أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-15
![]()
التاريخ: 2024-04-19
![]()
التاريخ: 2025-01-16
![]()
التاريخ: 2023-07-23
![]() |
يصل الإنسان إلى معبد «جمأتون» الذي أقامه الملك «تهرقا» (وهو المعروف عند الأثريين باسم معبد T) بوساطة طريق احتفالي خاص، وقد أطلق عليه «طريق «ميت» هذا الإله «آمون رع صاحب جمأتون»»
ويحدثنا أحد الملوك الذين أتوا بعد «تهرقا» وهو الملك «أمن-نتي-يريك» أنه في عهده؛ أي منذ أكثر من قرنين من الزمان مضيا على تأسيس معبد «تهرقا» كانت الطريق قد دفنت تحت الرمل لمدة أربعين سنة «والإله لم يسر على طريقه التي … هذه المقاطعة، وقد حفر هذا الملك تلك الطريق حاملًا الرمال بيديه، وبعد ذلك احتفل بالكشف عنها من الصحراء، وذلك بحفل ليلي بوساطة المشاعل حُمل فيه الإله حول المدينة» وهذا يوحي بأن هذه الطريق الاحتفالي لم يوصل من المعبد T إلى النهر وحسب، بل كان يطوف حول محيط المدينة أو جزء منها على الأقل، ويؤكد هذا الظن موقع الكشك الشرقي الذي أقيم على مسافة حوالي أربعين مترًا خلف الجزء الشرقي لجدار الحرم المقدس الذي أقامه «تهرقا» وعلى ذلك كان خارج حدود المعبد، ولا بد أن هذا الكشك كان يعتبر محطًّا يقف عنده المارون بالموكب الإلهي، وعلى هذا الزعم سنأخذ في وصف المباني المختلفة القائمة على هذه الطريق على حسب ترتيبها مبتدئين بالكشك الشرقي وسائرين إلى الكشك الغربي، ثم إلى مائدة القربان فحديقة المعبد فالكباش، وأخيرًا المعبد T نفسه.
الكشك الشرقي
أقيم الكشك الشرقي من نفس الحجر الرملي الأصفر القاتم الذي بُني منه المعبد T، وهذا الكشك قد خرب الآن حتى رقعته ولم يبقَ منه إلا مدماكان، ولا بد أن هذا الكشك كما ذكرنا من قبل كان محطًّا يقف عنده تمثال الإله والسفينة المقدسة عندما كان الحفل يطوف حول المدينة، ولا بد أن هذا الكشك كان يقع في نهاية الحدود الشرقية للمدينة في العهد النباتي المبكر، ويلحظ هنا أن الجدارين الشرقي والغربي لهذا الكشك يعدان بمثابة ستائر للعمد التي أقيمت فيهما وعددها ثمانية، والكتابة التي كانت على الجدران أصبحت باهتة وتصعب قراءتها، وقد وجد في هذا الكشك بعض آثار قليلة.
الكشك الغربي
تدل شواهد الأحوال على أن هذا الكشك قد أقيم في عهد الملك المروي المسمى أمانيخبال Amanikhabale الذي وجد اسمه على مخروط من البرنز عُثر عليه في جنوبي الكشك، ويلحظ أن الجهة الشرقية من هذا الكشك كانت رقعة الطريق الاحتفالي مرصوفة بقطع من الحصا.
وقد وجدت في الطريق الاحتفالي بين الكشك الغربي ومائدة القربان ذراع من البرنز الجميل له يد.
مائدة القربان
وجدت مائدة قربان مقامة من الحجر الرملي كالذي أقيم منه معبد «تهرقا» T، وتقع في اتجاه منحرف بعض الشيء بين الكشك الغربي والكباش التي عند مدخل المعبد T، وهذه المائدة أو المذبح موضوع فوق مبنى يصل إليه الإنسان بسلم عدد درجاته ثلاث عشرة، ثم يصعد بعدها الإنسان درجة أخرى إلى قمة هذا المذبح، وقد عُثر في خزانة مقامة تحت هذا السلم على نقش جاء فيه اسم الملك «تهرقا»، وقد يكون هذا دليلًا على أنه هو الذي وضع أساسه، ومن الجائز أن هذا المبنى في الأصل كان سدة وضع فوقها عرش الملك، ولا غرابة في ذلك؛ فقد جاء في الأزمان النباتية المتأخرة ذكر عرش من الذهب أو سلم في الكوة، وقيل إن الملك «نستاسن» كان يعلوه (Kawa II, P. 51 ) ويقعد عليه في الأحفال الرسمية.
وإذا كان عرشه قد وُضع على الطوار الذي سمي هنا مذبحًا فإنه لا بد كان يشغل مكانًا أرقى وأفخم من السدة التي وجدت في القاعة E بالمعبد T كما سنرى بعد، وعلى ذلك يُحتمل أنه لهذا السبب قد أظهر الملك نفسه للعيان على المذبح، وعلى ذلك فإنه من الجائز جدًّا أن كلًّا من الطوارين كان يحمل تماثيل للإله آمون، وعلى أية حال فإن تاريخ هذا المذبح أو السدة لا يزال يحوم حوله الشك.
