أصبح أمر ضروري لمجموعة الأنظمة البيئية الموجودة على الكرة الحية لاستمرارية الحياة وإدامتها. إن اتزان النظام البيئي يعني التوازن في مجمل الدورات الغذائية الأساسية والمسالك المتداخلة للطاقة داخل نظام بيئي ما، وهذا يتطلب أن تكون جميع نواحي عمل النظام البيئي في اتزان، ولذا لا بد أن يكون هناك توازن بين الإنتاج والاستهلاك والتحلل داخل النظام. ويوجد الاتزان في جميع مستويات التنظيم الحيوي، فلو أخذنا الاتزان داخل الفرد فنلاحظ أن هناك انتظاماً للعمليات الجسدية والوعائية والأيضية عن طريق تنظيم نبضات القلب والتنفس ودرجة حرارة الجسم، كما يوجد هناك تداخل وتآزر بين الضبط العصبي والهرموني في النمو والتكاثر والسلوك، لذا فالفرد قادر على مقاومة التغيرات البيئية الناتجة عن الوسط المحيط. وإذا أخذنا مفهوم الاتزان على مستوى النظام البيئي فإننا نبحث في مدخلات بيئية (Inputs) تأتي من الوسط المحيط كالطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون والأكسجين والماء والعناصر الغذائية، ومخرجات بيئية (Outputs) تطرح في الوسط المحيط وتشمل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والماء وعناصر غذائية وطاقة حرارية مفقودة من عملية التنفس وحتى يتحقق الاتزان يجب أن يتوفر شرط التعادل في معدل دخول المدخلات وخروج المخرجات. وقد يمارس النظام البيئي دوره بطرق عديدة من أجل العودة الصحيحة إلى الاتزان الطبيعي وعدم تخريب القدرة الذاتية لبيئة نظيفة ومتزنة بشكل جيد ومثالي ومن هذه الطرق المعروفة:

1 - المرونة البيئية (Ecological Resilience) وهي القدرة على امتصاص التغير ومن ثم البقاء ومن ثم العودة إلى الوضع الطبيعي عند تحسن الظرف ومن هذا المفهوم نستنتج أن تأرجح الجماعات السكانية تحت تأثير تغير معين لا يعني أن النظام البيئي قد انتكس بل أن أمامه فرصة لاسترداد عافيته إذا كانــت الأفراد التي يتألف منها النظام البيئي متكيفة مرنة. ويفترض بعض علماء البيئة أن أهم نقطة يرتكز عليها اتزان النظام البيئي هي السرعة في العودة إلى نقطة الأصل [الحالة العادية ] بعد التعرض لمؤثر معين، وبناءً على هذه الفرضية فإن المراعي مثلاً هي أكثر اتزاناً من الغابات، فقط لمجرد أن المراعي والأعشاب تستطيع أن تعود إلى ما كانت عليـه بعـد التعرض لحريق مثلاً بسرعة أكبر من النظام البيئي الغابي. أي أن مرونتها أكبر من مرونة الغابات وهكذا.

2- المقاومة البيئية (Ecological Resistance) وهي : ، قدرة النظام البيئي على مقاومة التغير بأقل ضرر ممكن، وتنتج المقاومة من مكونات النظام البيئي نفسه. وعادة ما يمتاز النظام المقاوم بقدرة حيوية عالية وبطاقة مخزنة تساعد على البقاء فيستطيع نظام الغابات مثلاً أن يقاوم درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة وكذلك الجفاف وانتشار الحشرات الفصلي وذلك لتمكن هذا النظام من استخدام الطاقة المخزنة في أنسجته لاسترداد عافيته. وعلى سبيل المثال فإن حالة التجمد التي تحدث في أول الربيع يمكــن أن تقضي على الأوراق حديثة النمو إلا أنه يمكن للأشجار أن تورق من جديد بعد زوال المؤثر. ولكــن لنفرض أن هذه الأشجار تعرضت لحريق ضخم أو قطع جائر كثيف فسوف لا يظهر هذا النظام مرونة كافية وتكون عملية العودة للوضع الطبيعي بطيئة جداً ويوصف هذا النظام بأنه مقاوم قليل المرونة.

3- مكونات النظام البيئي والسلسلة الغذائية: وهنا تبرز سلبية اختفاء النوع أو الأنواع من السلسلة الغذائية والتي تعتبر على حد رأيهم من العوامل التي تدفع بنظام متزن إلى حالة عدم الاتزان.