أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-03
![]()
التاريخ: 2024-12-01
![]()
التاريخ: 11-1-2017
![]()
التاريخ: 2024-03-29
![]() |
لم تحدثنا النقوش بشيء من التفصيل عن موت الملك «شبتاكا» بل جاء ذكر موته عرضًا في إحدى الوثائق التي تركها لنا خلفه «تهرقا»، وتدل ظواهر الأحوال على أن «تهرقا» كان وقت أن طار الصقر إلى السماء في أرض الكنانة.
ومن الجائز جدًّا أن الاتفاق كان تامًّا على أن يخلفه «تهرقا» على عرش مصر وكوش إذا أخذنا بنظرية الأثري «مكأدم» وصدقنا ما رواه «تهرقا» لنا عن حب «شبتاكا» له أكثر من إخوته وأولاده، ولا نزاع في أن «تهرقا» من أعظم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين الكوشية، وقد جاء ذكر اسمه في التوراة بلفظة «ترهاقة»، وقد سماه الإغريق تاركوس ταрκοs وجعلوا منه فاتحًا عظيمًا كما سنرى بعد.
وقد اختلفت الروايات التي نُقلت عن «مانيتون» (1) حول مدة حكمه، فقد ذكر بعض المؤرخين أنه حكم ثماني عشرة سنة، وجاء في مصدر آخر أنه حكم عشرين سنة، أما الآثار الباقية لنا من عهده فترفع مدة حكمه على أقل تقدير إلى أكثر من ست وعشرين سنة. (2)
ويعتقد بعض المؤرخين الأحداث أن «تهرقا» كان مشتركًا مع الملك «شبتاكا» في حكم بلاد وادي النيل، وأنه ظل يحكم معه مدة خمس سنين ثم انفرد بعد وفاته مباشرة بالحكم، غير أنه لم يأتِ ذكر ذلك في النقوش التي في متناولنا عن هذا العهد صراحة، ولذلك فإن البت في هذا الموضوع لا يزال يحتاج إلى ما يدعمه بصورة قاطعة، وسنفصل القول في ذلك فيما بعد.
والواقع أن كل ما نعرفه عن هذا الاشتراك في الحكم ينحصر في أن «تهرقا» قد ظل في مصر حوالي ستة أعوام بجوار «شبتاكا» وبعد ذلك أُعلن ملكًا على البلاد، وقد كان عند وفوده على مصر من «نباتا» مع إخوته في العشرين من عمره.
وعهد «تهرقا» كان مليئًا بالأحداث الجسام في داخل البلاد وخارجها، فإصلاحاته ومبانيه في مصر وبلاد «كوش» تشهد له بأنه كان من أمجد الملوك الذين خلدوا ذكراهم في وادي النيل، هذا؛ وقد ترك لنا وثائق عدة تشهد له بالفوقان في هذا المضمار، وأنه لا يقل عن أعاظم ملوك مصر في عز سطوتها وسلطانها.
أما عن سياسته الخارجية وما قامت بينه وبين ملوك دولة آشور المترامية الأطراف وقتئذٍ من حروب، فقد سكت عنها سكوتًا تامًّا، ولكن لحسن الحظ أسعفتنا الوثائق الآشورية ببعض الأخبار.
وعلى الرغم من أن الأخيرة لم تشفِ غُلَّة إلا أنها أوضحت الموقف بعض الشيء، ولا غرابة في ذلك؛ فإن فراعنة مصر طوال تاريخهم قاطبة قد أغفلوا الحوادث التي يشتم منها رائحة هزيمتهم، ولعمري تلك سليقة نعرفها ونلمحها في دول الشرق القديم عامة، فكلها تغفل الهزائم وتتحدث عن الانتصارات وحسب.
فنرى هنا أن ملوك آشور الأقوياء قد تحدثوا لنا عن الحروب التي شنوها على مصر بعد سيطرتهم على كل بلاد شاطئ البحر الأبيض المتوسط في سوريا وفلسطين وفينيقيا وما جاورها، وقد كانت نتيجة هذه الحروب أن خضعت مصر مدة من الزمان للحكم الآشوري، ومع كل ذلك فإن الغموض يحيط بأيام «تهرقا» الأخيرة لقلة المصادر المصرية.
وسنحاول هنا أولًا أن نستعرض آثار الملك «تهرقا» على ضوء الكشوف الحديثة التي ظهرت في شقي الوادي، ثم نستخلص منها بقدر المستطاع ما يمكن من حقائق تاريخية خاصة بهذه الأسرة الكوشية وعلاقتها بمصر من الوجهة السياسية والدينية والاجتماعية.
أما العلاقات الخارجية فسنفرد لها فصلًا خاصًّا نستعرض فيه بشيء من الاختصار تاريخ بلاد «آشور» وما كان لها من سلطان في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، ثم نتناول علاقتها مع دويلات شرق البحر الأبيض المتوسط بشيء من التفصيل بقدر ما تسعفنا به الوثائق الأصلية الآشورية، وبخاصة منذ أن أخذت آشور تحول أنظارها للاستيلاء على هذه الأقاليم الواقعة غربي حدودها.
..............................................
1-راجع: Ungar, Chronologie des Manetho, p. 246.
2-راجع: L.R, IV. P. 31 No. 3.
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
منها الفقهية والعقائدية المجمع العلمي يواصل إقامة مجالسه الرمضانية في 11 محافظة عراقية
|
|
|