أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1064
التاريخ: 17-12-2015
914
التاريخ: 2023-07-24
1019
التاريخ: 17-12-2015
846
|
يقول المرحوم الشيخ المفيد رحمه الله : «ليس الأمر في معنى ذلك على ما ذهب إليه أهل الحشر من أنّ في القيامة موازين كموازين الدنيا لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيهما، فالخبر الوارد أنّ أمير المؤمنين والأئمّة من ذرّيته هم الموازين فالمراد أنّهم المعدلون بين الأعمال فيما يستحق عليها والحاكمون فيها بالواجب والعدل» «1».
ولكن بعض المفسّرين ردوا هذا الكلام. وقالوا : إنّ الميزان في الآخرة كموازين الدنيا فتوضع الأعمال فيها، حيث تصبح الأعمال ذات وزن أو توزن صحف الأعمال التي لها وزن.
ويقول البعض كالعلّامة المجلسي رحمه الله : نحن نؤمن إجمالًا بالميزان أمّا فيما يتعلق بجزئياته وكيفيته فلا نقول شيئاً من عندنا.
روي أنّ داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه، كل كفّة كما بين المشرق والمغرب، فغشي عليه، ثم أفاق فقال : «الهي! من الذي يقدر أن يملأ كفّته حسنات؟ فقال : يا داود إنّي إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة» «2».
وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام : «إنّه سئل عن الميزان، فقال : الميزان العدل» «3».
من هنا يطرح هذا السؤال : كيف يكون الجمع بين كل هذه الأحاديث؟ فقد ورد في بعضها : أنّ الميزان بمعنى الوجود المقدّس للأئمة المعصومين عليهم السلام وفي حديث آخر بمعنى العدل وفي حديث داود : (كل كفة كما بين المشرق والمغرب)، وفي الظاهر أنّ هذه الأحاديث الثلاثة متضادة، ولكن إذا أخذنا هذه النكتة بنظر الاعتبار فسوف يزول هذا الاختلاف الصوري، أنّ حقيقة الميزان هي العدل الإلهي وأنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله والأئمّة الأطهار عليهم السلام هم مظهر عدله تعالى، ومن جهة اخرى أننا نعلم أنّه (بالعدل قامت السموات والأرض) «4».
ومن هنا يتّضح سبب دهشة داود عليه السلام عند مشاهدته لعظمة الميزان وذلك لأنّه رأى عظمة مقام العدل، ومقامات محمّد وآله عليهم السلام بحيث وجد أعماله لا شيء قبالها.
ومن الطريف أنّ هذا الميزان وبهذه العظمة يمتلئ بتمرة واحدة إذا كان فيها روح الإخلاص فتوجب رضا اللَّه تبارك وتعالى.
ويعتقد بعض المحققين : أنّ الأئمّة المعصومين وأولياء اللَّه بمنزلة كفّة الميزان الاولى، وأعمال الإنسان وعقائده ونيّاته بمنزلة الكفّة الاخرى فيوازن بينهما يوم القيامة.
ويمكن أن نستفيد من هذا الكلام من خلال الآيات القرآنية التي تذكر : {ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ} أو {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ...} أو التعبير الذي ورد في قوله تعالى : {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَومَ القِيَامَةِ وَزناً} (الكهف/ 105).
إنّ خفة موازين هذه الطائفة ناشئة من عدم امتلاك الاعتقادات الحقة والأعمال الصالحة وأمّا ثقل موازين الطائفة الاخرى فهي ناتجة عن امتلاك الرصيد الثقيل من الأعمال الصالحة والاعتقادات الحقّة، وعلى أيّة حال، تقام الموازنة بين الناس من جهة وأولياء اللَّه من جهة اخرى. فكلما كانت أعمالنا وعقائدنا شبيه ومقاربة لأعمال أولياء اللَّه فسيكون ميزان عملنا ثقيلًا (تأمل).
______________________________
(1). بحار الأنوار، ج 7، ص 252 (مع التلخيص).
(2). تفسير روح البيان، ج 5، ص 486 ذيل الآية 47 الأنبياء، ولقد ورد نفس المضمون مع شيء من الاختلاف في تفسير الكبير ذيل الآية مورد البحث، وكذلك في تفسير روح المعاني الآية نفسها.
(3). تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 5.
(4). الفيض الكاشاني، ورد هذا الحديث في تفسير الصافي ذيل الآية 7 من سورة الرحمن.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|