أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
7722
التاريخ: 2024-06-30
621
التاريخ: 13-10-2016
7739
التاريخ: 2024-06-24
621
|
[تأريخ استخدام المبيدات]
في صراعه مع الحشائش الضارة، الذى استمر لآلاف السنين، لم يلجأ الإنسان إلى استخدام المركبات الكيميائية إلا في مطلع القرن الماضي، حيث استخدمت كبريتات النحاس للقضاء على الحشائش في المحاصيل النجيلية. ومن عام 1906 – 1960م كانت محاليل زرنيخات الصوديوم هي المبيدات التجارية الأساسية كمعقم للتربة لقتل بذور الحشائش. إضافة إلى مركبات أخرى مثل ثيوسيانات ونترات وكبريتات الأمونيوم التي كانت تعامل بكميات كبيرة رشاً على المجموع الخضري.
تلى ذلك استخدام مركبات البورات مثل بورات الصوديوم وهى مركبات غير اختيارية تُمتص بواسطة الجذور وتنتقل إلى الأجزاء العليا من النبات، كذلك زيت الديزل ومذيب الستودارد الطيار، والتي كانت في مجملها قادرة على قتل أية نموات خضرية دون تمييز.
وتعتبر كلورات الصوديوم من مبيدات الحشائش غير الاختيارية التي استخدمت في النصف الثاني من القرن الماضي، وهى تعمل كمعقم للتربة بمعدل 200 كيلوجرام لكل هكتار، كما استخدمت رشاً على المجموع الخضري بمعدل 4 كيلوجرام لكل هكتار – مع احتواء المحلول على مواد مانعة للاشتعال – وذلك لإسقاط أوراق القطن. كما استخدم حمض الكبريتيك كمبيد للحشائش. ومثل هذه المركبات تؤثر عن طريق التسبب في بَلزمة وتجفيف الخلايا.
وبتقدم الإنسان في بحثه عن مركبات متخصصة أو انتقائية selective، ظهرت مركبات زرنيخات الميثان أحادية وثنائية الصوديوم وكذلك حمض الكاكوديلك لمكافحة الحشائش النجيلية غير المرغوبة. وتسبب مشتقات الزرنيخ في مجملها تأثيراً سريعاً بمجرد ملامسة الحشيشة بتحطيمها لجدران الخلايا. وبحلول عام 1935م ظهر مركب الأرثوكريزول ثنائي النيترو كأول مبيد حشائش عضوي مخلق. ويستطيع هذا المركب القضاء على الحشائش عن طريق تحطيم خلايا الجذور والأوعية الناقلة.
وفى عام 1944م تم في بريطانيا والولايات المتحدة اكتشاف مبيدات الحشائش التي تنتمى إلى مجموعة أحماض الفينوكسى، وقد نتج عن هذا ظهور مبيدات مثل فينوكسى حمض الخليك، وفينوكسى حمض الخليك ثنائي الكلور 2,4-D وثلاثي الكلور 2,4,5-T، و السلفكس silvex. وتستطيع هذه المركبات سلوك مسلك الأكسينات والهرمونات النباتية الطبيعية، إلا أنها تستطيع الانتقال إلى جميع الخلايا مسببة نوعاً من "الفوضى" في نمو النبات، فلا يمكن للنبات التحكم في انقسام خلاياه إلى جانب نمو الخلايا بطريقة غير متماثلة وتثبيط نمو القمم النامية مع ظهور أنسجة متورمة في بعض أجزاء النبات.
وقد اكتشفت مبيدات الحشائش من مجموعة مشتقات اليوريا إبّان الحرب العالمية الثانية، وظهرت إلى الأسواق عام 1951م متمثلة في مركبات المونيورون، الدايرون، الفنيورون، اللنيورون وغيرها. وهى أصلاً معقمات للتربة، ومعظمها غير انتقائي يؤثر سلباً في عملية البناء الضوئي للنباتات. وخلال نفس الفترة بدأت المبيدات من مجموعة الكرباميت في الظهور مثل البروفام و الكلوربروفام والتي تتسبب في تثبيط نمو الجذور بجانب تأثيرها السلبى على عمليات النتح والتنفس والبناء الضوئي.
