مراحل روحانيّة : فهو يعيش في عيشه راضية وسيعة.
وأمّا العرض : فليس بمعنى يقابل الطول. بل بمعنى الإرادة وإظهار الوجود والخصوصيّة ووقوعها في منظر ومرأي. والمراد أنّ هذه الجنّة تقع في معرض وسيع ومرأي كمعرض سعة السماء والأرض.
والسماء والأرض مادّيّة أو روحانيّة ليس لها عرض ولا طول معيّنة معلومة حتّى يبحث عنها ويشار اليها. مضافا الى أنّ المناط هو كونها محسوسة ملموسة مرئيّة ، لا سعتها في الواقع عرضا أو طولا. وهذا كما في قوله تعالى- وعرضنا جهنّم للكافرين عرضا.
_________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|