أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2022
1858
التاريخ: 2023-09-01
1167
التاريخ: 2023-07-27
3457
التاريخ: 2023-04-16
3080
|
إنّ ما يملأ أجواء الحياة بهجةً هي الأحاديث الطيّبة التي يتبادلها الناس مع بعضهم، فلو كانوا كلهم صادقين ويفكّرون بشكل اصولي ويتعاملون فيما بينهم بالإنصاف والمودّة ويتبادلون الحبّ والاحترام، لكانت حياتهم مملوءة بالاستقرار والبهجة، ولكن لو انحرفت العلاقات فيما بينهم نحو الكلام القبيح وتبادلوا التهم والأكاذيب والذم والتقريع وتنابزوا بالكلمات الفجّة التي تأباها الآداب العامّة، يصبح من الصعب على أحدهم صيانة شخصيته والتعامل في مثل هذه الأجواء بل إنّ هذه الأجواء تصبح خانقة ومؤلمة له.
وأحد الخصائص الموجودة في الجنّة هي خلوّها من هذه الظواهر، فأهل الجنّة لا يسمعون كلمة كذبٍ واحدة على مدى خلودهم أبداً ولا تطرق أسماعهم الكلمات النابية ولا الأحاديث الباطلة، وهذه من أهم الفضائل المعنوية التي يتمتّعون بها.
قال تعالى في القرآن الكريم : {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغواً وَلَا تَأْثِيماً* إِلَّا قِيلًا سَلَاماً سَلَاماً} (الواقعة/ 25- 26).
فيُحيي بعضهم الآخر، والملائكة أيضاً تسلّم عليهم، والأهم من كل ذلك هو سلام اللَّه عليهم وما تحمله تلك التحيات من المحبّة والاخلاص والصفاء، أجل، إنّ مجالس أهل الجنّة فوّاحة بالحب والمودّة، وإذا توفّرت مثل هذه الأجواء في أي مكان فهو نموذج من الجنّة.
وجاء في موضع آخر من الكتاب المجيد : {لَا يَسْمَعُونَ فيِهَا لَغْوَاً وَلَا كِذَّابَاً} (النبأ/ 35).
«اللغو» : في اللغة يعني الكلام الفارغ، وبعبارة اخرى : الكلام الذي لا يتضمن أيّة أفكار أو معانٍ، ويبدو أنّ الكلمة مأخوذة اصلًا من (لغا) وهو صوت زقزقة العصافير، أمّا الضمير «فيها» : فقد أرجعه اغلب من فسر هذه الآية إلى أحد هذين الاحتمالين :
الأول : أنّه يرجع إلى كلمة الجنّة.
الثاني : أنّه يرجع إلى كلمة الكأس التي وردت في الآية السابقة لها. فاذا كان الاحتمال الأول فالمعنى واضح. وإذا صح الاحتمال الثاني فيكون المعنى أنّ شراب أهل الجنّة لا يسكر ولا يسبب فيه أي لغو.
لكن التفسير الأول أكثر انسجاماً مع معنى «فيها» والآيات الاخرى المشابهة، وورد نفس هذا المعنى في آية اخرى أقصر وأكثر وضوحاً حيث يقول تعالى : {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ* لَاتَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيةً} (الغاشية/ 10- 11).
هناك آيات قرآنية أخرى تؤكد على هذا المعنى منها (مريم/ 62) و (يونس/ 10).
إضافة إلى ما ذكر، يتنعم أهل الجنّة بكثير من المتع المؤنسة ومجالس الفرح والبهجة والأحاديث المسلّية والمزاح اللطيف كما يصفهم القرآن : {إِنَّ اصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِى شُغُلٍ فَاكِهُونَ} (يس/ 55).
تعني كلمة «شُغُل» أية حادثة أو حالة تشغل الإنسان، ولكنها هنا تفيد معنى الحالة المسلّية التي تبعث السرور، وذلك بوجود قرينة «فاكهون» وهي جمع «فاكه» وتعني الإنسان المسرور، وهي مشتقة من كلمة «فكاهة» ومعناها المزاح، وتعني كلمة «فاكه» في اللغة العربية الإنسان الممازح المرح الذي يجيد الأحاديث الطريفة.
وبما أننا نجهل طبيعة الأشياء التي يتسلى بها أهل الجنّة لأننا نقيس كل شيء في هذا العالم بمعيارنا المحدد الصغير، فمن البديهي أنّ النعم التي يشغلون بها هناك لا يمكننا حتّى تصّورها في هذا العالم.
وعلى أيّة حال فإنّ الامور التي تستهويهم وتشغلهم هناك تكون سبباً لنسيان آلام هذا العالم وهول المحشر أو فقدان بعض الأحبّة، ولا شك أنّ مواضيع التسلية السبعة أو العشرة التي ذكرها بعض المفسرين، إنّما هي موضوعة وفقاً للمعايير والتصورات الدنيوية للتسلية، وإلّا فالأوضاع في ذلك العالم تختلف عّما في هذا العالم «1».
______________________
(1). ورد نفس هذا المضمون في سورة الطور، الآية 18.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|