أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1602
التاريخ: 8-10-2014
5323
التاريخ: 28-09-2015
1802
التاريخ: 8-10-2014
1664
|
ظهر الإسلام قبل أربعة عشر قرناً في مكة المعظمة، وفي مدة 23 سنة (وهي فترة دعوة الرسول صلى الله عليه و آله) وقد أخضع لنفوذه أقصى منطقة في جنوبِ الحجاز، أي اليمن، وإلى شمال شبه الجزيرة العربية، أي الشام والعراق، بل إنّ قسماً من أفريقيا أي الحبشة قد تأثرت بأنواره، واليوم نرى أكثر من ميليارد إنسان يدين به في كل بقاع العالم.
وهنا نستعرض- ولو باختصار لحياة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وسرعة انتشار الإسلام، والعوامل التي ساعدت على ذلك.
من الطبيعي أنّ هذا العمل ليس بالأمر اليسير، لأنّ الظروف التي أدّت إلى وصول الإسلام إلى هذا الحد، أوسع بكثير ممّا جاء في التاريخ بحيث يمكن القول : إنّ ما ذكره التاريخ قطرة من بحر، والذي نذكره هنا هو لمحات من ذلك التاريخ الذي لم يذكر لنا إلّا القليل.
بدأ الإسلام بشخصية الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و آله وقد بعثهُ اللَّه سبحانه وتعالى بالرسالة وهو في الأربعين من عمره الشريف، ثم آمنت به السيدة خديجة عليها السلام، وبعدها أمير المؤمنين علي عليه السلام، حيث كانت دعوة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في المرحلة السرية، وكان قبل ذلك في السنين الثلاث لم يعلن دعوته إلّا لمن يثق به.
أمّا بعد تلك السنوات الثلاث، وعندما نزلت الآية الكريمة : {وَأَنْذِرِ عَشيرَتَكَ الأقرَبين}. (الشعراء/ 214)
أعلن رسول اللّه صلى الله عليه و آله دعوته أمام الناس، فصَعدَ على جبل الصفا ودعا أقرباءه وأعدّ لهم وليمة، وفي ذلك اليوم كان المسلمون يعدون بالأصابع (1).
وقد اقيمت الوليمة مرّتين، إذ في المرة الاولى لم يُعطِ أبو لهب النبي صلى الله عليه و آله فرصة للكلام، وفي المرة الثانية سخروا من كلامه صلى الله عليه و آله والتفتوا لأبي طالب قائلين له : «قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع».
وفي هذه المأدبة كان النبي الأعظم صلى الله عليه و آله يرى بعين الغيب انتشار الإسلام الأكيد، حتى أنّه عيّن خليفة ووارثاً له فيها (2).
ولم تمضِ مدّة طويلة حتى أدرك رؤساء مكة أنّ محمداً صلى الله عليه و آله قد أضاء أفكار الناس وأيقظهم وأثبت عدم صحة عبادة الأوثان ولزوم الإيمان بخالق الكون، فأحسّوا بالخطر عندما ترسخت دعوته، لأنّ منزلتهم الاجتماعية وعائداتهم المالية كانت مرتبطة إلى حد ما بتلك الأفكار والأعراف الجاهلية، حتى أنّهم ذهبوا إلى أبي طالب راجين منه رفع اليد عن حماية محمد صلى الله عليه و آله أو المصالحة بينهم وبين محمد صلى الله عليه و آله أو إصلاحه، وقالوا : «يا أبا طالب إنّ ابن أخيك قد سَبَّ آلهتنا وعابَ ديننا وسفّهَ أحلامنا وضلل آباءنا فإمّا أن تكفَّهُ عنّا وإمّا أن تخلّي بيننا وبينهُ» (3).
ولكنَّ أبا طالب عليه السلام قال لهم قولًا جميلًا وردهم ردّاً رقيقاً، وأخذ الإسلام يشق طريق الرشد والتكامل وأحس رؤوس الكفر بالخطر الذي يهدد عقائدهم الوثنية وثقافتهم الجاهلية، فعادوا مرّة اخرى إلى أبي طالب فقالوا : «يا أبا طالب إنّ لك سناً وشرفاً وإنا قد أستنهيناك أن تنهى ابن أخيك فلم تفعل وإنّا واللَّهِ لا نصبر على شتم آلهتنا وآبائنا وتسفيهِ أحلامِنا حتى تكفّه عنّا أو نُنازلهُ وإيّاك حتى يهلكَ أحدُ الفريقين».
في هذه المرّة أخبر أبو طالب الرسول صلى الله عليه و آله بما جرى بينه وبين أقطاب قريش وأنّهم مصرون على مخالفته، عندها أحسّ الرسول صلى الله عليه و آله أنّ عمهُ أبا طالب قد تباطأ قليلًا في حمايته، فقال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله لعمهِ تلك المقولة المشهورة : «ياعَماهُ لو وضَعوا الشمسَ في يميني والقَمرَ في شمالي على أن أتركَ هذا الأمر، حتى يُظهرَهُ اللَّهُ أو أهلكَ فيهِ ما تركتُهُ». ثم بكى وقام، فلما ولّى ناداهُ أبو طالب، فاقبلَ عليه وقال : «إذهب يا بن أخي فقل ما أحببتَ فواللَّه لا اسلِّمكَ لشيء أبداً» (4).
عندما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حمايةَ عمّه ثانية، انطلق بعزيمة كبيرة وثقة عالية، ولما عرف رؤساء قريش ذلك عادوا إلى أبي طالب وعرضوا عليه أن يساومَ في ابن أخيهِ مقابل أجمل شاب من قريش على أن يتخذه ابناً له! وجاء الرفض القاطع (5) كصاعقةٍ دمرت ما يمكرون، فعمدوا إلى ايذاء المسلمين من كل طائفة.
ومرّة اخرى طلبوا من أبي طالب أن يبلغ الرسول صلى الله عليه و آله بأن يكفّ عن هذا الأمر، وجاء الردّ المحمدي صلى الله عليه و آله : «يا عم أَو لا أدعوهم إلى ما هو خيرٌ لهم منها، كلمة يقولونها تَدينُ لهم بها العرب، ويملكون رقاب العَجَم» فقال أبو جهل : ما هي، وأبيك لنُعطِيَنَّكها وعَشرَ أمثالها، قال : «تقولونَ لا إله إلّا اللَّه ....» وقالوا : سَلْ غيرها، فقال : «لو جئتموني بالشمسِ حتى تضعوها في يدي ما سألتُكم غيرَها» (6).
وفي هذا الوقت دخل في الإسلام أُناس كانوا يرزحون تحت ظُلم جبابرة مكة، وآخرون واعون ليسوا بالأغنياء المغرورين، ممّا حدا برؤوساء قريش إلى تغيير اسلوبهم في الصراع مع الرسول صلى الله عليه و آله- غير الرجوع إلى أبي طالب- لكي ينجوا من هذا الخطر الداهم، وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه و آله من بيت الأرقم مركزاً للإشعاع الفكري ونشر الدعوة.
___________________
(1) الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 486، طبع دار احياء التراث العربي؛ وتاريخ الطبري، ج 2، ص 61.
(2) تفسير جامع البيان، ج 2، ص 63.
(3) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 283، ط مصر؛ الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 488؛ والطبري، ج 2، ص 65.
(4) الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 489؛ وسيرة ابن هشام، ج 1، ص 284- 285؛ والطبري، ج 2، ص 65.
(5) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 285، والكامل، ج 1، ص 489، والطبري، ج 2، ص 66.
(6) الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 490؛ والطبري، ج 2، ص 66.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|