المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عُقد وسلبيات يعاني منها الاطفال
16-2-2017
التجوية وأنواعها وآثارها - التجوية الميكانيكية - التفلق
12-3-2022
الطب النانوي
2023-12-07
الاسراء والمعراج
10-4-2022
مفهوم التربية
2-9-2016
ضعف الشخصية
22-7-2020


مَنْ هو أول مسلم  
  
1580   11:52 صباحاً   التاريخ: 7-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج9 , ص257- 265
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /

هذا بحث مهم‏ «مَنْ هو أول مَن آمن»؟ والبحث حوله لا تخفى‏ أهميّته؟

فقد اتفقت الامّة الإسلامية جميعها على‏ أنّ خديجة الكبرى‏ عليها السلام كانت أوّل مَنْ آمن من النساء، أمّا من الرجال فبالرغم من اصرار البعض على‏ تعقيد المسألة وتعريضها للبحث‏ والجدال، فمن خلال تفحص الأحاديث والتواريخ لا يبقى‏ شك لكل مراقب محايد، بأنّ عليَّ بن أبي طالب عليه السلام كان أول مؤمن، فهو كان أول مصدّق برسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأول مَن بايعه، وأول مَن صلّى‏ معه.

إنّ القرائن والأدلة على‏ هذه القضية متوفرة في جميع المصادر الإسلامية حيث نشير فيما يأتي إلى‏ جانب منها :

لقد روى‏- ما لا يقل عن ثمانية عشر من الصحابة وبطرق مختلفة- هذا الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأنّ علياً عليه السلام كان أول مَن آمن من الرجال وصلّى‏ مع النبي صلى الله عليه و آله :

1- يقول أبو سعيد الخدري‏ وهو من كبار الصحابة : أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ضرب على‏ كتف علي عليه السلام وقال : «يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين إيماناً باللَّه ...» (1).

2- تقول عائشة : نقلت فاطمة عليها السلام هذا الحديث عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال لها :

«زَوَّجتُكِ أعلمَ المؤمنين علماً واقدمَهمْ سلماً وافضلهم حلماً» (2).

3- يقول ابن عباس : سمعت‏ «عمر بن الخطاب» يقول :

كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فيه خصالًا لئن تكون لي واحدة فهي في آل الخطاب أحب اليَّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فانتهيت إلى‏ باب أم سلمة، وعلي قائم على‏ الباب فقلنا :

أردنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال : يخرج إليكم، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فصرنا إليه فاتكأ على‏ علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده منكبه، ثم قال : «إنّك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيّام اللَّه، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية» (3).

إنّ هذا الحديث يكشف عن قضايا كثيرة لا يستوعبها هذا البحث.

4- يروي‏ «معاذ بن جبل» عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال لعلي عليه السلام : «تخصمُ الناس بسبع لا يحاجك فيه أحد من قريش أنت أولهم إيماناً باللَّه» (4).

5- تروي‏ «أسماء بنت عميس» زوجة جعفر بن أبي طالب، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لفاطمة : «زوجتُك أقدمهم سلماً وأعظمهم حلماً وأكثرهم علماً» (5).

6- يقول «سلمان الفارسي» : إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال : «أولكم وروداً على‏ الحوض، أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب» (6).

7- يقول‏ «أبو سخيلة» حججت مع سلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء اللَّه، فلما حان منا خفوف قلت : يا أبا ذر اني ارى‏ أموراً قد حدثت واني خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني؟ قال : «إلزم كتاب اللَّه عزّ وجلّ وعلي بن أبي طالب فأشهد أنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول : علي أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل» (7).

8- يقول «عبد الرحمن بن عوف» في حديث في ذيل آية «السابقون الاولون»، كانوا عشرة انفار من قريش : «كان أولهم إسلاماً علي بن أبي طالب» (8).

9- ينقل‏ جمال الدين أبو الحجاج‏ في كتاب «تهذيب الكمال» عن «أبو رافع» من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «أول مَنْ أسلم من الرجال علي» (9).

