أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2022
![]()
التاريخ: 2023-06-27
![]()
التاريخ: 30-4-2020
![]()
التاريخ:
![]() |
الإتيكيت والحضارة الإسلامية
الإتيكيت كلمة أجنبية، ولكنها ليست اختراعاً غربياً، فإذا كانت جميع التعريفات الخاصة به تشير إلى أنه فن السلوك الراقي والتصرف الحسن، فإن أي نظرة تأملية لمعظم القواعد السائدة عالمياً فإنها تمثل إرثاً إسلامياً، وأن الإسلام كانت له الريادة والأسبقية في إرساء قواعد السلوك الحسن والتهذيب.
كما أن العرب قديما اشتهروا بعادات رائعة وموروثات تشكل في حاضرنا قواعد أساسية للمصطلح المتعارف عليه باسم (إتيكيت)، مع الأخذ بالاعتبار أن بعض القواعد ربما لا تكون لها صلة بالتعاليم الإسلامية، ولكن من اللائق تعلمها والإلمام بها من أجل تنمية الذوق العام، وحتى تكون تصرفاتنا حيالها مناسبة وتعطي عنا صورة وانطباعاً جيداً.
وكان للعرب دور مهم وبارز في ازدهار الحضارة العالمية وتقدمها في مختلف ميادين العلم والمعرفة. ويقر الباحثون المنصفون، بأن العرب كانوا سبّاقين إلى حمل راية العلم، فسطعت شموس معارفهم وعلومهم لتنير العقول في الشرق والغرب. وضمن هذا السياق كانت لهم كتب كثيرة تحت عناوين آداب السلوك والآداب السلطانية، وآداب الحوار، وغيرها وكانوا ينظرون إلى آداب المعاشرة كدليل على حضارة الشعوب وتمدنهم.
وعلى الرغم من ارتباط ذلك الفن في ذهن الجميع بالحضارة الغربية إلا أن الحقيقة تشير إلى أن العديد من الحضارات القديمة اهتمت به كثيرا، بيد أن أغلب قواعد الإتيكيت الحديث يرجع أصلها إلى الحضارة الإسلامية وتوجيهات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما يتعلق بآداب الطعام والحديث واستقبال الضيف. وقد دفعت تلك الحقيقة بعض المختصين في هذا المجال إلى إعادة صياغة قواعد الإتيكيت فيما يعرف بـ "اتيكيت إسلامي" حيث يرجع الإتيكيت إلى عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام فيما يتعلق بالضيافة كما ورد ذكره في القرآن الكريم.
فالإسلام قد سبق كافة الدول الغربية بمئات السنين تقريره لقواعد الاتيكيت والبرتوكول كما حث المسلمين علي الالتزام بهذه القواعد كضرورة حضارية تهدف إلي حسن معاملة الناس والارتفاع بمستوي العلاقات الإنسانية إلي مكانه رفيعة علي النحو الذي يحقق السلام الاجتماعي وان تلك القيم والأخلاقيات الإسلامية التي يأمرنا بها الدين السمح ويحثنا على العمل بها ليست مجرد تعاليم ولا فلسفات جوفاء ولكنها نماذج عملية تجسدت في سلوك النبي (صلي الله عليه وسلم ).
كما تضمنت السنة النبوية الشريفة العديد من قواعد الاتيكيت وآداب السلوك الاجتماعي من ذلك ما في الحديث الشريف إياكم والجلوس في الطرقات، فإذا أبيتم إلى المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام"
"ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش البذئ".
"من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت".
"الكلمة الطيبة الصدقة".
"رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم".
ويستخدم الغربيون الإتيكيت في جميع نواحي حياتهم سواء العائلية أو الاجتماعية أو حتى الاجتماعات والحفلات الرسمية لذلك نجدهم ملتزمين بما فيه من قواعد حتى على أنفسهم.
ولهذا اقترن علم الإتيكيت الحديث في شكل وثيق، ولفترة زمنية طويلة، بالنظام الملكي في فرنسا. ففي زمن الحقبة الارستقراطية شهد فن الإتيكيت أرقى صوره وبلغ عصره الذهبي مع ظهور الارستقراطية الفرنسية وتقاليدها الرائعة.
ولم تكن بقية الارستقراطيات الأوروبية في بريطانيا وروسيا والنمسا وإيطاليا وغيرها، أقل أهمية من الارستقراطية الفرنسية. فهي أيضاً كانت لها سماتها الدامغة على سلوكيات الحياة اليومية.
لكن أنصار الثورة الفرنسية دعوا إلى الانتقام من الطبقة الارستقراطية عبر تشويه أو إلغاء جميع التقاليد التي كانت سائدة في أوساط تلك الطبقة، واعتبروها معادية لمبادئ الثورة الفرنسية التي كانت تدعو إلى المساواة والإخاء والعدالة.
ولتوحيد اللغة العالمية الحديثة لفن الإتيكيت والبروتوكول، عقد كثير من المؤتمرات، وجاء أول تدوين لهذه اللغة في عام 1815م، ثم في أعوام 1818 و 1961 و 1963م ام في فيينا بالنمسا وأصبحت تلك القواعد وسيلة متفق عليها لتسهيل ممارسة العمل الدبلوماسي وتهذيب العلاقات الناجحة واللازمة لاستقرار المجتمع الدولي.
ويحكم الإتيكيت اليوم المجتمع البريطاني الذي يعقد ثلاثة اجتماعات سنوية ليدرس استفسارات الأفراد والمؤسسات والدول ولإصدار التوصيات المناسبة لأنماط السلوكيات الواجب اتباعها.
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|