يستحب صوم يوم الشك بنية أنه من شعبان، بدليل الإجماع المتردد وطريقة الاحتياط، لأنه إن كان من رمضان أجزأ عندنا عن الفرض، وإن كان من شعبان أحرز الأجر به ، وأيضا قوله تعالى (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) (1)، ولا يخرج من ذلك إلا ما أخرجه دليل قاطع ، وأيضا قوله عليه‌ السلام : الصوم جنة من النار (2) ، ولم يفرق ، وأيضا قول أمير المؤمنين عليه‌ السلام : لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان (3). وأيضا فإنه يوم في الحكم من شعبان بدليل قوله عليه‌ السلام : فإن غم عليكم فعدوا شعبان ثلاثين (4) ، فجاز صومه بهذه النية.

وما رواه المخالف من النهي عن صوم يوم الشك أخبار آحاد (5) ثم إنا نحمل ذلك على النهي عن صومه بنية أنه من رمضان ، أو من غير نية أصلا ، كما حمله مالك والشافعي (6) على النهي عن صومه منفردا مما قبله ، أو لمن لم يوافق عادة له أو نذرا ، وحمله أبو حنيفة على ما إذا لم ينو به التطوع ، وحمله أحمد على ما إذا كان صحوا. (7)

____________________

(1) البقرة: 184.
(2) جامع الأصول : 9 ـ 455 ومسند أحمد بن حنبل : 2 ـ 414.
(3) من لا يحضره الفقيه : 2 ـ 80 برقم 1 باب صوم يوم الشك ، والأم للشافعي : 2 ـ 94 كتاب الصيام.
(4) سنن الدار قطني : 2 ـ 160 برقم 20 وسنن البيهقي : 4 ـ 205 .
(5) سنن البيهقي : 4 ـ 207 باب النهي عن استقبال. والنهي عن صوم يوم الشك.
(6) لاحظ الأم للشافعي: 2 ـ 95 كتاب الصوم ، والمغني لابن قدامة : 3 ـ 5 كتاب الصيام ، والذخيرة تأليف القرافي : 2 ـ 502.

(7) لاحظ الأم للشافعي : 2 ـ 95 كتاب الصوم ، والمغني لابن قدامة : 3 ـ 5 كتاب الصيام ، والذخيرة تأليف القرافي : 2 ـ 502 .