أثر في رسم الصورة النهائية للتصريف النهري في القارة، موقعها بالنسبة لدوائر العرض وعلاقتها المكانية بالنسبة إلى كتلة أوراسيا وعدم تعرج سواحلها. فلقد أصبح جزءاً كبيراً من القسم الشمالي في ظل أوراسيا مما كون أكبر ظاهرة صحراوية في العالم وهي الصحراء الكبرى.

بينما يخالف القسم الجنوبي بوجود عدة أحواض نهرية رئيسية كالكونغو والأورانج والزمبيزي والتي تجري مياهها في هضاب مرتفعة يزيد ارتفاعها أحياناً على 2240م في بعض المواقع وتنحدر انحدارات شديدة نحو السواحل وتتغذى بشكل رئيسي أنهار إفريقيا على مياه الأمطار والتي تختلف كمياتها من منطقة لأخرى. فقسم من الأنهار تعتمد على أمطار غزيرة ودائمة کنهر زائير (الكونغو) بينما الحوض الأوسط والأدنى من نهر الأورانج تقل أمطاره في فصل الشتاء مما يؤثر على انخفاض منسوب المياه في النهر لمسافة حوالي 800كم . وتشكل هذه الأنهار دلتاوات كبيرة ذات اتساع هائل تحتضن عدة جزر رملية سببتها الحمولة الكبيرة للنهر وضعف التيار في المجاري الدنيا، مما أضعف الملاحة النهرية.

وتتميز خطوط تقسيم المياه بين الأحواض النهرية بأنها متعرجة وقريبة من الساحل في مناطق عديدة. وبذلك أصبح نهر الزمبيزي الذي يصب في المحيط الهندي مثال (موزمبيق) يتغذى من مصادر قريبة من الحافة الغربية للقارة في أنجولا بينما نجد العكس في نهر الأورانج حيث يصب في المحيط الأطلسي ومنابعه قريبة من الحافة الشرقية للهضبة المطلة على المحيط الهندي.

ويختلف التصريف النهري بالنسبة للبحار المجاورة، حيث يعد أكبر تصريف مائي يدخل ضمن المحيط الأطلسي، متمثل في الأورانج والكونغو والنيجر والسنغال بالإضافة إلى عدة أحواض نهرية صغيرة كالكامبي والفولتا في غانا وأوجوي في الجابون وكوانزا وكونيني في أنجولا وسيبو والملوية في المغرب.

أما تصريف الأنهار في المحيط الهندي فتتمثل في الزامبيزي واللمبوبو بالإضافة إلى أنهار أخرى غير منتظمة الجريان كنهري جوبا وشبيلي في الصومال وتانا في كينيا وروفيجي في تنزانيا وجوبنتز في جمهورية جنوب إفريقيا.

وفي البحر المتوسط يصرف النيل مياهه بعد أن يقطع مسافة قدرها 6671 كم من منبعه في حوض بحيرة فكتوريا كما تصب أنهار تونس والجزائر مياهها فيه .