أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
2008
التاريخ: 12-1-2016
2582
التاريخ: 7-12-2015
1907
التاريخ: 2024-11-18
121
|
قال تعالى : {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ امْوَالَهُمْ بَالَّليلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُم اجْرُهُم عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. (البقرة/ 274)
لاشك أنّ مفهوم الآية مفهوم عام وشامل، إذ إنّ الترغيب بالإنفاق في سبيل اللَّه يتخذ اشكالًا مختلفة، في السر والعلن وفي الليل والنهار، وتبشر المنفقين بشارة عظيمة : {فَلَهُمْ اجْرُهُمْ عِندَ رَبَّهِم وَلَا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ} ممّا قد سلف أو ممّا هو آت، ولكن يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ مصداق هذه الآية الأكمل هو علي عليه السلام.
لاسيما أنّه وردت روايات كثيرة في سبب نزول هذه الآية، تؤكد على أنّها نزلت أول مرّة في حق علي عليه السلام.
يقول ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت عنده أربعة دراهم فقط، أنفقهن في سبيل اللَّه، درهماً في الليل، ودرهماً في النهار، ودرهماً في العلن، ودرهماً في السر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله «ما حملك على هذا؟ قال : حملني عليها رجاء أنّ استوجب على اللَّه ما وعدني».
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «ألا ذلك لك»، فنزلت الآية السابقة في هذه الأثناء.
أورد هذا الحديث «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» مع سبعة أحاديث اخرى بنفس هذا المضمون بطرق مختلفة (1).
وينقل «السيوطي» هذا المضمون نفسه في «الدر المنثور» بطرق متعددة منها : عن ابن عباس، أنّ هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وعنده أربعة دراهم، انفق منها درهماً في الليل، ودرهماً في النهار، ودرهماً في السر ودرهماً في العلن، ونزلت هذه الآية (2).
معنى هذا الحديث أنّ علياً عليه السلام كان يسلك مختلف السبل من أجل الحصول على رضا اللَّه تعالى، فقد انفق كل ما تحت بساطه في سبيل اللَّه، وكذلك فإنّه اعطى ليلًا وانفق في حالتين مختلفتين سراً وعلناً، وفي النهار أيضاً انفق في كلا الحالتين سراً وعلانية، إنّ هذا الإيثار والإخلاص المقرون بالشوق العظيم لكسب رضا اللَّه تعالى، وبكل وسيلة ممكنة، نال قبول اللَّه تعالى فنزلت تلك الآية الشريفة.
ومن الذين نقلوا هذه الرواية، «محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى» (3)، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» (4)، و «العلّامة الكنجي» في «كفاية الطالب» (5)، والمفسر المعروف «القرطبي» في تفسيره (6)، وأورد هذا الحديث- بنفس تلك العبارة أو باختلاف بسيط- جمع آخر في كتبهم.
وكذلك ذكره «الشبلنجي» في «نور الأبصار» (7)، و«الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (8).
وينقل مؤلف «الفضائل الخمسة» هذا الحديث أيضاً في كتابه عن جمع آخر منهم «ابن الاثير» في «اسد الغابة» (9)، و«ابن حجر» في «الصواعق المحرقة» (10)، و «الواحدي» في «أسباب النزول» (11).
ونختم هذه الأحاديث بجملة عن ابن أبي الحديد المعتزلي : إنّه وبعد الإشارة إلى الصفات السامية لعلي عليه السلام، وعندما يصل إلى مسألة الجود والسخاء يقول بعد الإشارة لآيات سورة هل أتى : وروى المفسرون أنّه لم يملك إلّا أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلًا، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانية، فأنزل فيه «الذين ينفقون أموالهم ...» (12).
يبين هذا التعبير أنّ هذه المسألة متفق عليها بين المفسرين أو على الأقل مشهورة.
_________________________
(1) شواهد التنزيل، ج 1، ص 109- 115.
(2) تفسير در المنثور، ج 1، ص 363.
(3) ذخائر العقبى، ص 88.
(4) تذكرة الخواص، ص 17.
(5) كفاية الطالب، ص 108.
(6) تفسير القرطبي، ج 2، ص 1115، (ذيل الآية مورد البحث).
(7) نور الابصار، ص 105.
(8) ينابيع المودة، ص 92.
(9) اسد الغابة، ج 4، ص 25.
(10) الصواعق المحرقة، ص 78.
(11) أسباب النزول، ص 64 (استناداً لنقل الفضائل الخمسة)، ج 1، ص 321 و 322.
(12) شرح ابن أبي الحديد، ج 1، ص 21 (أورده ضمن مقدمة في وصف المولى علي عليه السلام).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|