أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 17-5-2022
![]()
التاريخ: 10-6-2016
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]() |
مقا- عجب : أصلان صحيحان يدلّ أحدهما على كبر واستكبار للشيء والآخر- خلقة من خلق الحيوان. فال أو ل العجب وهو ان يتكبّر الإنسان في نفسه ، تقول هو معجب بنفسه ، وتقول من باب العجب : عجب يعجب عجبا ، وأمر عجيب ، وذلك إذا استكبر واستعظم. قالوا : وزعم الخليل أنّ بين العجيب والعجاب فرقا.
فأمّا العجيب والعجب مثله : فالأمر يتعجّب منه. وأما العجاب فالّذي يجاوز حدّ العجيب ، قال وذلك مثل الطويل والطوال. ويقولو ن عجب عاجب. والاستعجاب : شدّة التعجّب. والأصل الآخر العجب وهو من كلّ دابّة ما ضمّت عليه الوركان من أصل الذنب.
مصبا- العجب من كلّ دابّة : ما ضمّت الورك من أصل الذنب وهو العصعص. وعجبت من الشيء عجبا من باب تعب وتعجّبت واستعجبت وهو شيء عجيب أي يعجب منه ، وأعجبني حسنه ، واعجب زيد بنفسه بالبناء للمفعول :
إذا ترفّع وتكبّر ، ويستعمل التعجّب على وجهين : أحدهما- ما يحمده الفاعل ومعناه الاستحسان والإخبار عن رضاه به. والثاني- ما يكرهه ومعناه الإنكار والذّم له. ففي الاستحسان يقال أعجبني بالألف. وفي الذّم والإنكار عجبت وزان تعبت التهذيب 1/ 386- عن ابن الأعرابيّ : العجب : النظر الى شيء غير مألوف ولا معتاد. وقال : العجب : الذي يحبّ محادثة النساء ولا يأتي الريبة. والعجب : فضلة من الحمق صرفها إلى العجب. وتقول عجّبت فلانا بشيء تعجيبا فعجب منه.
وعجوب الكثبان : أو اخرها المستدقّة. وناقة عجباء بيّنة العجب : إذا دقّ أعلى مؤخّرها وأشرفت جاهرتاها ، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت.
صحا- العجيب : الأمر يتعجّب منه ، وكذلك العجاب ، والعجّاب أكثر منه ، وكذلك الأعجوبة. وقولهم عجب عاجب كقولهم ليل لائل يؤكّد به ، والتعاجيب لا واحد لها من لفظها. ولا يجمع عجب ولا عجيب ، ويقال جمع عجيب عجائب مثل أفيل وأفائل. وقولهم أعاجيب كأنّه جمع أعجوبة مثل احدوثة وأحاديث.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الحالة الحاصلة من رؤية شيء خارجا عن الجريان الطبيعيّ المتوقّع عادتا ، فهذه الحالة يطلق عليها التعجّب. وان كانت الرؤية متعلّقة بنفسه وصفاته وأعماله : فيطلق عليها العجب بالضمّ ، وكأنّ العجب كالغسل اسم مصدر يدلّ على ما يتحصّل من المصدر ، وهو الصفة النفسانيّة.
وبهذه المناسبة تطلق على المؤخّر إذا دقّ على خلاف المعتاد. وعلى من يستأنس بمحادثة النساء دون الرجال.
والفرق بين العجيب والعجاب والعجب والعجب : أنّ العجب كالحسن ما فيه تعجّب خفيف ظاهريّ ، لمكان الفتحتين والفتحة خفيفة. والعجب يدلّ على ما فيه تعجّب يسير منخفض لمكان الكسرة. والعجيب يدلّ على ما فيه تعجّب ثابت لمكان الياء. والعجاب يدلّ على ما فيه تعجّب ممتدّ ، لمكان الألف ، ففيه اقتضاء تعجّب كثير ممتدّ.
وبهذا يظهر خصوصيّة استعمال كلّ منها في مورد خاصّ بالنظر الى تلك الخصوصيّة والامتياز.
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص : 5].
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود : 72].
{اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن : 1].
فالتعجّب في الجريان ال أو ل كثير وممتدّ ، ثمّ في الثاني ، ثمّ الثالث.
{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ } [الأعراف : 63] .
{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد : 5].
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود : 72، 73].
يراد أرأيتم هذه الأمور الخارجة عن الجريان الطبيعيّ والخارقة للعادة موارد تعجّب واستغراب! مع أنّ الاستغراب إذا نسب الى الجريان الطبيعيّ وحوسب بمعايير طبيعيّة وبمقاييس مادّية ، لا فيما ينسب الى اللّه المتعال ، وبيده أزّمة الأمور ، وبتقديره جريان الطبيعة وما ورائها.
{ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا .. بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات : 11، 12] .
يراد الإضراب عن مقام الاستفتاء ، فانّهم ليسوا في مقام التفهّم وتحرّى الحقيقة وتحقيق الحقّ ، بل برنامجهم الاستهزاء والتحقير ، وحالهم كذلك ، مع أنّك كنت في تعجّب من أحوالهم.
فجملة- ويسخرون- حاليّة من متعلّق- عجبت ، أي وتتعجّب منهم ومن أقوالهم وأحوالهم ، وهم يسخرون.
والإعجاب إفعال بمعنى جعل شخص متعجّبا عن شيء ، كما في :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ } [البقرة : 204] .
{ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ } [المائدة : 100].
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون : 4].
ثمّ انّه لا فرق في التعجّب بين أن يكون متعلّقه ممدوحا أو مذموما.
فالممدوح كما في :
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة : 25].
والمذموم كما في : . {ولو أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}.
والمعيار هو الخروج عن الجريان الطبيعيّ المعتاد.
____________________
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا - صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 15 من مجلة القرآن والاستشراق المعاصر
|
|
|