أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
9899
التاريخ: 20-10-2014
2306
التاريخ: 27-2-2021
2567
التاريخ: 11-1-2023
1841
|
مقا- لمز : كلمة واحدة وهي اللمز وهو العيب ، يقال : لمز يلمز لمزا ، ورجل لمّاز ولمزة ، أي عيّاب.
مصبا- لمزه لمزا من باب ضرب : عابه ، وقرأ بها السبعة ، ومن باب قتل لغة ، وأصله الاشارة بالعين ونحوها.
لسا- اللمز : كالغمز في الوجه ، تلمزه بفيك بكلام خفىّ ، ورجل لمزة :
يعيبك في وجهك ، ورجل همزة : يعيبك بالغيب. وقال الزجّاج : الهمزة اللمزة الّذي يغتاب الناس ويغضّهم ، وكذلك قال ابن السكّيت ولم يفرّق بينهما. قال الكسائيّ : يقال : همزته ولمزته ولهزته ، إذا دفعته. وقال الفرّاء : الهمز واللمز والمرز واللقس والنقس : العيب. وقال اللحياني : الهمّاز واللمّاز : النمّام. ويقال : لمزه يلمزه لمزا : إذا دفعه وضربه. واللمز : العيب في الوجه ، وأصله الاشارة بالعين والرأس والشفة مع كلام خفىّ.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقرب من الغمز ، كما مرّ في الغمز :
فانّ الغمز هو اشارة الى شيء بجفن أو حاجب أو عين في مقام التعييب والتضعيف. واللمز كالغمز في المواجهة ، كما أنّ الهمز هو تعييب في غير المواجهة بل بالغيب.
وأمّا تفسير المادّة بالعيب والنميمة والدفع : فتقريبيّ.
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} [الهمزة : 1، 2] ذكر الهمز أوّلا ثمّ بعده اللمز أنسب : فانّ التعييب بالغيب أخفّ وأسهل ، بخلاف التعييب مواجهة ، فهو أشدّ وأقوى ، وذكر الأعمّ والأخفّ أوّلا ثمّ ذكر الأخصّ والأشدّ أنسب وأولى.
ولمّا كان الباعث في الهمز واللمز : هو التعلّق بالأمور الدنيويّة والمحبّة الشديدة بالمال واللذّات المادّيّة والاضطراب والوحشة عن المحروميّة فيها كلّا أو جزءا : فعرّف الّذين همزوا ولمزوا بقوله- الّذي جمع مالا وعدّده.
ويدلّ على هذا المعنى ما يذكر من موارد تحقّق اللمز :
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا} [التوبة : 58]. {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا ... الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة : 76 - 79] فاللمز في الآيتين إنما وقع في مورد تقسيم الصدقات وفي إعطاء المال.
نعم إنّ التعلّق بالأمور الدنيويّة يوجب تشديد المحبّة وتزييد التمايل بالشهوات المادّيّة ، وينسى الآخرة ولذّاتها ، وينتج الإهمال في العمل بالوظائف الدينيّة والأحكام الإلهيّة ، بل في الوجدانيّات أيضا ، وهم يبغضون المؤمنين المتطوّعين ويسخرون منهم.
مضافا الى أنّ التعييب وتنقيص عباد اللّه ، ولا سيّما في الحضور والمواجهة من أعظم الأعمال السيّئة وأشدّ الأخلاق الرذيلة الّتي تنبعث عن صفات حيوانيّة مختلفة ، كالكبر والبخل والحسد والطمع والغفلة عن اللّه عزّ وجلّ والتعلّق بالدنيا ، وقد قال تعالى في هذا المعنى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات : 11] السخر أعمّ موردا ثمّ بعده اللمز ، وبعده التنابز بالألقاب ، فانه تصريح باللسان في التعييب حضورا أو كالحضور ، فانّ اللقب تثبيت العيب وإدامته ، وليس كاللمز المحدود بمحيط اللمز زمانا ومكانا.
والتعبير بقوله- أنفسكم : إشارة الى أنّ المؤمنين إخوان وكنفس واحدة ، بل كلّ فرد من الناس عبد للّه ، والناس كلّهم عباده يشتركون في العبوديّة ، وفي الحظوظ والتألّمات.
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|