أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
![]()
التاريخ: 24-09-2014
![]()
التاريخ: 24-09-2014
![]()
التاريخ: 2025-02-12
![]() |
من هم الابرار؟
قال تعالى : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] الجواب / قال حفص بن غياث : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « يا حفص ، ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة ، إذا اضطررت إليها أكلت منها . يا حفص ، إن اللّه تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، فحلم عنهم عند أعمالهم السيّئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرّنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت » ثم تلا قوله : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الآية ، وجعل يبكي ويقول : « ذهبت واللّه الأماني عند هذه الآية ».
ثم قال : « فاز واللّه الأبرار ، أتدري من هم ؟ هم الذين لا يؤذون الذرّ « 1 » ، كفى بخشية اللّه علما ، وكفى بالاغترار جهلا . يا حفص ، إنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، من تعلّم وعلّم ، وعمل بما علم ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل : تعلّم للّه ، وعمل للّه ، وعلّم للّه ».
قلت : جعلت فداك ، ما حدّ الزهد في الدنيا ؟ قال : « قد حدّ اللّه في كتابه ، فقال عزّ وجلّ : {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد : 23] ، إنّ أعلم الناس باللّه أخوفهم للّه ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهدهم فيها » .
فقال له رجل : يا بن رسول اللّه أوصني ، فقال : « اتّق اللّه حيث كنت ، فإنّك لا تستوحش » « 2 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام أيضا ، في قوله : عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ، قال : « العلوّ : الشرف ، والفساد : البناء - ( وقيل النساء ) - » « 3 ».
وقال سعد بن طريف : كنا عند أبي جعفر عليه السّلام ، ثمانية رجال ، فذكرنا رمضان ، فقال : « لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، وذهب رمضان ؛ فإنّ رمضان اسم من أسماء اللّه ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم اللّه ، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، جعله اللّه مثلا وعيدا .
ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل اللّه - ونحن سبيل اللّه الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام - فيكبّر عند رؤيته ، كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع ، والأرضين السبع ، وما فيهنّ ، وما بينهن وما تحتهنّ ».
قلت : يا أبا جعفر ، وما الميزان ؟ فقال : « إنّك قد ازددت قوّة ونظرا . يا سعد ، رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الصخرة ، ونحن الميزان ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ في الإمام : {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [الحديد : 25].
قال : « ومن كبر بين يدي الإمام ، وقال : لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، كتب اللّه له رضوانه الأكبر ، ومن كتب له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد عليهما السّلام والمرسلين في دار الجلال » .
قلت : وما دار الجلال ؟ فقال : « نحن الدار ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ :
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، [ فنحن العاقبة ، يا سعد . وأمّا مودتنا للمتقين ] فيقول اللّه عزّ وجلّ : {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78] ، جلال اللّه وكرامته التي أكرم اللّه تبارك وتعالى العباد بطاعتنا » « 4 » .
وقال زاذان : أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يمشي في الأسواق وحده ، وهو دال يرشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمر بالبياع والبقال ، فيفتح عليه القرآن ، ويقرأ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل ، والمواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس .
وروى أبو سلام الأعرج عن أمير المؤمنين عليه السّلام أيضا قال : إن الرجل ليعجبه شراك نعله ، فيدخل في هذه الآية : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الآية . يعني أن من تكبر على غيره بلباس يعجبه ، فهو ممن يريد علوا في الأرض « 5 » .
________________
( 1 ) الذر : جمع ذرّة ، وهي أصغر النمل . « الصحاح - ذرر - ج 2 ، ص 663 » .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 146 .
( 3 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 147 .
( 4 ) مختصر بصائر الدرجات : ص 56 .
(5 ) مجمع البيان : ج 7 وص 464 .
|
|
رمضان بنشاط.. أسرار الاستعداد ببروتين صحي ومتوازن
|
|
|
|
|
العلماء يتوقعون زيادة نشاط الشمس في مارس
|
|
|
|
|
بمشاركة أكثر من (130) طالبا وطالبة.. جامعة السبطين (ع) التابعة للعتبة الحسينية تختتم امتحان العلوم الأساسية لكلية الطب بنجاح
|
|
|