10- يروي‏ أنس بن مالك‏ خادم رسول اللَّه أنّه صلى الله عليه و آله قال : «أول هذه الامّة وروداً على‏ الحوض أولها إسلاماً، علي بن أبي طالب» (10).

11- يقول‏ ابن عباس‏ يمتاز علي عليه السلام بأربع خصائص لسْنَ في احد غيره : هو اول عربي وعجمي صلّى‏ مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله‏ (11).

ويقول في موضع آخر : «أول مَنْ أسلم بعد خديجة، علي بن أبي طالب» (12).

12- ينقل المحدّث المعروف النسائي في كتاب‏ «السنن» عن زيد بن أرقم أنّه قال : «اول مَن أسلم مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب» (13).

13- ينقل‏ أبو أحمد الجرجاني الشافعي‏ في كتاب «الكامل في الرجال» عن مالك بن الحوريث» أنّه قال : «كان علي أول مَن اسلم من الرجال وخديجة أول مَن أسلم من النساء» (14).

14- تقول‏ ليلى‏ الغفارية، وهي امرأة كانت تداوي جرحى‏ الحرب في عصر الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله : خرجت مع علي عليه السلام بالبصرة فلما رأيت عائشة واقفة دخلني شي‏ء من الشك فأتيتها، فقلت : هل سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فضيلة في علي؟ قالت : نعم، دخل علي على‏ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو على‏ فِراش لي وعليه جرد قطيفة فجلس بينهما فقلت له : أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «يا عائشة دعي لي أخي فإنّه أول الناس بي إسلاماً وآخر الناس بي عهداً عند الموت وأولى‏ الناس بي يوم القيامة» (15).

15- ينقل‏ أحمد بن حنبل‏- أحد الأئمّة الأربعة لأهل السنّة في مسنده- حديثاً عن الصحابي المعروف «معقل بن يسار» : إنّي كنت ذات يوم جالساً عند الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله‏ فقال : هل لك في فاطمة عليها السلام تعودها؟ فقلت : نعم، فقام متوكئاً عليَّ، فقال : أمّا أنّه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال : فكأنّه لم يكن على‏ شي‏ء حتى‏ دخلنا على‏ فاطمة عليها السلام، فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : واللَّه لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي وطال سقمي .... قال :

«أوما ترضين أنّي زوجتُك أقدم امتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً» (16).

تجدر الإشارة إلى‏ أنّ هذا الحديث أورده ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة ج 3 ص 257»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق، ج 1، ص 232»، والهيثمي في «مجمع الزوائد، ج 9، ص 101»، والمتقي الهندي في «كنز العمال، ج 12، ص 205»، وأورده جمع آخر من علماء السنّة في كتبهم.

16- يقول «عبد اللَّه بن صامت» (ثابت) وهو من صحابة الرسول صلى الله عليه و آله : دخلنا يوماً على‏ رسول اللَّه فقلنا : «من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنّا معه، وإن كان ناسئة كنا دونه، قال هذا علي أقدمكم سلماً وإسلاماً» (17).

ويظهر جلياً من هذا الحديث بأنّ «عبد اللَّه بن ثابت» وأصحابه كانوا يبحثون عن رجل أفضل الناس جميعاً بعد النبي صلى الله عليه و آله للإمامة والولاية، فأشار النبي صلى الله عليه و آله إلى‏ الإمام علي عليه السلام معرّفاً إيّاه لتحمل هذا الأمر.

17- وينقل‏ «بريدة» وهو صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه و آله قصةً مشابهة لقصة «معقل بن يسار»، حيث نقرأ في نهاية تلك القصة أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله واسى‏ فاطمة الزهراء عليها السلام وقال : «أما ترضين أنّ اللَّه زوجك من أقدم امتي إسلاماً وأغزرهم علماً وأفضلهم حلماً»؟ ثم يضيف : قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : واللَّه‏ «إنّ أبنيك سيدا شباب أهل الجنّة» (18).

18- الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام‏ نقل بنفسه هذا المعنى‏ في حديثه المقبول من قبل الجميع، وقد ورد في كتاب‏ «الجوهرة» تأليف محمد بن أبي بكر الأنصاري : إنّ الإمام‏ علي عليه السلام قال على‏ منبر البصرة : «أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم» (19).

