أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
746
التاريخ: 14-12-2015
16554
التاريخ: 21/11/2022
1990
التاريخ: 25-11-2014
2706
|
مصبا - فضل فضلا من باب قتل : بقي. وفي لغة فضل يفضل من باب تعب ، وفضل يفضل لغة على تداخل اللغتين. وفضل من باب قتل أيضا : زاد ، وخذ الفضل أس الزيادة والجمع فضول. وقد استعمل الجمع استعمال المفرد فيما لا خير فيه ، ولهذا نسب اليه على لفظه فقيل فضوليّ ، لمن يشتغل بما لا يعنيه ، واشتقّ منه فضالة. والفضالة : اسم لما يفضل ، والفضلة مثله. وتفضّل عليه وأفضل إفضالا : بمعنى. وفضّلته على غيره تفضيلا : صيرّته أفضل منه. واستفضلت من الشيء وأفضلت منه : بمعنى. والفضيلة والفضل : الخير ، وهو خلاف النقيصة والنقص.
مقا- فضل : أصل صحيح يدلّ على زيادة في شيء ، من ذلك الفضل :
الزيادة والخير. والإفضال : الإحسان. ورجل مفضل. وأمّا المتفضّل : فالمدّعى للفضل على أضرابه وأقرانه. ويقال المتفضّل : المتوشّح بثوبه. ويقولون : الفضل :
الّذى عليه قميص ورداء ، وليس عليه إزار ولا سراويل.
لسا- فلان يتفضّل على قومه : يدّعى الفضل عليهم. وفاضلني فلان ففضلته أفضله ، وهو مفضول : مغلوب. وما فلان فاضل : كثير يفضل عن القوت.
وفلان تأتيه فواضل ما له. وللرئيس فضول الغنائم ، وهي ما يفضل عن القسمة. و أكل الطعام وأفضل منه : إذا ترك منه شيئا. وهذه فضلة الماء وفضالته وفضلات منه وفضالات. وأفضل في الحسب : إذا حاز الشرف.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الزيادة على ما هو اللازم المقرّر ، لا مطلقا. وبهذا اللحاظ يطلق على الخير والباقي والإحسان والشرف وترك شيء بعد الطعام وفواضل المال.
فالفضيلة : ما يزيد على ما هو اللازم الجاري. والإفضال : هو الإعطاء زائدا على ما هو المعمول المقرّر. والمتفضّل : من يدّعى زيادة على ما هو المتعارف المتوقّع.
والفضل من اللّٰه تعالى : عبارة عن عطائه زائدا على ما هو اللازم المقرّر في مقام تأمين المعاش المادّي والروحانيّ.
ومن مصاديقه : الرحمة ، والأجر العظيم ، والرضوان منه تعالى ، والعفو والمغفرة ، ورفيع المقام تكوينا أو تشريعا.
ثمّ إنّ الفضل : إمّا ابتدائيّ تكوينا وفي أصل الخلقة أو بعده ، وإمّا مسبوق بأمور توجد من جانب من يتعلّق به.
فالفضل الابتدائيّ التكوينيّ : كما في -. {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة : 253]. {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء : 32]. {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } [النساء : 34] فهذه الفضيلة الخاصّة للرسل وللرجال إنّما هي في قبال التكاليف والوظائف المحوّلة عليهم وبمناسبتها ، ومعلوم أنّ تعلّق أي تكليف يتوقّف على وجود الاستعداد والتهيّؤ الذاتي في المتعلّق به.
فالقوّامية للرجال لا بّدّ أن تكون باقتضاء استعداد فطرىّ وفضيلة مخصوصة لهم من هذه الجهة. وكذلك الرسالة من اللّٰه تعالى والخلافة منه لا يمكن تحمّلها إلّا بعد تحقّق فضيلة ذاتيّة خاصّة واستعداد مخصوص روحي ، ليحصل مقام الفناء التامّ والإخلاص الكامل ، وينمحي آثار الأنانيّة والنفسانيّة بالكليّة ، حتّى يستطيع أن يدعو الناس الى اللّٰه عزّ وجلّ لا الى نفسه ، ويبيّن أحكامه من دون تسامح.
ولا يخفى أنّ الفضيلة في كلّ موضوع بحسب اقتضاء المورد وبمناسبة الوظيفة المتوجّهة اليه من جانب اللّٰه عزّ وجلّ ، وأمّا الاستعداد في مقام الرسالة : فهو مطلق في الجملة ومنبسط ومتّسع ، فانّ الرسالة خلافة من اللّٰه تعالى في أرضه ، والرسول حجّة اللّٰه على خلقه ، فلا بدّ أن يتّصف بصفات اللّٰه الحميدة.
ويدلّ على اختلاف الاستعدادات باختلاف المقامات : قوله تعالى : تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض ، فانّ الرسل إذا كانوا مختلفين من جهة الفضيلة والاستعداد الذاتي ، على حسب مأموريّتهم واختلاف طبقاتهم : فالاختلاف في سائر الطبقات يكون بطريق اولى.
