أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
![]()
التاريخ: 2023-03-26
![]()
التاريخ: 11-3-2016
![]()
التاريخ: 3-12-2015
![]() |
الهجرة بمعنى الابتعاد عن بؤرة الكفر والشرك والظلم والمعاصي، وتكون في كثير من الموارد السبيل الوحيد لخلاص المؤمنين والصالحين وانقاذهم من معاناتهم، فهم يبتعدون عن أجواء محيطهم الملوث ليعملوا على بناء أنفسهم وإعدادها من أجل تعبئة كافة إمكاناتهم وطاقاتهم للهجوم على أعداء اللَّه من كافرين ومشركين وظلمة، ولقد هاجر المسلمون مرّتين في عصر صدر الإسلام، الهجرة الاولى (هجرة الحبشة) وهي هجرة خاصة حيث هاجرت مجموعة من المسلمين من مكة إلى الحبشة، والهجرة الثانية (هجرة عامة) من مكة إلى المدينة وتعتبر هذه الهجرة بداية فصل جديد في تاريخ الإسلام، ومن البديهي أن ترك المنازل والممتلكات والأهل والأقارب والأصدقاء والوطن الذي نشأ فيه المرء وترعرع فيه أمر عسير للغاية، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، مواجهة المشاكل لغرض الاعداد للجهاد والهجوم على مواطن الكفر والفساد، لذا فإنّ القرآن الكريم وعد المهاجرين بأعظم الدرجات وبشرهم برحمته ورضاه : {وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ}.
وقال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ* يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} «1» (التوبة/ 20- 21).
تتحدث الآيتان الكريمتان عن ثلاث صفات (الإيمان، الهجرة، الجهاد) طبعاً أنّ كل واحدة من هذه الصفات ترتبط مع الاخرى برابطة العلة والمعلول فكان إيمانهم هو السبب في هجرتهم وهجرتهم مقدمة لجهادهم وجعل اللَّه سبحانه وتعالى جزاءهم ثلاثة امور هي (الرحمة الإلهيّة) و (الرضوان) و (جنات النعيم) وبهذا فقد جعل اللَّه سبحانه وتعالى مقابل كل صفة اجراً عظيماً، فالإيمان يستوجب مغفرة الذنوب والهجرة تستوجب جلب الرضوان الإلهي والجهاد بالأموال والأنفس هو السبب في دخلوهم جنات النعيم.
روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال : «بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مرّ عليهما علي بن أبي طالب عليه السلام قال : بِمَ تفخران؟ قال العباس : لقد أوتيت من الفضل مالم يؤت أحد، سقاية الحاج، وقال شيبة : أوتيت عمارة المسجد الحرام. وقال علي عليه السلام : وأنا أقول لكما لقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا. فقالا : وما أوتيت يا علي؟ قال : ضربت خرطوميكما بالسيف حتى آمنتما باللَّه تبارك وتعالى ورسوله فنزل جبرائيل عليه السلام بالآية {اجَعلتم سِقايةَ ...}» «2».
وللمفسرين بحوث كثيرة في مسألة (كيف اعتبر القرآن درجة الذين هاجروا وجاهدوا أعلى من درجة غير المؤمنين؟ في حين أنّ (غير المؤمنين) ليس لهم أية درجة أصلًا).
يمكن القول في جواب قصير إنّ المراد بيان أنّ النسبة بينهما هي نسبة الأفضل إلى من لا فضل له وهذا كثير في مورد الصفات التفضيلة كقوله تعالى : {وَلَعَبدٌ مُّؤمِنٌ خَيرٌ مِّن مُّشرِكٍ} (البقرة/ 221).
ويلاحظ أمثال هذا التعبير الكثير في القرآن والروايات وكلام العرب.
والخلاصة : أنّ نفس عمل سقاية الحجيج وعمارة المسجد الحرام عمل حسن من أي شخص كان أمّا إذا كان الفاعل كافراً أو مشركاً فلا قيمة له، حيث إنّ الكفر والشرك يحبطان الأعمال الصالحة.
______________________
(1). لقد ورد هذا المعنى في الآية 100 من سورة التوبة.
(2). شواهد التنزيل لابي القاسم الحسكاني، ذيل الآية مورد البحث ص 244 فما بعدها. ولقد ورد نفس المضمون بشيء من الاختلاف في كتب كثيرة لأهل السنّة راجع إحقاق الحق، ج 3، ص 122 و 127.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|