معنى قوله تعالى : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
![]()
التاريخ: 2024-08-12
![]()
التاريخ: 2025-04-17
![]()
التاريخ: 2023-05-12
![]() |
معنى قوله تعالى : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ
قال تعالى : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 106 - 110].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام - في حديث طويل - « فأمّا ما فرض على القلب من الإيمان : فالإقرار ، والمعرفة ، والعقد ، والرضا ، والتسليم بأن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ( صلوات اللّه عليه وعلى آله ) ، والإقرار بما جاء به من عند اللّه من نبيّ أو كتاب ، فذلك ما فرض اللّه على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً » « 1 ».
قيل لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّ الناس يروون : أن عليا عليه السّلام قال على منبر الكوفة : أيّها الناس ، إنكم ستدعون إلى سبّي ، فسبّوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرّءوا منّي .
قال : « ما أكثر ما يكذب الناس على عليّ عليه السّلام ! ! » ثمّ قال : « إنّما قال : إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني ، ثم تدعون إلى البراءة منّي وإني لعلى دين محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولم يقل : ولا تبرّءوا منّي ».
فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون البراءة.
فقال : « واللّه ، ما ذاك عليه ، وما له إلا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكّة وقلبه مطمئنّ بالإيمان ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ [ فيه ] : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عندها : يا عمّار ، إن عادوا فعد ، فقد أنزل اللّه عزّ وجلّ عذرك ، وأمرك أن تعود إن عادوا » « 2 ».
وقال بكر بن محمّد ، قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إنّ التقيّة ترس المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ».
فقلت له : جعلت فداك ، أرأيت قول اللّه تبارك وتعالى : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ قال : « وهل التقيّة إلا هذا » « 3».
وقال عمرو بن مروان ، سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : رفعت عن أمتي أربع خصال : ما أخطأوا ، وما نسوا وما أكرهوا عليه ، وما لم يطيقوا ، وذلك في كتاب اللّه « 4 » : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ مختصر » « 5».
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ }، قال : هو عمّار بن ياسر ، أخذته قريش بمكّة ، فعذّبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا ، وقلبه مقرّ « 6 » بالإيمان.
قال : وأمّا قوله : وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فهو عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث « 7 » من بني لؤي.
يقول اللّه : فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ذلك بأن الله ختم على سمعهم وأبصارهم وقلوبهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون هذا في قراءة ابن مسعود ، وقوله أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ الآية ، هكذا في القراءة المشهورة .
هذا كلّه في عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح ، كان عاملا لعثمان بن عفّان على مصر ، ونزل فيه أيضا : وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ « 8 ».
وقال إسحاق بن عمّار : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يدعو أصحابه ، فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ، ومن أراد به شرّا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل ، وهو قوله : {أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ } « 9 ».
وقال علي بن إبراهيم : ثمّ قال أيضا في عمّار : {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }« 10 ».
__________
( 1 ) الكافي : ج 2 ، ص 28 ، ح 1 .
( 2 ) الكافي : ج 2 ، ص 173 ، ح 10 .
( 3 ) قرب الإسناد : ص 17 .
( 4 ) في طبعة أخرى زيادة : قوله : رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ البقرة : 286 ، وقول اللّه .
( 5 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 272 ، ح 75 .
( 6 ) في طبعة : مطمئنّ .
( 7 ) هو عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري ، أخو عثمان من الرّضاعة ، أسلم قبل الفتح ، ثمّ ارتدّ مشركا فصار إلى قريش ، فلمّا كان يوم الفتح أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقتله ، ثمّ عفا عنه بعد ما استأمن له عثمان . ثمّ ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة 25 ه ، وبعد مقتل عثمان صار إلى معاوية ، ومات بعسقلان سنة 37 ه . « تهذيب ابن عساكر ج 7 ، ص 435 ، أسد الغابة ج 3 ، ص 173 ، الكامل لابن الأثير ج 3 ، ص 88 ، البداية والنهاية ج 7 ، ص 157 » .
( 8 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 390 ، والآية من سورة الأنعام : 93 .
( 9 ) تفسير العياشيّ : ج 2 ، ص 273 ، ح 77 .
( 10) تفسير القمي : ج 1 ، ص 391 .
|
|
دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
|
|
|
|
|
تنشيط أول مفاعل ملح منصهر يستعمل الثوريوم في العالم.. سباق "الأرنب والسلحفاة"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورة تطويرية عن أساليب التدريس ويختتم أخرى تخص أحكام التلاوة
|
|
|