كذلك ينقل «الشيخ محمد بن مكرم الأنصاري» في كتابه «مختصر تاريخ دمشق» عن الإمام أنّه قال : «أنا أوَّلّ مَنْ أسلم» (20).

وهناك موارد متعددة في «نهج البلاغة» تستند على‏ هذا المعنى‏، منها أنّ الإمام يقول في الجملة رقم 131 : «اللّهم إنّي أول مَن أناب وسمع وأجاب، لم يسبقني إلّا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالصلاة» (21).

تجدر الإشارة إلى‏ أننا خرجنا بعض الشي‏ء في هذا البحث عن اسلوبنا في هذا التفسير واسهبنا في الحديث، إلّا أنّ أهميّة المسألة أوجبت علينا التوسّع في البحث أكثر مما ينبغي.

على‏ أيّة حال نختم هذه الروايات والروايات التي أوردها «ابن هشام» في تاريخه المعروف‏ «السيرة النبوية» مع الاعتراف بهذه الحقيقة، أنّ المواضيع غير المطروقة كثيرة في هذا الباب.

إنّه ينقل أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في أوائل أيّام الإسلام كان يذهب إلى‏ بعض مفاوز مكة عند دخول وقت الصلاة لأداء الصلاة، ويرافقه علي بن أبي طالب- خفية- فقط ... وذات يوم قال له أبوه أبو طالب : يا ولدي ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ قال : يا أبت! آمنت باللَّه وبرسول اللَّه، وصدّقته بما جاء به، وصليت معه للَّه‏ واتبعته، فقال له : أمّا أنّه لم يدعك إلّا إلى‏ خير فالزمه‏ (22).

إنّ أسبقية إيمان علي عليه السلام من الوضوح والجلاء بحيث إنّ جمعاً من الشعراء المعروفين ذكروه في أشعارهم كواحدٍ من مناقب الإمام علي عليه السلام ومفاخره.

يقول أحدهم في هذا المجال :

أليس أول مَنْ صلّى‏ لقبلتكُمْ‏           وأعلم الناس بالقرآن والسنن؟

ويقول آخر :

فهذا وفي الإسلام أوَّلُ مسلمٍ‏           واوَّل مَنْ صلّى‏ وصام وهلّلا

وينقل المرحوم «العلّامة الأميني» في «الغدير» بعد ذكره لعشرة شعراء أنّهم انشدوا هذا المعنى‏ في طيات أشعارهم‏ (23).

وجدير بالذكر أيضاً أنّ العلّامة الأميني ينقل في ذلك الكتاب أكثر من مائة حديث آخر عن «الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله»، و «أمير المؤمنين عليه السلام»، و «الصحابة»، و «التابعين»، و «المؤرّخين»، و «المحدثين»، كلها تنصّ على‏ أنّ علياً عليه السلام أول مَن آمن برسول الإسلام صلى الله عليه و آله من الرجال.

سؤال واحد فقط!

بقي هنا سؤال معروف كان مطروحاً بين بعض «المرجفين» منذ القرون الاولى‏ لظهور الإسلام، وهو «صحيحٌ أنّ علياً عليه السلام أول مَن اسلم من الرجال، ولكن : هل يصح إسلامُ غلامٍ في العاشرة من عمره؟» ولو سلّمنا بجعل زمان بلوغه معياراً فإنّ جمعاً آخر آمنوا بالإسلام قبله على‏ هذا الأساس.

الجواب :

من المناسب أن نورد هنا المحاججة التي جرت بين «المأمون» الخليفة العباسي، مع أحد علماء أهل السنّة المعروفين في عصره ويُدعى «اسحاق»، وقد أورد هذا الحديث «ابن عبد ربه»، في «العقد الفريد».

