أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-04-2015
1587
التاريخ: 24-04-2015
7303
التاريخ: 13-10-2014
1723
التاريخ: 13-10-2014
2618
|
نقصد بشروط التفسير الأسس والمباني الفكريّة والعقائديّة الّتي لا بدّ أن يقوم عليها التفسير من أجل أن يكون تفسيراً صحيحاً للقرآن الكريم.
وهنا عدّة مسائل :
الأولى : الذهنيّة الإسلاميّة
لا بدّ للمفسّر الّذي يريد أن يفسّر القرآن الكريم أن يفسّره بـ (ذهنيّة إسلاميّة) . ومعنى ذلك أن يكون لدى هذا المفسّر مجموعة من التصوّرات
الأساسيّة يعتمد عليها الإسلام ، وترتبط بالقرآن الكريم وتشكّل الإطار العامّ للتفسير, الّذي من خلاله يتمكّن المفسّر من الوصول إلى نتائج صحيحة في عمله التفسيريّ. فيكون تصوّره للقرآن أنّه وحي إلهيّ ، وأنّ نسبته هي إلى الله سبحانه وتعالى ، وأنّ القرآن ليس نتاجاً وجهداً بشريّاً ، ومن خلال هذا وحده يتمكّن من الوصول إلى نتائج صحيحة في تفسيره للقرآن الكريم.
الثانية : التصوّر العامّ عن القرآن
بأن يكون لدى المفسّر تصوّر عامّ عن كيفيّة نزول القرآن والأسلوب الّذي اتّبعه في (عمليّة التغيير) ومنهجه في طرح القضايا والأحداث من قبيل أن يعرف المفسّر (إجمالاً) أنّ في القرآن الكريم ناسخاً ومنسوخاً ، فإنّ هذه الفكرة ذات أثر كبير في فهم القرآن وإمكانيّة تفسير بعضه ببعض.
وأن ينظر إلى القرآن الكريم على أنّه يمثّل وبمجموعه نصّاً واحداً ، وأن بعضه يشكّل قرينة على بعضه الآخر ، ففيه "المطلق والمقيّد" وفيه "المجمل والمبيّن" وفيه "المحكم والمتشابه" (1) ، وأنّ القرآن الكريم وإن نزل بشكل تدريجيّ وخلال ثلاث وعشرين سنة ، إلّا أنّ هناك قرائن عديدة تدلّ على أنّ هذا الشيء الّذي نزل بشكل تدريجيّ يشكّل وبمجموعه قضيّة واحدة وكلاماً واحداً ، وأنّ بعضه يكمل الآخر ويوضحه. فقد أكّد أئمّة أهل البيت عليه السلام كثيراً على أهميّة هذا الموضوع في تفسير القرآن الكريم ووجّهوا انتقاداً شديداً لمجموعة من المفسّرين الّذين كانوا يتعاملون مع القرآن الكريم من دون الالتفات إلى هذه الرؤية العامّة للقرآن.
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث احتجاجه على الصوفية لمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد قال : "ألكم علم بناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه الّذي في مثله ضلّ من ضلّ ، وهلك ومن هلك.
من هذه الأمّة؟ قالوا : أو بعضه فأمّا كلّه فلا. فقال لهم : فمن ههنا أُتيتم" (2) . وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن قال : - فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديثه الّتي يصدّقها الكتاب المنزل وردّكم إيّاها لجهالتكم وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي - إلى أن قال عليه السلام : - دعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به ، وردّوا العلم إلى أهله تُؤجروا وتُعذروا عند الله ، وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وما أحلّ الله فيه ممّا حرّم ، فإنّه أقرب لكم من الله ، وأبعد لكم من الجهل ، دعوا الجهالة لأهلها ، فإنّ أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال الله : {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف : 76] (3 ( .
الثالثة : العقيدة الصحيحة
بأن تكون المباني العقائديّة للمفسّر مبانٍ صحيحة. والمقصود من العقيدة الصحيحة هي تلك العقيدة الّتي تنتهي في سلسلة مراتبها وارتباطاتها واستنباطها إلى القرآن الكريم نفسه. فتصبح هذه العقيدة - والّتي هي قرينة على فهم المضامين القرآنيّة - نابعة من القرآن الكريم ذاته ، ومن ثَمّ لا نخرج بالتفسير عن حدود نفس القرآن الكريم.
الرابعة : المعرفة باللغة العربيّة الفصحى وقواعدها
يقول تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف : 2]. وهذا أمر مفروغ منه إذ لا يمكن لمن يريد أن يخوض غمار تفسير آي القرآن أن يكون جاهلاً باللّغة العربية وفصاحتها وبلاغتها وقواعدها الإعرابيّة.
_____________________________
1. وتوضيح هذه المصطلحات وغيرها يأتي إن شاء الله في مباحث علوم القرآن.
2. (أُتيتم) بالبناء للمفعول أي دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم .
3. سورة يوسف ، الآية : 76 ، الكافي ، ج5 ، ص70 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|