أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
2021
التاريخ: 20/9/2022
1439
التاريخ: 2023-09-22
1042
التاريخ: 2024-10-29
298
|
تُلحظ في القرآن الكريم تعابير تذهب إلى أكثر بكثير [مما نتصور]، فهي تتحدث عن قضيّة تخرج عن إطار التفكير لدى جميع أبناء البشر ولا تسعها دائرة التصور والخيال والوهم، وهي أبعد ممّا قرأنا وكتبنا.
إنّ استدلال الآيات القرآنية بمثل هذا الأمر يعكس مدى عظمة النعم الإلهيّة والتي يعجز البيان عن وصفها، وهي من الآيات العجيبة في القرآن، مثل : {فَلَا تَعلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُمْ مِّن قُرَّةِ اعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (السجدة/ 17)
وجاء في حديث مشهور عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال : «إنّ اللَّه يقول أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» «1».
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه البشارة العظمى قد وردت في القرآن الكريم في أعقاب سرده لصفات المؤمنين الذين يقومون الليل لمناجاة ربّهم (صلاة الليل) والذين ينفقون من أموالهم؛ وهذه دلالة على أنّ أفضل الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة هي «صلاة الليل»، «والانفاق»، والغريب في الأمر أنّ صلاة الليل تعني عبادة يؤدّيها المؤمن في الخفاء، وكذلك الانفاق الخالص فإنّه غالباً ما يجري في الخفاء كذلك، ويكون الجزاء على ذلك من قبل اللَّه تعالى في الخفاء أيضاً، فجعله مستوراً ولم يُطلع عليه أحداً.
وهناك نقطة اخرى أيضاً تسترعي الإنتباه وهي أنّ تعبير «قرّة أعين» تعني برودة الأعين «2». لأنّه من المعروف بين العرب أن «دموع الشوق» التي تنهمر عادة من الأعين عند الفرح الشديد تكون باردة، على العكس من دموع الحزن التي تتصف عادة بالحرارة والحرقة، لذا فإنّ العربي عندما يريد القول : إنّ الموضوع أو الحادثة الفلانية مدعاة للسرور والارتياح، نراه يقول «قرة العين أو قرّة أعين».
وعلى أيّة حال فهنالك كلمات وآيات لا يبلغها عقل الإنسان مهما بلغ من التسامي ومهما ارتقى من الذُرى، وكلما تعمّق لسبر أؤغوارها كلما توصل إلى مفاهيم وأبعاد جديدة، حتّى يصل الفكر إلى مكان يقف عنده ويعترف بعدم القدرة على بلوغ أعماقه، والآية التي نبحث فيها تمثل في الواقع إشارة قيّمة وذات مغزىً للنعم الروحية والمعنوية العظيمة لأصحاب الجنّة، فهي تحمل بين طيّاتها هذا المفهوم وهو عدم استطاعة أي إنسان حتّى الأنبياء المرسلين والملائكة المقرّبين من بلوغ هذه الحقيقة ومعرفة ما أخفى اللَّه من جزاء لخاصة عباده، ومن المؤكد أنّهم يبلغون درجات عالية من القرب إلى ذاته المقدّسة ومراحل رفيعة من وصال لقائه ومنازل سامية من عنايته وألطافه لا يدركها إلّا من بلغها.
_______________________
(1). نقل هذا الحديث عدد كبير من المفسرين منهم الطبرسي في مجمع البيان؛ والآلوسي في روح المعاني؛ والقرطبي في تفسيره؛ والعلّامة الطباطبائي في الميزان، وذكره كل من البخاري ومسلم في كتابيهما.
(2). «قُرّ» في اللغة على وزن «حُرَّ» وتعني البرودة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|