إذ قال له «المأمون» : يا اسحاق أي الأعمال كان أفضل يوم بعث اللَّه رسوله؟

قال اسحاق : الإخلاص بالشهادة، قال المأمون : أليس السبق إلى‏ الإسلام؟ قال اسحاق : نعم، قال المأمون : فهل علمت أحداً سبق علياً إلى‏ الإسلام؟ قال اسحاق : إنّ علياً أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم ... فقال المأمون : أخبرني عن إسلام علي حين أسلم؟ فهل يخلو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين دعاه إلى‏ الإسلام من أن يكون دعاه بأمر اللَّه أو تكلف ذلك من نفسه؟ ثم قال : يا اسحاق لا تنسب رسول اللَّه إلى‏ التكلف فإنّ اللَّه يقول : «وما أنا من المتكلفين»، قال اسحاق :

دعاه بأمر اللَّه، قال المأمون : فهل من صفة الجبار جلّ ذكره أن يكلّف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم قد تكلّف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من دعاء الصبيان ما لا يطيقون ... أترى‏ هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قال اسحاق : أعوذ باللَّه‏ (24).

ويضيف المرحوم العلّامة الأميني رحمه الله) بعد نقله هذا الحديث من «العقد الفريد» : قال أبو جعفر الاسكافي المعتزلي المتوفي سنة 240 في رسالته : قد روى الناس كافة افتخار علي عليه السلام بالسبق إلى‏ الإسلام وأنّ النبي صلى الله عليه و آله استنبئ يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء، وأنّه كان يقول : صليت قبل الناس سبع سنين وأنّه مازال يقول : أنا أول مَن أسلم ويفتخر بذلك ويفتخر له به أولياؤه، وما دحوه، وشيعته في عصره، وبعد وفاته، والأمر في ذلك أشهر من كل شهير، وقد قدمنا منه طرفاً وما علمنا أحداً من الناس فيما خلا استخف بإسلام علي عليه السلام، ولا تهاون به، ولا زعم أنّه أسلم إسلام حدث غرير وطفل صغير، ومن العجب أن يكون مثل العباس وحمزة ينتظران أبا طالب وفعله ليصدوا عن رأيه، ثم يخالفه علي ابنه لغير رغبة ولا رهبة يؤثر القلة على‏ الكثرة (25).

وخلاصة الحديث توضح من خلال النقاط التالية :

أولًا : إنّ رسول الإسلام صلى الله عليه و آله قَبِل إسلام علي عليه السلام، ومَن لم يقرّ بإسلامه في ذلك السن، فانه في الواقع إنّما يُشكل على‏ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.

ثانياً : من خلال الروايات المشهورة التي تمت الإشارة إليها آنفاً ورد في قصة يوم الدار أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله اعدَّ طعاماً ودعا عشيرته الأقربين من قريش لتناول الطعام ودعاهم للإسلام وأنَّ : أول من يلبي دعوته صلى الله عليه و آله في الدفاع عن الإسلام سيكون أخاه ووصيه، فلم يلب أحد دعوته صلى الله عليه و آله سوى‏ علي بن أبي طالب، حيث قال عليه السلام : «أنا أعينك وابايعك» فقال صلى الله عليه و آله : «أنت أخي ووصي وخليفتي من بعدي» (26).

فهل يصدّق احد أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله يتخذ- من لم يبلغ في ذلك اليوم سن البلوغ، ولم يكن إسلامه مقبولًا أيضاً حسب قول المرجفين- أخاً ووصياً وخليفة له من بعده ويدعو الآخرين لمؤازرته إلى‏ أن يصل الأمر ليقول رؤوس الشرك لابي طالب مستهزئين : يجب أن تسمع لابنك وتؤازره.

إنّ سن البلوغ ليس شرطاً في صحة الإسلام بدون أدنى‏ شك، فكل صبي مميز عاقل بما فيه الكفاية يؤمن بالإسلام على‏ فرض عدم إسلام أبيه، يفصل عن أبيه ويحتسب في زمرة المسلمين.