وقد ساهمت معامل البحوث السويسرية في ظهور مجموعة مبيدات الترايازين، فظهر مبيد السيمازين عام 1952م، أعقبه مبيد الأترازين وكثير غيرها. وهى تعتبر مبيدات عامة للحشائش، يلجأ إليها خاصة لإزالة الحشائش من حقول محصول الذرة الشامية الذى أثبت تحملاً فائقاً لهذه المجموعة من الكيميائيات. ونتيجة لتأثيرها على عملية البناء الضوئي تتسبب هذه المبيدات في حدوث ظاهرة الشحوب اليخضوري والموت الموضعي للأنسجة وتثبيط النمو للحشائش المعاملة.
ثم ظهرت في الأسواق مركبات ثنائية البيريديل أو "رباعية الأمونيوم" مثل الباراكوات و الدايكوات عام 1958م. وكان لتأثيرها الفورى بإحداث الذبول وجفاف المجموع الخضري للحشائش المعاملة أثره في امتداد استخدامها كمجففات قبيل الحصاد للمحاصيل الجذرية كالبطاطس إلى جانب تأثيرها النافع كمبيدات للحشائش.
وشهد عقد الستينات ظهور العديد من مجموعات مبيدات الحشائش الانتقائية وعلى رأسها مجموعة حمض البنزويك والبنزونيتريلات والداينيتروأنيلينات والأسيتاميدات والأسيتانيليدات. وكانت فترة السبعينيات والثمانينات امتداداً لظهور عديد من أفراد تلك المجموعات إلى جانب بعض المجموعات الأخرى مثل النافثاكوينونات والفينوكسى بروبانوات والفوسفات العضوية وغيرها.
وتنضم مبيدات الحشائش في مجملها تحت لواء مبيدات الآفات pesticides، والتي تعنى بشقيها المادة القاتلة المأخوذة عن الكلمة اللاتينية caedo، و pest التي تعنى في الأصل الحشرات والحشائش المؤذية بصفة أساسية. وعلى رغم أنه يقصد بمبيدات الآفات كل ما هو قادر على قتل الآفة، فقد درج استخدام هذا التعبير على المواد الكيميائية القاتلة لمختلف الآفات والتي تشمل الحشرات المؤذية التي تهاجم النباتات مباشرة أو الناقلة لأمراضها، والأكاروسات والحَلَم "كائنات حيوانية دقيقة تتغذى بامتصاص عصارة النبات" والحشائش الضارة والفطريات والبكتيريا والنيماتودا الممرضة للنبات، والقوارض بأنواعها وأهمها الفئران والجُرذان وكذلك الطيور التي تفتك بكثير من المحاصيل، وأيضاً القواقع الناقلة لمسببات الأمراض، والطحالب التي تسبب مشاكل لبعض المحاصيل الاقتصادية الهامة كالأرز.
وقد حلت مبيدات الحشائش في الخمسين عاماً الأخيرة محل الطرق الميكانيكية لمكافحة الحشائش في الدول التي يعم فيها استخدام المكننة الزراعية، حيث توفر وسيلة أكثر فاعلية في المكافحة عن الحرث التقليدي والعزق والنقاوة اليدوية، وذلك بغرض رفع الإنتاجية، خاصة مع استخدام المخصبات المناسبة ومبيدات الآفات الأخرى وزراعة أصناف وطرز محسنة من نباتات المحصول. كما هي مفيدة بالذات لمواجهة تزايد الأجور وندرة الأيدي العاملة. وتعد دول أمريكا الشمالية وأوروبا "الغربية" واستراليا أكثر الدول استخداماً لمبيدات الحشائش، حيث يساعد استعمالها في تسهيل تطبيق الميكنة الزراعية للإنتاج الموسع للقطن وبنجر السكر والحبوب والذرة الشامية وغيرها. وفى آسيا ألقت الصين وحدها في عام 1990م ما يقرب من 45 ألف طن من تلك الكيميائيات في حربها ضد الحشائش.
ومن ناحية أخرى، فإن معاملة مبيدات الحشائش في بعض المناطق الجافة، التي تضعف إنتاجيتها بسبب غزو الحشائش البرية، كمنطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، يعود على المنطقة بزيادة الإنتاجية ورفع الخصوبة نتيجة القضاء على أنواع الحشائش النامية.
وفى حالات الاستخدام الزراعي في محصول ما، يتطلب الأمر بالضرورة أن يكون المبيد متخصصاً، حتى لا يأتي على نباتات المحصول المنزرع بأثار جانبية، تماماً كالدواء بالنسبة للإنسان، حيث يعامل المبيد فوق التربة قبيل الزراعة أو قبل انبثاق بادرات المحصول، أو فوق المجموع الخضري بعد الانبثاق في توقيتات معلومة تختلف باختلاف المحصول والحشائش المستهدفة والمبيد المستخدم. أما المبيدات غير المتخصصة فهي تقتل النموات الخضرية دون تمييز، لذا لا تستخدم عادة في معاملة المحاصيل، ويقتصر استخدامها في مكافحة الحشائش في المناطق غير المنزرعة، كجوانب الطرق والقنوات المائية ومسارات السكك الحديدية وممرات الطائرات وما شابهها.
وهناك العديد من الشركات المنتجة للمبيدات في العالم، منها ما لا يقل عن خمسين شركة تعمل في الولايات المتحدة وحدها، مثل أمريكان سيناميد وباسف وسيبا – جيجى وداو وإيلانكو وكومياى ومونسانتو وشل ويونيون كاربيد وفلسيكول وغيرها. وأسوة بكثير من الكيميائيات الأخرى، تقوم تلك الشركات بتخليقها وترخيصها وإنتاجها وتصديرها للدول الأخرى التي تقوم بتجريبها محلياً ثم توصى إداراتها المعنية باستخدام ما تراه منها.
ويوضح (الشكل) السوق العالمي لمبيدات الآفات والدول المنتجة لها، ومنه يتبين أن مبيدات الحشائش تحتل حوالى 40 في المائة من الإنتاج الكلى لمبيدات الآفات، يليها مبيدات الحشرات ومبيدات الفطريات. كما تحتكر الولايات المتحدة وحدها 46 في المائة من الإنتاج العالمي للمبيدات تليها دول أوروبا. ومسجل في العالم الآن للتعامل مع الحشائش أكثر من مائة وأربعين مركب. وتعامل تلك المبيدات عادة رشاً "يدوياً أو ميكانيكياً" أو نثراً أو حقناً بالتربة "ميكانيكياً" حسب صورتها ووفق طبيعة الحشيشة المراد مكافحتها.
ويختلف أداء المبيد في تأثيره على الحشيشة طبقاً لتركيبه الكيميائي الذى يتفاوت بدرجة أو بأخرى داخل المجموعة الكيميائية الواحدة. وهناك مبيدات يكفى تلامسها لسطح الحشيشة لتقتل الأجزاء التي وصلت إليها، مثل مركبات ثنائية البيريديل، الأمر الذى يجعلها مفيدة في القضاء على الحشائش الحولية الضارة في المناطق غير المنزرعة. وهناك في ذات الوقت المبيدات التي يتحتم انتقالها داخل أنسجة الحشيشة، وهى تمثل السواد الأعظم من الكيميائيات المستخدمة كمبيدات للحشائش، حيث تمتص عبر الجذور أو الأجزاء الخضرية للنبات مارة بنظم النبات إلى الأنسجة البعيدة. والمبيدات الانتقالية قد تكون فاعلة بالنسبة لمجاميع عريضة من الحشائش، لكن تبدو أهميتها في مكافحة تجمعات الحشائش المعمرة التي تواصل نموها عاماً بعد عام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|