أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
19697
التاريخ: 8-06-2015
7265
التاريخ: 8-06-2015
18685
التاريخ: 20-10-2014
13244
|
مصبا- كشفته كشفا من باب ضرب فانكشف ، والأكشف : الّذى انحسر مقدّم رأسه ، والموضع الكشفة. ورجل أكشف أيضا : لا ترس معه.
مقا- كشف : أصل صحيح يدلّ على سرو الشيء عن الشيء كالثوب يسرى عن البدن ، ويقال كشفت الثوب وغيره أكشفه. وتكشّف البرق إذا ملأ السماء ، والمعنى صحيح ، لأنّ المتكشّف بارز.
التهذيب 10/ 26- قال الليث : الكشف : رفعك شيئا عمّا يواريه ويغطّيه ، والكشوف من الإبل : الّتى يضربها الفحل وهي حامل. قلت : والكشاف : أن يحمل على الناقة بعد نتاجها. وقيل : أكشف الرجل إكشافا : إذا ضحك فانقلبت شفته حتّى تبدو درادره.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو رفع غطاء وإزالته عن شيء حتّى يظهر متن الشيء ، مادّيا أو معنويّا.
وسبق في فسر : الفرق بينها وبين موادّ - الشرح والبيان والتوضيح وغيرها.
والمادّة تستعمل في موارد تغطية أمر غير مطلوب ، سواء كان غير مطلوب ظاهرا ، أو في نفسه ، كالعذاب والرجز والضرّ والسوء وغيرها : كما في :
{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ} [النحل : 54]. {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} [الأعراف : 134]. {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} [يونس : 98]. {وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل : 62]. {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} [ق : 22] وأمّا ما يكون غير مطلوب ظاهرا : كما في :
{فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا } [النمل : 44] أي فلمّا دخلت بلقيس صرح سليمان وصحنه من زجاج اجرى تحته الماء ، حسبته لجّة متمركزا فيها الماء ، وأرادت الورود فيها والعبور عنها ، فكشفت عن ساقيها برفع اللباس.
والمادّة إذا استعملت بحرف عن : يراد المكشوف عنه الغطاء. وإذا استعملت متعدية بلا حرف : يراد مطلق الأغطية الّتى تكشف.
فالساق في الآية هو المكشوف عنه ، ولم يذكر الغطاء المكشوف ، كما أنّ المكشوف مذكور في :
{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا} [الدخان : 15] وهو العذاب ، ولم يذكر المكشوف عنه.
{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} [ق : 22] فضمير الخطاب هو المكشوف عنه ، والغطاء هو المكشوف.
وأمّا التصريح بالغطاء : مع أنّ الكشف فيه دلالة على رفع الغطاء ، فانّ الغطاء المستفاد من مادّة الكشف : هو مطلق مفهوم الغطاء والستر والإحاطة ، دون الأغطية المخصوصة في الموارد.
وتوضيح ذلك : أنّ الغطاء من حيث إنّه غطاء ليس جزءا من مفهوم الكشف ، بل هو واحد من مصاديق مطلق يا يغطّى ويستر شيئا وهو غير مطلوب ، فعبّرنا عن هذا المعنى الكلّى بالغطاء الّذى يستر ويحيط شيئا في جهة غير مطلوبة وغير نافعة ، وهذا المعنى الكلّىّ الملحوظ في نفسه ليس مدلولا لكلمة الكشف.
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم : 42] قد سبق في الساق معنى الآية الكريمة ، وأنّ الساق ما به السوق والسير الى أيّ جهة من الهداية أو الضلالة وفي طريق مادّىّ أو معنوي ، فيكشف عن حقيقة مسيره وأقدامه الّتى مشى بها الى الضلال ، ثمّ يدعون الى الخضوع والسجود في قبال الحقّ ، فلا يستطيعون ، فان الغواية والاستكبار والجهل قد رسخت في قلوبهم.
ولا يخفى أنّ عالم الآخرة هو عالم تكشف فيه السرائر وترتفع فيه أستار عالم الطبيعة ، وقد انمحى عالم المادّة ، وظهرت الحقائق.
فترفع الحجب عن الأبصار والبصائر ، وتزول الحدود والقيود المادّية والبدنيّة.
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النور: 24] وهذا هو معنى كشف الأستار وظهور الحقائق عن أيّ شيء ، والشهادة عبارة عن الحضور عند المعلوم.
وحضور الأعضاء عند الأعمال : إنّما يتحقّق بالإحاطة فعلا عليها ، ولازم الاحاطة والعلم : هو وضوح المعلوم وظهوره.
فمرجع كشف الحجب عن الساق وظهور الحقيقة والسريرة فيه : الى شهوده وإحاطته وحضوره لدى ما صدر وظهر منه. ونتيجة هذا الشهود : هو تبيّن المسلك والطريق الّذى سلكه في حياته الدنيويّة. ونتيجة هذا التبيّن : هو رسوخ آثاره في النفس.
{وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } [القلم : 42].
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|