الحواس الكيمياوية (حاستي الشم والتذوق) في الاسماك

الحواس الكيمياوية Chemical Senses تشتمل على حاستي الشم Olfaction والتذوق Taste. فبالنسبة للشم معروفة ان الروائح المختلفة تنتشر في الماء فتبلغ النسيج الطلائي الشمي في الكيس الشمي اذ للأسماك منخر واحد في الوسط او منخران على الجانبين في الاسماك العظمية, بينما في الاسماك الغضروفية يفتح المنخران على الجهة البطنية للسمك. ويمكن الشم من اكتشاف الاسماك لغذائها في ظلمة الماء وبين الاعشاب وحينما تختبئ الفريسة, وخاصة عندما لا يعتمد على الرؤية في التغذية. وتزداد هذه الحاسة في قوتها عند الجوع, اذ يمكن لبعض انواع اسماك القرش ان تصل الى مصدر غذائها مع انخفاض تركيزه في الماء (0.1 جزء / بليون).

كما تميز القروش بول الانسان ودمه وعرقة. وهناك الكثير من الاسماك الاخرى التي تعتمد على حاسة الشم في الحصول على غذائها مثل اسماك الجلكي والجريث والاسماك الرئوية الافريقية والقرموط والثعبان والفرخ والبكلا (القد). فيوجد على قاعدة تجويف الانف نسيج طلائي شمي ذات بناء قوي من الثنايا. وفي الكراكي يبلغ مسطح الشم 0,2 % وفي الثعبان 1.4 % من مسطح الجسم. لذلك تصل حساسية الشم في الثعبان الى تخفيف 2.9:1 ×10^-18 من كحول البيتافينيل ايثيل Phenylethl Alcohol-β. وتفيد حاسة الشم كذلك في تجنب الاعداء وفي الهجرة والاهتداء الى المواطن الاصلية وفي التجمع في مستعمرات وفي التكاثر.

اما التذوق فله مستقبلات كيماوية من خلايا حسية ثانوية على الشفاه او في تجويف الفم وعلى غطاء الخياشيم والذقن والزعانف او مسطح الجسم عامة. ويقتصر تمييز كل الحيوانات الفقارية على اربعة انواع اساسية في التذوق هي الحلو والحامض والمر والمالح مما يساعدها على اختيار طعامها والبحث عنه. وتزود هذه الخلايا الحسية بأطراف عصبية قحفيه. وتختلف استجابة الاسماك المختلفة للأطعمة حسب نوع او انواع المستقبلات بها, اذ تتخصص الخلايا الحسية لنوع من انواع التذوق الاربعة. ويفيد التذوق جزئيا في البحث عن الغذاء, كما يفيد في اختيار الغذاء او لفظه او مسكه وابتلاعه, وكذلك في الغزل اثناء موسم التناسل وفي التعرف على الصغر.

وتفيد الحواس الكيماوية في الاتصالات بين افراد النوع الواحد من السمك بواسطة العوامل الكيماوية Chemical Agents والتي عليها Pheromones والتي تنبعث من الاسماك وتختص بكل نوع سمكي, وهذه العوامل الكيماوية عبارة عن مواد تفرزها للخارج افراد الاسماك وتستقبلها الافراد الاخرى من نفس النوع السمكي مظهرة بذلك رد فعل خاص سلوكي, وتستخدم هذه العوامل الكيماوية ليس فقط في الاتصالات داخل اسراب السمك Shoals بل كذلك في تكوين المواطن Territories والانذار والتزاوج وعودة الاسماك المهاجرة لأوطانها, فهي ذات اهمية كبيرة في سلوك الاسماك وتفاعلها مع بيئاتها, وقد تم فصل بعضها والتعرف عليه, لكن يستدل على معظمها بالعمليات السلوكية, ويعتقد في اهمية دورها في عمليات زراعة السمك, وقد بدأت دراستها في الاسماك من عام 1932 بواسطة Wrede لكن اول من اطلق على هذه العوامل الكيماوية المختصة بالاتصال لفظ Pheromones هم Karlson & Lusches عام 1959.