الزرنيخ

آما هو حال معظم المواد الكيميائية، فإن تعرض الإنسان للزرنيخ ناتج عن مصادر طبيعية  وصناعية وزراعية. حيث ينتشر الزرنيخ بكثرة على قشرة الأرض، حيث يوجد في أآثر من 150 معدناً. ويوجد في الخامات المُستخدمة في استخلاص العديد من المعادن مثل الذهب  والرصاص والنحاس والقصدير والخارصين. ينبعث الزرنيخ إلى الجو كناتج ثانوي لصهر الخامات غير الحديدية ومن عمليات تصنيع المبيدات الحشرية وكذلك من أفران صهر الزجاج المستخدمة في مصانع الزجاج. وعادة فإن مركبات الزرنيخ تستخدم أحياناً في صناعة المبيدات الحشرية ولذلك فإنه ينبعث من الغبار والغازات المنبعثة من محالج القطن ومصانع التبغ. إن أآبر نسبة تعرض مهني للزرنيخ توجد في صهر المعادن غير الحديدية وتحتوي على الزرنيخ.

وقد قُدر بأن 1,5 مليون عامل في العالم قد تعرضوا إلى مركبات الزرنيخ غير العضوية والتي تُنتج بهذه الطريقة.

يوجد الزرنيخ بشكل كبير في المياه الطبيعية. وتشمل المصادر الطبيعية للزرنيخ في المياه تآكل السطوح والصخور البركانية، وكذلك قد يتم إضافة الزرنيخ إلى المياه من خلال المخلفات الصناعية، ولقد وجد بأن عيون المياه الحارة تحتوي على ما نسبته 14 ملغم/لتر من الزرنيخ.

تتعرض الكائنات الحية البحرية الموجودة في البحر إلى مستويات قليلة من الزرنيخ. وعلى الرغم من ذلك فإنها تحتوي على أعلى تركيز للزرنيخ بين جميع الحيوانات 200 – 0,01 ملغم/كغم. وإن القشريات مثل القريدس وبلح البحر والمحار تحتوي على نسبة عالية من الزرنيخ. وإن مستويات الزرنيخ في العديد من أصناف السمك يتراوح بين 0,2 إلى 70 ملغم/كغم. يتواجد الزرنيخ عادة في الكائنات الحية البحرية على شكل مركبات الزرنيخ العضوية

والتي لا تشبه الأشكال غير العضوية للزرنيخ، وهي غير سامة للبشر.

مياه الشرب مصدر هام للتعرض للزرنيخ. ونسبة تركيز الزرنيخ تكون أآثر في المياه الجوفية، أوصت منظمة الصحة العالمية في دليل القيم الإرشادية أن لا يتعدى تركيز الزرنيخ في مياه الشرب 0,01 ملغم/لتر. بعض الأمثلة للتراكيز في الآبار والمياه السطحية تشتمل على الآتي:

ومن الملاحظ أن العديد من الدول لديها مياه شرب تحتوي على نسبة من الزرنيخ تعادل  200 مرة زيادة عما حددته منظمة الصحة العالمية. هناك أعداد آبيرة من التقارير تشير إلى أن التعرض المزمن للزرنيخ في مياه الشرب يضر بالصحة. وتشمل هذه الأضرار فرط التصبغ،

الورم القرني وسرطان الجلد. آما أن الانتشار الكبير لمرض الاضطراب الوعائي المحيطي  (مرض القدم الأسود) قد تم اآتشافه في تايوان حيث يوجد الزرنيخ بنسبة آبيرة وطبيعياً في مياه الشرب. وتم تسجيل التأثيرات الوعائية المحيطية لدى سكان تشيلي والذين تعرضوا للزرنيخ في مياه الشرب. بالإضافة إلى أنحاء معينة من العالم مثل الأرجنتين وجنوب غرب شاطىء تايوان حيث وُجدت مستويات عالية من الزرنيخ في مياه الشرب وقد ارتبطت بالمعدلات العالية من بتصنيف الزرنيخ (IARC) حالات سرطان الجلد. ولقد قامت الوآالة الدولية لبحوث السرطان بأنه) مسرطن بشري (.

ملخصٌ لما سبق، معظم التعرض للزرنيخ ناتج عن وجوده طبيعياً في مياه الشرب والتي لا تعني بالضرورة أنها آمنة. ولقد تم توثيق التأثيرات الصحية جيداً. العناصر الأخرى الموجودة طبيعياً  وتأثيراتها على صحة الإنسان مدرجة بالجدول