أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-08
![]()
التاريخ: 2025-02-26
![]()
التاريخ: 10-7-2021
![]()
التاريخ: 24-11-2017
![]() |
ليس من السهل وضع تعريف جامع للجغرافيا الطبية الحديثة بسبب اتساع ميدانها وتعدد مجالات البحث فيها، بل وتباين وجهات النظر بين المهتمين بها في تحديد الجوانب التي يجب أن يركز عليها الاهتمام عند البحث فيها. ففريق منهم يرى أن الدراسات الإيكولوجية للأمراض هى التي يجب أن تتضمنها هذه المادة، وكان هذا هو المضمون المتفق عليه للجغرافيا الطبية منذ نشأتها حتى أوائل السبعينات من هذا القرن، حيث ظهر في هذا القرن اتجاه جديد إلى جانب هذا الاتجاه الأصلى وفيه أخذ بعض الباحثين وخصوصا في أمريكا، يركزون اهتمامهم في دراسة الخدمات الطبية المعرفة مدى كفايتها وكفاءتها ومدى ملاءمة توزيعها لتحقيق أكبر فائدة منها لمواجهة المتطلبات الصحية للمجمع وقبل أن نتعرض لتوضيح هذا الاتجاه الجديد سنلقي نظرة على مضمون وتطور الجانب الإيكولوجي للأمراض وهو الجانب الأصلي للجغرافيا الطبية وهو الجانب الذى يمكننا أن نعرف الجغرافيا الطبية على أساسه بأنها هي دراسة العلاقة بين البيئة الجغرافية وصحة الإنسان، أو هي الدراسة التي تهتم بالبحث عن التفسيرات الجغرافية لظهور الأمراض وانتشارها وهما تعريفان متفقان مع التعريف الذى وضعه ليرمونت في سنة 1987 للجغرافي الطبية وهو إنها هي دراسة أنماط التوزيع الجغرافي للأمراض البشرية وذلك بهدف تفسيرها.
وعلى أساس أى تعريف من التعريفات الثلاثة الأخيرة فإن الجغرافيا الطبية تعتبر حلقة الوصل بين الجغرافيا من ناحية والطب من ناحية ثانية بحيث يخدم كل منهما الآخر دون أن يخرج أي منهما عن حدود تخصصه ويمكن للجغرافيين أن يعرفوا حدود تخصصهم لو أنهم التزموا بمفهوم أى تعريف من التعريفات الحديثة للجغرافيا فإذا سلمنا مثلا بالتعريف الذي يصف الجغرافيا بأنها علما هي دراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته فلا بد أن نسلم بأن الجغرافيا الطبية تعتبر جغرافيا بمعنى الكلمة ، على أساس أن الغالبية العظمى من الأمراض ، ترتبط ارتباطا قويا مباشرا بعناصر البيئة الطبيعية والبشرية ، وإذا سلمنا بأن الجغرافيا هي علم التوزيعات فلابد أن نسلم على هذا الأساس أيضا بأن الجغرافيا الطبيبة مادة جغرافية تتوفر لها أهم مقومات الجغرافيا حيث أن التوزيع الجغرافي للأمراض يمثل جانبا أساسيا من جوانبها . وقد كان هذا الجانب بالذات هو الجانب الرئيسي الذي برز في المراحل الأولى لتطور هذا العلم منذ أواسط القرن التاسع عشر.
ولئن كانت دراسة المقومات الجغرافية للإنتاج في مختلف جوانب النشاط البشري تتضمن ضمن مقومات أخرى ، تقويم الطاقة البشرية العاملة ، فإن تقويم هذه الطاقة لا يمكن أن يكون صحيحاً على أساس عدد الأيدي العاملة وحده ، بل يجب تقويم قدرة هذه الأيدى من حيث سلامتها البدنية وقدرتها على العمل وبذل الجهد ، ونسبة عدد ساعات العمل التي تضيع بسبب المرض والتغيب عن العمل ، وبسبب الإنهاك الجسمي الذي تسببه بعض الأمراض المزمنة التي يمكن أن تلازم الشخص طوال حياته فتنهك قواه وتقلل من قدرته على بذل الجهد البدني والعقلى على حد سواء ، فمن الثابت أن انتشار أى مرض من الأمراض المنهكة ، مثل الملاريا والبلهارسيا بين أى شعب من الشعوب كفيل بأن يعرقل تقدمه في مختلف المجالات والأنيميا.
ومن هذه الناحية أيضاً يمكننا أن نؤكد أن الجغرافيا الطبية تمثل مادة جغرافية لها أهمية كبيرة في المجالات التطبيقية ولا تقتصر الجغرافيا الطبية على دراسة أمراض الإنسان وحده بل يجب أن كذلك الأمراض المشتركة بينه وبين حيواناته، لا لأنها تؤثر على صحته تتضمن وحياته فحسب بل لأنها تعتبر عاملاً من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسبب له خسائر مادية كبيرة.
وهكذا فإن الجغرافيا الطبية تمثل فرعاً من فروع الجغرافيا التطبيقية الحديثة وهي تختص بدراسة التوزيع الجغرافي للأمراض وإبراز العلاقة بينها وبين عناصر البيئة الجغرافية الطبيعية والبشرية وتقويم آثارها السلبية على حياة الإنسان وعلى أحواله المعيشية والاقتصادية وعلى قدراته المختلفة والبحث عن أساليب مكافحتها والوقاية منها، وفي مدى توفر الخدمات الطبية والصحية اللازمة لعلاجها ولرفع المستوى الصحي العام للمجتمعات البشرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Kratochvil, O. (1971). pp. 74 – 83
Learmonth, A. (1978) - Patterns of Disease and Hunger, London, p. 16
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تعقد اجتماعها السنوي لمناقشة الخطة التشغيلية وتحديثها لعام 2025
|
|
|