أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-12
![]()
التاريخ: 2024-05-09
![]()
التاريخ: 2024-08-25
![]()
التاريخ: 2024-07-24
![]() |
وكان أول ما قام به «تحتمس الثالث» بعد نهاية مشاريعه الحربية الضخمة في آسيا أنه سار على رأس حملة إلى السودان. ويحدثنا نقش عند الشلال الثالث مُؤَرَّخٌ بالسنة الخامسة من حكمه بنفس الكلمات التي ذُكِرَتْ في نقش «تحتمس الأول» وهي أنه: «حفر قناة (أي القناة التي عند الشلال الأول) لأنه وجدها مملوءة بالأحجار» وبعد ذلك يقول إنه «قد ساح فيها فَرِحَ القلب بعد أن ذبح عدوه واسم هذه القناة هو «فتحت الطريق الجميلة لتحتمس الثالث». هذا وكان لزامًا على صيادي السمك في «إلفتنين» أن يكروها سنويًّا.
ونجد في تواريخ «تحتمس الثالث» أن الجزية من «كوش» و«واوات» منذ 31/32 من حكمة كانت تُدْفَعُ لمصر وفضلًا عن ذلك نقش هذا الفرعون على بوابته بمعبد «الكرنك» قوائم طويلة بأسماء أهالي الجنوب الذين انتصر عليهم من «أونتيو-سيتي» و«خنت حن-نفر» وهم الذين ذبحهم جلالته عندما قام بمذبحة عظيمة فيهم حتى أصبح عددهم لا يُحْصَى، و«كل أهلها قد اقتيدوا إلى «طيبة» أسرى ليقوموا بالعمل اللازم لبيت والده «آمون رع» رب «الكرنك»، وكل بلد أجنبي أصبح رعية لجلالته كما أراد والده «آمون».» هذا ونعلم من اللوحة التي عَثَرَ عليها «ريزنر» في جبل «برقل» للملك «تحتمس الثالث» أن النفوذ المصري كان فعلًا في السنة السابعة والأربعين من حكم هذا الفرعون يمتد إلى هذه الجهة الواقعة تحت الشلال الرابع. ولا نزاع في أن هذا الأثر لم يُؤْتَ به إلى جبل «برقل» كما يدل على ذلك متن النقش نفسه، وكذلك المنظر الذي في أعلى المتن إذ نجد فيه الملك يقدم «لآمون رع» رب الجبل المقدس (أي جبل برقل) الماء والخمر. وفي السطر الثالث والثلاثين من المتن يقول في خطاب له: «إن الناس (رمث أي المصريين) الذين في الأرض الجنوبية وهم الذين في الجبل المقدس الذي يُسَمَّى «عرش الأرضين» كانوا تحت حكم الناس (أي المصريين) عندما لم تكن معروفة بعد»، ومن ثَمَّ نفهم أن اللوحة منذ كُتِبَتْ، كانت موجودة في جبل «برقل»؛ مما يدل على أن العلاقة بين مصر والسودان كانت من الأهمية بمكان. ونحن نعلم أن الحدود الجنوبية حتى «قرن الأرض» قد وصلت إلى هذه الجهة أو كما جاء في فقرة أخرى: «لقد وصل خوف جلالته حتى الأرض الجنوبية» فالتعبير الأول قد استعمله «تحتمس الأول» في صورة مشابهة في لوحة الحدود التي أقامها في «تومبوس» وكذلك في «برقل» قيل إن الحدود تقع بالقرب من هذا المكان، وهذا يتفق مع الوثائق الأثرية لأننا لم نجد جنوبًا أي أثر في مكانه الأصلي من عهد الأسرة الثامنة عشرة حتى الأسرة العشرين يثبت ذلك. هذا بالإضافة إلى أنه لدينا متن «من جبل برقل» يحدثنا عن وجود حصن، وكذلك عن وجود معبد على ما يُظَنُّ فنقرأ في إهداء اللوحة ما يأتي: لقد عملها بمثابة أثره لوالده «آمون رع» رب عروش الأرضين (الكرنك أو جبل برقل) في الحصن المُسَمَّى «شمع خاستيو» عندما اتخذه مأوى أبديًّا … «ولم ينسب أي معبد من المعابد التي كُشِفَ عنها على وجه التأكيد للملك «تحتمس الثالث». ويقول «ريزنر» إنه من الجائز أن هذا الكلام يشير إلى المعبد الصغير (B 300) وإن تحتمس الثالث هو الذي أقامه. والواقع أن المعبد الأول قد أُرِّخَ بصورة قاطعة بحكم «تحتمس الرابع». والحصن المذكور هنا لا يوجد فيه أي أثر يدل على مُؤَسِّسِهِ. ولدينا في النقوش وصف عن التغلب على هذه الأرض من «أرقو نحو جبل برقل» غير أنه مستتر، ولكن على الرغم من ذلك فإن هذا التوسع في ممتلكات مصر ينسب إلى «تحتمس الثالث». وليس لدينا دليل على ذلك لأن المادة المقتبسة لا ترتكز على أساس تاريخي متين، ولكن مع ذلك نعرف أن الملك أو موظفيه في عام سبعة وأربعين من حكم «تحتمس الثالث» كانوا يقومون بنشاط في جبل برقل، وإن هذا الملك في العام الخمسين من حكمه قد عاد من رحلته في الجنوب إلى مصر، وهذا الرأي هو الطبعي جدًّا، وفضلًا عن ذلك نجد أن الآثار التي كشف عنها حتى الآن تتفق مع ذلك. ومن ثَمَّ نرى أن الإمبراطورية المصرية قد أخذت صورتها الطبعية في الجنوب في عهد هذا العاهل. وفي هذا المكان الذي وصلت إليه الحدود كان الشلال الرابع يُعَدُّ نقطة الحدود التي كان من السهل حمايتها كما كان من غير الممكن التغلب عليها أيضًا.
وبذلك بقيت مستعمرة «نباتا» الواقعة بالقرب من جبل «برقل» مدة مئة سنة تقريبًا مركز الحدود، ولم يمد الفراعنة ملكهم بعد هذه النقطة قط، وقد أصبحت محط تجارة ولعبت دورًا هامًّا حيث كانت المحاصيل الجنوبية تُصَدَّرُ منها إلى الإمبراطورية المصرية.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|