وأمّا النهى عن تمنّى الفضل الّذى يؤتى من جانب اللّٰه : فان الفضل الإلهي الابتدائي خارج عن اختيار العبد ، ولا يحصل بالطلب والتمنّي ، فانّه على حسب الحكمة والتدبير واقتضاء النظم والتقدير. وأمّا الفضل الإلحاقي الثانوىّ :
فلا بدّ من أن يكون تحقّقه في أثر الأعمال الصالحة والنيّات الخالصة والمجاهدات الحقّه المستمرّة ، فللعبد أن يتوسّل الى هذه الوسائل والمقدّمات ، وهذا معنى قوله تعالى - ولا تتمنّوا ... الآية.
وأيضا إنّ الأجر لكلّ عمل محفوظ مضبوط عند اللّٰه تعالى ، وكلّ فرد ذكرا أو أنثى يأخذ نصيبه من مجاهدته على حسب مقامه وبمقتضى فطرته وفي محدودة استعداده الموجود له فعلا.
ثمّ إنّ الفضل الثانوىّ من اللّٰه عزّ وجلّ يلحقه بحسب اقتضاء الحال وبمقتضى لسان السؤال حالا ومقالا- واسألوا اللّٰه من فضله.
لا يقال إنّ الفضائل الذاتيّة الابتدائية لقوم دون آخرين توجب اعتراضا وانزجارا وسؤالا من جانب هؤلاء الّذين فضّلوا عليهم ، بأن هذا على خلاف العدل واللطف والمساواة.
فيقال أوّلا- إنّ هذا اعتراض على الخلقة من اللّٰه عزّ وجلّ ، والخلقة إنّما هي بسط الرحمة وتجلّى الفيض وإفاضة النور ونشر الجود والكرم ، والافاضة لا بدّ وأن يتحقّق على مقتضى الصلاح وبحسب النظم والتقدير والتدبير من جانب المفيض الخالق ، لا باللغو وبالعبث والهرج. فهو تعالى لا يسأل عمّا يفعل بمقتضى حكمته التامّة وتدبيره الكامل.
وثانيا - إنّ هذا الأمر اختلاف في آيات اللّٰه التكوينيّة ، والحكمة تقتضي اختلافا في التكوين وتنوّعا في مراتب الخلقة جنسا أو نوعا أو صنفا أو شكلا أو مرتبة ، كما يرى ذلك في الخارج من الموجودات-. {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم : 22]. فوجود المراتب قوّة وضعفا وتحقّق الاختلاف جنسا ونوعا : من آيات العلم والقدرة والحكمة ، ومن آثار الكمال في النظم ، والتماميّة في الخلقة ، فليس الأحد في أي مرتبة كان أن يسأل بلسان الاعتراض عن مرتبة تكوينه وكيفيّة خلقته.
فانّ في كلّ مرتبة عالية بالنسبة الى السافلة : فضل وفيض ولطف زائد ، فكل موجود له نصيب من الجود والإفاضة الالهيّة قليلا أو كثيرا بحسب التقدير والحكمة ، وهو العليم الحكيم.
وثالثا - قلنا إنّ الاستعدادات مختلفة ، ويدلّ عليها اختلاف الأفراد من جهة الصفات الباطنيّة الذاتيّة الحميدة ، كالقناعة والخضوع والرأفة والجود والشجاعة والعفو والمحبّة والرضا والتوجّه الى اللّه والتوكّل والانقطاع والتواضع وغيرها.
فالتفوّق في جهة فضل تكويني إلهىّ يساعد على السلوك الروحاني ، إن
كان التربية والسير على برنامج صحيح وتحت مراقبة لازمة.
وهذا كما في فضيلة خاصّة ممتازة لموسى عليه السلام ، وفضيلة مخصوصة لهارون عليه السّلام ، وفضيلة ممتازة لعبد صالح من عباد اللّٰه. وفضيلة خاصّة لشعيب النبي صلى الله عليه واله ، فلكلّ منهم خصوصيّة وامتياز :
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7]
ورابعا - إنّ للتربية وإيصال الاستعداد الى الفعليّة من مرحلة القوّة :
أهمّيّة في عرض أهمّية الاستعداد الأوّلىّ وفي قباله ، وربّ استعداد ذاتي لا يبلغ مقام فعليّته ، ولا يستفاد منه كما هو حقّه ، وذلك في أثر فقدان التربية وعدم الاهتمام به.
فالرجل كلّ الرجل أن يجتهد في مقام تربية نفسه ، ويجاهد بالرياضات والعبادات وتزكية النفس في إصلاحه وتقويته ، وهذا هو المقدور لكلّ انسان بحسب اقتضاء قوّته وقدرته وإمكاناته ، وحتى لكلّ جماد ونبات وحيوان ، فضلا عن الإنسان.
وأمّا البحث عن خصوصيّات التكوين والتفكّر فيها : فغير مفيد ، وهو خارج عن القدرة والاختيار ، وليس إلّا على الخير والصلاح.
{لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر : 30]. {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح : 29]. { إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [البقرة : 243] وهذا هو الفضل الثانوىّ الإلحاقيّ والفيض المتعلّق بالناس في أثر دعوتهم وتحقّق الاقتضاء في حالاتهم :
{وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة : 268]. {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113]. {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران : 73]. {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [المائدة : 54].
____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|