أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
1300
التاريخ: 2024-10-28
150
التاريخ: 10-12-2015
978
التاريخ: 23-11-2014
1234
|
«نبي» من مادّة «نبأ» بمعنى «الرسالة» أو «الرسالة المهمّة»، وإنّما يطلق «النبي» على الأنبياء الإلهيين، نظراً لإيصالهم رسالة اللَّه إلى الخلق، وقيل أحياناً إنّ هذه المفردة مأخوذة من مادّة «نَبْوَة» (على وزن حمزة) بمعنى الرفعة والسمو، وإطلاق هذه المفردة على الأنبياء إنّما هو لعلو مقامهم ومرتبتهم.
«رسول» هي في الأصل من مادّة «رِسْل» (على وزن فِعْل) التي أصلها الحركة بتؤدة وسكينة على حدّ قول الراغب في المفردات، وحيث إنّ المبعوثين من قبل اللَّه مأمورون بمعاملة الناس بهدوء وسكينة فقد اطلقت لفظة «رسول» عليهم، لكن لكلمة «الرسول» معنىً واسعاً شاملًا لكلّ من الملائكة وكذلك الأنبياء الإلهيين، وقد استعمل كلا المعنيين في القرآن بشكل مكثّف.
على أيّة حال فاستعمال كلّ من لفظتي «نبي» و «رسول» ومشتقّاتهما كثير جدّاً في القرآن، وحول الفرق بينهما أي من الذي يسمّى نبيّاً ومن يسمّى رسولًا؟ فالحديث طويل.
جاء في روايات متعدّدة منقولة عن أهل البيت عليهم السلام أنّهم قالوا في معرض الإجابة عن السؤال عن الفرق بينهما : «النبيُ الذي يرى في منامه (ويستلم الوحي الإلهي عن هذا الطريق) ويسمع الصوت (صوت الملك) ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت، ويرى في المنام، ويعاين الملك» «1».
كما يعتقد البعض أنّ «النبي» هو الذي يستلم الوحي، سواء كان مكلّفاً بإبلاغه أم لا، لكن لو سألوه فسيجيب حتماً، أمّا الرسول فهو صاحب شريعة، ومأمور بإبلاغها دون انتظار للسؤال أو الطلب.
وبعبارة اخرى ف «النبي» هو كالطبيب الماهر الذي يقابل المرضى في عيادته، فهو لا يذهب وراء المرضى، امّا لو راجعه أحدهم فلن يقصّر في علاجه، امّا الرسول فهو كالطبيب السيّار الذي يطوي المدن والقرى والجبال والسهول والصحارى، ويتوجّه إلى كلّ مكان ليتعرّف على المرضى ويشرع في علاجهم، إذ هو في الحقيقة عين نابعة يسعى معينها وراء العطاشى، وليس كمخزن الماء الذي يبحث عنه الظمئان!
الجمع بين هذا المعنى والذي سبقه هو في غاية السهولة، إذ كلّما كانت المسؤولية أكبر كلّما كان استلام الوحي أوضح- وبعبارة اخرى فهناك تناسب طردي بين حجم المسؤولية وبين وضوح استلام الوحي- فالنبي يرى في المنام فقط أو يسمع صوت المَلَك، أمّا الرسول فيعاين المَلَك في اليقظة أيضاً.
كما اعتبر البعض الرسل أصحاب شريعة جديدة امّا الأنبياء فليس من الضروري أن تكون لهم شريعة.
التأمّل في آيات القرآن يبيّن أنّ مقامي «النبوّة» و«الرسالة» قد جمعا في كثير من الموارد في شخص واحد، مثل نبي الإسلام صلى الله عليه و آله الذي اعطي له كلّ من عنواني النبي وكذلك الرسول في الآيات القرآنية «2».
وكذلك الكثير من الأنبياء الإلهيين الآخرين كانوا يتمتّعون بمقامي النبوّة والرسالة، (وبناءً على هذا فالذين يقولون بوجود نسبة العموم والخصوص المطلق بينهما، إنّما ينطلقون من هذه الآيات).
لكنّهما ظهرا في بعض الآيات كمعنيين متقابلين وكأنّهما مفهومان متغايران، كما جاء ذلك في قوله تعالى : {مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِي ...} (الحجّ/ 52).
إذ يجب أن يكون الرسول والحالة هذه مكلّفاً بالسعي لإبلاغ الرسالة الإلهيّة إلى الخلق والإنذار والبشارة دون «النبي».
نستنتج من هذا البيان أنّ لكلّ من هاتين المفردتين معنيين إثنين، تجتمعان في أحدهما وتتقابلان في الآخر.
_______________________
(1) هذا هو الحديث الذي نقله المرحوم الكليني عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام اصول الكافي، ج 1 ص 176 كما نقل نفس هذا المضمون في رواية اخرى عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام (بتغيير بسيط)، وورد نفس هذا المضمون في روايتين اخريين إحداهما عن الإمام الباقر والاخرى عن كلا الإمامين (الباقر والصّادق عليهما السلام) في اصول الكافي بتفاوت بسيط، المصدر السابق، ص 176 و 177.
(2) نقرأ في سورة (الأعراف/ 157) حول نبي الإسلام : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّيَ}، وجاء في سورة (الأحزاب/ 45) : {يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}، ونقرأ في سورة (مريم/ 51) حول موسى : {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسى إِنَّهُ كَانَ مُخلَصاً وَكَانَ رَسُولًا نَبِيّاً} وفي نفس السورة الآية 54 حول إسماعيل : {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيّاً ...}، إذ يبدو من هذه الآيات أنّ كلا هذين المفهومين قد جمعا في شخص واحد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|