حدائق المعبد T
دلت أعمال الحفر الأخيرة في الكوة على أنه كانت توجد حدائق في حرم معبد «تهرقا» خاصة به، فقد جاء في لوحة الكوة رقم 4 سطر 24 إشارة لمعبد T ما يأتي: «وأشجاره العدة قد غرست في الأرض، وبحيراته قد حفرت» وكذلك جاء في لوحة الكوة رقم 6 سطر 19 … إلخ إشارة لمعبد T: ومستودعه كان مفعمًا، وموائد قربانه ممونة، وقد ملأها «أي تهرقا» موائد قربان للشراب من الفضة والذهب، والبرنز الآسيوي، وكل نوع من الحجر الثمين الحقيقي الذي يخطئه العد، وملأه بخدم عديدين، وعين له خادمات من زوجات زعماء الوجه البحري، وكانت الخمر تعصر من كروم هذه المدينة وكانت أغزر من خمرة «جس جس» «الواحة البحرية» وعين لها بستانيين مهرة من «منتيو آسيا» «أي بدو آسيا»، وبدهي مما سبق أن المعبد كان له ضيعة من نوع ما يحصل منها على ما يمده ويحفظ كيانه، وعبارة «كروم هذه المدينة» التي ذكرت هنا تدل على أن المعبد كان له حدائقه الخاصة في «الكوة». هذا ولا نعلم إلى أي حد كانت تمتد هذه الحدائق، ولكن مما لا شك فيه أن أجزاء حرم المعبد التي كانت خالية من المباني كانت تزرع، هذا فضلًا عن أن مساحات صالحة للزرع كان يمكن أن تكون على الشاطئ الغربي، وهو الآن مزدهر بالنباتات إذا ما قرن بالشاطئ الشرقي القاحل الذي أقيم عليه المعبد، يضاف إلى ذلك أن الأراضي المنخفضة التي في شرقي «جمأتون»، وحوض كرمة كانت تزرع في الأزمان القديمة.
وفي داخل السور الذي يحيط بحرم المعبد كان المنتظر أن يجد الإنسان أشجار نخيل ولبخ؛ لأن كلًّا منها له صلة بالإله «آمون» وقد جاء ذكرها بمناسبة الأشكال المصنوعة من الذهب في قائمة أعطيات الملك «تهرقا» للمعبد (Kawa III, 12-13) ففي السنة الثانية من حكم هذا الفرعون منح المعبد 1200 حبة سرو (؟) (= عونت) وشجرة بخور، في حين أنه في السنة الثامنة نجد إشارة لكل نوع من الخشب: السنط «شنز» والأرز «عش» واللبخ «شواب» (راجع Kawa III, 21) وفي السنة التاسعة أشير كذلك إلى منح ألف حبة من السرو (؟) (راجع Kawa VI, 10).
هذا؛ وقد وجد صف حفر أشجار مبطنة بالطوب، لا تزال جذورها باقية في مكانها الأصلي، وفي نهاية هذا الصف كانت توجد بئر للري، وفي الجهة الشرقية وجدت حفرة شجرة محفوفة بالحجر وفيها جذور محفوظة تدل على أنها من نفس فصيلة اللبخ، هذا؛ وتدل الأحوال على أن البئر وحفر الأشجار التي كشف عنها في منطقة الموقع الثاني يرجع عهدها إلى العصر النباتي، وعلى ذلك تكون بقايا من حديقة «تهرقا»، ومن ثم يمكن الإنسان أن يؤكد عن ثقة أن حدائق معبد الملك «تهرقا» قد امتدت على الجانب الجنوبي للمعبد T وغربًا حتى بوابته تقريبًا، ولما كان الملك «تهرقا» قد أصلح المعبد A وأضاف قوائم الباب باسمه، فإنه من المحتمل أن المدخل لهذا المعبد كذلك كان داخل حدود حرم المعبد الرئيسي.
هذا؛ ولم يعثر على أثر للبحيرات الأصلية للمعبد T ولا بد أنها تقع في الجزء الذي لم يكشف عنه بعد، أما عن مصانع المعبد فلم يوجد لمبانيها الأصلية أثر، ومن المحتمل أنها كانت في الركن الشمالي الشرقي للسور حيث نجد مبنى مستطيلًا يؤرخ بالعصر النباتي، وهو يوازي جدار حرم المعبد، هذا؛ ويوجد عبر دهليز على جانبه الجنوبي مخازن الغلال.
هذا؛ وقد وجدت قطعة من قاعدة تمثال من الجرانيت أمام البرج الشمالي لبوابة المعبد T والمظنون أنها كانت مقامة أمام بوابة المعبد القديم الذي أقيم على أنقاضه المعبد T.
الكباش
يوجد على مقربة من غربي بوابة المعبد أربع قواعد لكباش؛ اثنتان على كل جانب من البوابة، ولا يزال يوجد كبشان من الجرانيت الرمادي في حالة حفظ جيدة، ويوجد أحدهما الآن في متحف «مروي» بالسودان (No. 50) (Khartoum No, 2682)، ويوجد الآخر في المتحف البريطاني (No. 1779).
ويلحظ أن كلًّا منهما يجثم على قاعدة من الجرانيت ويحيط بمخالبه الأمامية تمثال صغير واقف للملك «تهرقا»، ويشاهد في رأسه ثقب ليوضع فيه سبخ ليحمل لباس الرأس، ويحتمل أن ذلك كان قرص الشمس وقرنين ملويين.
وقد نقشت أسماء الملك «تهرقا» حول قاعدة كل منهما، وكذلك يوجد كبشان آخران من نفس الطراز (O473)، (O497) نصبا في الردهة الأولى للمعبد على جانبي مدخل قاعة العمد، ولا يختلف الواحد منهما عن الآخر إلا قليلًا.
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
منها الفقهية والعقائدية المجمع العلمي يواصل إقامة مجالسه الرمضانية في 11 محافظة عراقية
|
|
|