ثالثاً : يستفاد من القرآن الكريم أنّ البلوغ ليس شرطاً حتى‏ في النبوة، وأنّ بعض الأنبياء بلغوا هذا المقام في سن الطفولة، كما يقول تعالى‏ بخصوص النبي يحيى‏ {وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبيّاً}. (مريم/ 12)

وقد جاء كذلك في قصة عيسى‏ عليه السلام أنّه قال بصريح الكلام حين طفولته : {انّىِ عَبدُ اللَّهِ آتَانِىَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً}. (مريم/ 30)

وأكثر من هذه الامور جميعاً أنّ رسول الإسلام صلى الله عليه و آله قَبِلَ علياً عليه السلام حتى‏ أنّه اتخذه في يوم الدار أخاً ووصياً ووزيراً وخليفة له من بعده.

وعلى‏ أيّة حال فإنّ الروايات التي تقول إنّ علياً عليه السلام هو أول مَن قَبِلَ دعوة الرسول صلى الله عليه و آله تعد فضيلة لا مثيل لها للإمام لا يساويه فيها أحد، ولهذا السبب فإنّه أفضل الامّة لخلافة الرسول صلى الله عليه و آله.

______________________________
(1) أورد هذا الحديث «أبو نعيم الاصفهاني» في «حُلية الاولياء»، ج 1، ص 66.

(2) ينقل هذا الحديث «ابن عساكر» في «تاريخ دمشق» في ترجمة الإمام علي عليه السلام ج 1، ص 244.

(3) كنز العمال، ج 13، ص 117.

(4) أورد هذا الحديث شهاب الدين الحسيني الشافعي في كتاب «توضيح الدلائل»، ص 171 (حسب نقل احقاق الحق، ج 20، ص 455.

(5) تاريخ ابن عساكر، ج 1، ص 245.

(6) أورد هذه الرواية محمد بن أبي بكر في كتاب «الجوهرة»، ص 8، ونقلها صاحب كتاب كنز العمال أيضاً دون ذكر سندها، ج 11 ص 616.

(7) مختصر تاريخ دمشق، ج 17، ص 306، حسب نقل احقاق الحق، ج 20، ص 472، وأورد هذا الحديث كنزُ العمال من عبارة (إنّ هذا أول من آمن بي إلى‏ الأخير) في ج 11، ص 616، ح 32990.

(8) مختصر تاريخ دمشق، ج 17، ص 307، تأليف الإمام محمد بن مكرم المعروف بابن منظور).

(9) تهذيب الكمال، ج 3، ص 85، (طبقاً لنقل احقاق الحق، ج 20، ص 367).

(10) أورد هذا الحديث ابن عديم الحلبي وهو من علماء القرن السابع الهجري، في كتابه تاريخ حلب ص 295.

(11) المختار في مناقب الابرار، ص 16، طبقاً لنقل احقاق الحق، ج 20 ص 457).

(12) ورد هذا الحديث في كتاب آل محمد، ص 174، عن حسام الدين الحنفي.

(13) احقاق الحق، ج 20، ص 475.

(14) الكامل في الرجال، ج 6، ص 2378.

(15) نقل هذا الحديث محمد بن مكرم الأنصاري في كتاب مختصر تاريخ دمشق، ج 17، ص 308.

(16) مسند أحمد، ج 5، ص 26.

(17) نقل هذا الحديث أحمد بن مردويه في كتاب المناقب، احقاق الحق، ج 15، ص 336.

(18) أورد هذا الحديث «ابن عساكر» في «تاريخ دمشق» في كتاب «ارجح المطالب» تأليف العلّامة التستري، ص 107 و 396 فقط.

(19) الجوهرة، ص 8، وقد نقل هذا المعنى‏ طائفة اخرى‏ مثل «أبو أحمد الجرجاني» في كتاب الكامل في الرجال، ج 3، ص 1123، وتوضيح الدلائل، ص 171، و مختصر تاريخ دمشق وغيرها.

(20) مختصر تاريخ دمشق، ج 17، ص 118.

(21) ورد هذا المعنى‏ في الخطبتين 71 و 192 أيضاً.

(22) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 263.

(23) الغدير، ج 3، ص 231- 233.

(24) العقد الفريد، ج 3، ص 43، بشكل مختصر.

(25) الغدير، ج 3، ص 237.

(26) تفسير در المنثور، ج 6، ص 260.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .