فقد مبيدات الحشائش بالتربة

عند معاملة المبيدات إلى التربة فإنها تتعرض عقب ذلك إلى الفقد بعامل أو أكثر. وقد يكون الفقد بطريقة طبيعية أو هدماً كعملية كيميائية. وتشمل الطرق الطبيعية التطاير في الجو، والانتقال في التربة مع مياه الري أو المطر، أو الامتصاص عن طريق النبات، أو الامتزاز على غرويات التربة.

1- الامتزاز adsorption

يتم ذلك عن طريق امتزاز جزء من المبيد على سطح غرويات التربة، فيقل تركيز المبيد المتاح في بقية أسطح التربة. وينقسم الامتزاز إلى نوعين: طبيعي عن طريق قوى غير محدودة وقصيرة الأجل "Van der Waals type"، وعن طريق هذه القوى ترتبط مبيدات مثل مركبات الترايازين واليوريا بالتربة. والنوع الثاني هو الامتزاز الكيميائي وينشأ عن قوى تبادل الأيونات وتكوين روابط بين المبيد كمادة يحدث لها الامتزاز وبين التربة وهى سطح الامتزاز. وتحتوى أسطح التربة على مواقع ذات شحنات سالبة وأخرى موجبة. ولهذا يكون الامتزاز الكيميائي للمركبات القابلة للتأين، وذلك عن طريق عملية تبادل الأيونات، مثل مركبات الأمينوتريازين وثنائية البيريديل. ولما كانت التربة على درجة الحموضة العادية تحتوى على شحنات سالبة سائدة، فإن الحصيلة النهائية للتربة هي تلك الشحنات، ولهذا لا تمتز المبيدات ذات الشحنات الأنيونية مثل مبيد الدالابون.

على أنه غالباً ما يسود الامتزاز الطبيعي، لذلك فإن المواد العضوية تلعب دوراً كبيراً في امتزاز المبيدات المعاملة على التربة، وتعتبر مؤشراً تقريبياً لقوة الامتزاز في التربة. إلا أن هذه العلاقة لا تسرى بالنسبة للمبيدات التي يتم فيها الامتزاز الكيميائي كما في مركبات ثنائية البيريديل لوجودها في صورة أيونية "كاتيونية"، وحينئذ يكون لغرويات الطين أهمية أكبر.

وامتزاز المبيدات عموماً ذو تأثير رجعى reversible أي إن المبيدات التي تم امتزازها تكون متاحة ثانية. ولكن هناك حالات تكون فيها الحالة غير رجعية وتصبح المبيدات عندها غير متاحة نهائياً، وذلك ما يحدث في مركبات ثنائية البيريديل عند وصولها للتربة، وحينئذ تفقد كفاءتها كمبيدات للحشائش.

وامتزاز المبيدات عملية سريعة بالمقارنة بعمليات أخرى تتم في التربة. وعملية التخلص من الامتزاز تكون عادة أبطأ من عمليات الامتزاز. ويمكن القول بأن الامتزاز في التربة عملية عامة، حيث يتم امتزاز عديد من محتويات التربة بدءاً بالماء الأرضي، الأمر الذى يؤدى إلى تنافس المحتويات العديدة لإتمام الامتزاز في مواقعه. والمادة التي لها السيادة في الامتزاز هي الماء وبالتالي فهذه لها تأثيرها على امتزاز التربة للمبيدات. ومن المعلوم أن الماء هو المسئول عن توصيل المبيدات إلى المواقع التي يتم فيها امتزاز المبيدات قريباً من الجذور حيث تصبح المبيدات بعد ذلك متاحة لكى تنتقل لجذور النباتات.

والعوامل التي تؤثر على امتزاز التربة للمبيدات عديدة ومعقدة، أهمها كمية ونوعية النظام الغروي في التربة "المواد العضوية والطين" بالإضافة إلى درجة حموضة pH التربة ونوعية تكوين التربة وقوامها.

2- القابلية للتطاير volatilization

تعتبر مجموعة مركبات الثيوكرباميت من أكثر المجموعات قابلية للتطاير. وقد قدر أن مركب EPTC يفقد نصفه خلال نصف ساعة بعد المعاملة وذلك من سطح التربة الطينية المحتوية على رطوبة كافية. على أنه يمكن تخفيض هذا الفقد في مثل هذه المركبات إذا تم تقليب التربة عقب معاملتها مباشرة لتغطيتها. ومن الطبيعي أن الفقد من المحببات يكون أقل من المعاملة السائلة. وعند معاملة التربة الجافة بالمبيد فإن الفقد يكون أقل من مثيله في التربة المبللة، لأن التربة الجافة يكون فرصتها أكبر لامتزاز المبيد عن التربة المبتلة. كما أن الري أو المطر الغزير بعد المعاملة يساعد على انتقال المبيد إلى داخل التربة فيساهم في تقليل الفقد، ويساعد ارتفاع الحرارة على زيادة الفقد.

3- انتقال المبيدات لأسفل التربة leaching

يتوقف احتمال انتقال المبيد في التربة بالماء على عدة عوامل - إضافة إلى كمية مياه الري أو الأمطار التي تهبط إلى داخل التربة - منها درجة ذوبان المبيد في الماء. فمركب السيمازين مثلاً يذوب بنسبة خمسة أجزاء في المليون وأغلب المبيدات أعلى من ذلك في درجة ذوبانها.

وترتبط عملية انتقال المبيد لأسفل التربة بالامتزاز إلى حد كبير، فكمية المبيد التي تهبط مع ماء التربة هي التي لم يتم امتزازها على أسطح مكونات التربة. ولهذا فإن النسبة العالية من الامتزاز ونسبة الذوبان المحدودة تؤخران انتقال المبيدات مع المياه إلى أعماق التربة. وحيثما كان انتقال المياه من أسفل إلى أعلى، كما يحدث أحياناً، يكون انتقال المبيدات أيضاً معها. ومن المعروف أن لمركبات الفينوكسى بصفة عامة، ومركبات الأحماض الأليفاتية المكلورة مثل TCA، سرعة الانتقال لأسفل التربة بعكس مركبات اليوريا ومركبات الترايازين.

4- الامتصاص بواسطة النبات absorption

من الطبيعي أن جزءاً من المبيدات المعاملة على التربة يمتص بواسطة النبات  عن طريق انتقاله خلال الجذور. وبالطبع فإن امتصاص نباتات المحصول للمبيد يعد فقداً، إلا أن امتصاص الحشائش الحساسة للمبيد يعد إيجابياً من زاوية المكافحة على رغم أنه من عوامل خفض كمية المبيد بالتربة.