هي تلون المياه الساحلية الضحلة باللون الأحمر أو الوردي أو البرتقالي أو الأصفر نتيجة التكاثر العددي الهائل للأنواع السامة من الطافيات الحيوانية أو الهوام النباتية المعروفة بالسوطيات الدوارة . ويتسبب هذا النمو الانفجاري في أعداد هذه الهوام تغيرا في قوام المياه بحيث يصبح عبارة عن مستحلب غليظ القوام يستنفد الأكسجين الذائب في الماء وتكثر به سموم البكتيريا الضارة بالأحياء الحيوانية البحرية.

أسبابها : تتضافر مؤثرات العديد من العوامل لنشوء هذه الظاهرة ولعل أهمها ما يلي:

 1- التلوث الحراري الناتج عن تصريف المياه المستعملة في تبريد مولدات الطاقة الحرارية والنووية ومن مصانع الحديد والصلب والبتروكيماويات وغيرها. حيث تتسبب الحرارة الإضافية في تغير خواص مياه البحر فيتدنى مستوى الأكسجين بها، وتبدأ السلسلة الغذائية في التفكك ويتهاوى التوازن البيولوجي في البيئة البحرية.

 2- تلوث المياه بالمغذيات النباتية الناتجة عن الصرف الصحي والزراعي الغني بالفوسفات والنترات يؤدي إلى تسارع نمو أنواع بعينها من السوطيات الدوارة خلال فصل الصيف لدرجة يصل تركيزها إلى 60 مليون خلية في اللتر الواحد من ماء البحر.

3- إلقاء مياه الموازنة من ناقلات النفط بالمياه القريبة من الشاطئ وهي محتوية على أنواع كثيرة من الفيروسات والجراثيم والهوام.

4- هدم الشواطئ وإلقاء القمامة ونفايات السفن.

5- التلوث بالهيدروكربونات النفطية.

أخطار المد الأحمر: يوجد أكثر من 300 نوع من الهوام والجراثيم والبكتيريا الهوائية التي تتكاثر وتنتج مخلفات وسموم وتتسبب في نقص الأكسجين المذاب في الماء يؤدي إلى موت القشريات والأسماك. عموما يمكن تلخيص أضرار المد الأحمر في النقاط التالية:

1- انسداد خياشيم الأسماك مما يضعف قدرتها على استخلاص الأكسجين من الماء القليل أصلا وينتهي بموتها.

2- استنزاف الأكسجين الذائب في عمليات تحلل المخلفات العضوية الميتة يؤدي إلى موت الأسماك وانبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين القاتل للأسماك.

 3- التسمم غير المباشر : تقوم القواقع والهوام والرخويات بترشيح الماء مما يؤدي إلى تركز سموم الجراثيم والبكتيريا بأجسامها ثم تنتقل إلى الإنسان الذي يتغذى عليها فتسبب له أوجاع حادة في الجهاز الهضمي قد تؤدي إلى موته.

المصدر : مجلة آفاق البحار ، ظاهرة المد الأحمر، السنة الثانية، العدد السابع – الثامن، يوليو – أغسطس، 2003. وكذلك: مجلة التقدم العلمي، العدد الثاني والاربعون ، ابريل – يونيو 2003 .